خاص "هي": قصور الغدة الدرقية لدى النساء.. أهم الأسباب وأفضل العلاجات

الغدة الدرقية هي إحدى الغدد الصماء المهمة والحيوية في الجسم، وهي عضو صغير يشبه الفراشة، تتكون من فصين أيمن وأيسر يقعان في أسفل الجزء الأمامي من الرقبة أمام القصبة الهوائية. وهي مسؤولة عن إفراز هرمونات (تدعى الثيروكسين وثلاثي يود الثيرونين) تؤثر في وظائف الجسم المختلفة، حيث تتحكم في النمو والتطور ومعدل نبضات القلب ونشاط الدورة الدموية وبناء العضلات، والطاقة ودرجة حرارة الجسم، والوزن، وغيرها من الوظائف الحيوية في جسم الإنسان.

لذا فإن أي خلل في الغدة الدرقية من شأنه أن يؤثر على وظائف جسم الإنسان المختلف، بحسب ما صرح لنا الدكتور ناصر رجاءالله الجهني، استشاري باطنية وغدد صماء ورئيس قسم الأمراض الباطنية في مستشفى شرق جدة ورئيس الجمعية العربية للغدة الدرقية.

ومن خلال مقابلة حصرية مع موقع "هي"، تطرق الدكتور الجهني لاختلال هذه الغدة المعروف بقصور الغدة الدرقية وأسبابها وطرق علاجها في موضوع مفصل يسعدنا تقديمه لك.

ما المقصود بقصور أو خمول الغدة الدرقية؟ وما أعراضه ومسبباته عند البالغين

هي حالة لا تنتج فيها الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات مما يؤدي إلى تباطؤ في بعض وظائف الجسم. وتتعدد علامات وأعراض قصور الدرقية على حسب حدة نقص الهرمونات وأهمها:

• التعب والإرهاق.
• الحساسية الزائدة تجاه البرودة.
• الإمساك وانتفاخ الغدة.
• جفاف البشرة.
• جفاف الشعر وتساقطه.
• زيادة الوزن.
• تورم الوجه وبحة الصوت.
• ألم المفاصل والعضلات أو ضعف العضلات.
• عدم التركيز وضعف الذاكرة والإكتئاب.
• غزارة الحيض عن المعتاد أو عدم انتظام فترات الحيض.
• بطء نبضات القلب.
• ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.

وبالرغم من أنه قد يُصاب أي شخص تقريبًا بقصور الغدة الدرقية، ولكن يكون هناك أشخاص أكثر عرضة لخطر الإصابة. وتُعتبر النساء، وخاصة ممن تجاوزت أعمارهن 50 عامًا، أو من لديهن تاريخ عائلي من الإصابة بأمراض الغدة الدرقية أو من لديهن أمراض المناعة الذاتية مثل السكري من النوع الأول أو التهاب المفاصل الروماتيدي أو الذئبة، أو المرأة الحامل أو خلال الأشهر الستة من الولادة عرضة لخمول الغدة الدرقية.

كما تحدث الإصابة بقصور الغدة الدرقية للأسباب التالية:

• وجود مرض مناعي ذاتي يقوم بسببها الجسم بتكوين أجسام مضادة تقوم بمهاجمة الغدة الدرقية، وتسبب التهاباً مناعياً مزمناً (يدعى مرض هاشيموتو)  ويعتبر واحداً من أشهر مسببات قصور الدرقية.
• العلاج السابق للغدة الدرقية، مثل: العلاج الإشعاعي، والجراحة.

إضافة لأسباب أقل شيوعاً منها نقص اليود في الغذاء والذي نحصل عليه من الأطعمة البحرية والطحالب والنباتات التي تنمو في تربة غنية باليود. إضافة إلى عيوب خُلقية في تكوين الغدة، وأمراض الغدة النخامية، واستخدام بعض الأدوية.

ما أعراض قصور أو خمول الغدة الدرقية عند الأطفال والمراهقين

بشكل عام، يعاني الأطفال والمراهقون الذين يصابون بقصور الغدة الدرقية من الأعراض نفسها التي يعاني منها البالغون، ولكنهم قد يتعرضون أيضًا إلى ضعف النمو، وينتج عنه قصر القامة، تأخر في نمو الأسنان الدائمة، تأخر سن البلوغ وضعف النمو العقلي.

هل ثمة صلة بين قصور الغدة الدرقية والعقم عند النساء

بالتأكيد يوجد علاقة بين قصور الغدة الدرقية والعقم لدى النساء، إذ أن نقص إفراز هرمونات الغدة الدرقية قد يتعارض مع إطلاق البويضة من المبيض (عملية التبويض)، وهو ما يُضعف الخصوبة. علاوة على ذلك، بعض اضطرابات الأجسام المناعية المضادة تتسبب في ضعف الخصوبة.

بالنسبة للنساء، فإن علاج قصور الغدة الدرقية جزء مهم من أي جهد لتصحيح أسباب العقم.

ما هي مضاعفات خمول أو قصور الغدة الدرقية

يمكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية الذي يُترك دون علاج، إلى عدد من المضاعفات منها:

• تضخم الغدة الدرقية وظهور ورم في منتصف الرقبة، يعيق عملية البلع أو التنفس.
• زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. ويمكن حتى لقصور الغدة الدرقية دون السريري، وهو قصور طفيف أو مبكر من الإصابة بقصور الغدة الدرقية التي لم تتطور أعراضه بعد، أن يسبب زيادة في إجمالي مستويات الكوليسترول ويضعف من قدرة القلب على ضخ الدم. كما يمكن لقصور الغدة الدرقية أن يؤدي إلى تضخم القلب وفشله.
• اعتلال الأعصاب الطرفية. وقد يؤدي قصور الغدة الدرقية على المدى الطويل إلى تلف الأعصاب والشعور بالألم والتنميل والوخز في المنطقة المصابة إضافة إلى الإصابة بضعف العضلات.
• العقم.
• العيوب الخُلقية عند الأطفال.

كيف يتم تشخيص قصور الغدة الدرقية وعلاجها

يتم عادة أخذ التاريخ المرضي كخطوة أولى ومن ثم فحص الغدة الدرقية وأعضاء الجسم المختلفة سريرياً، وإجراء تحليل لدم المريض لفحص وظيفة الغدة وقياس كمية هرمونات الغدة الدرقية. وفي بعض الأحيان يتم تحليل الأجسام المضادة المؤثرة على الغدة الدرقية في الدم. وقد يطلب الطبيب فحص الغدة الدرقية بالموجات فوق الصوتية عند الاشتباه بوجود عقد أو أورام بالغدة الدرقية.

أما العلاج فيعتمد على الإستخدام اليومي لحبوب هرمون مشابه للهرمون الذي تفرزه الغدة الدرقية على معدة فارغة قبل الأكل بنصف ساعة، ويتم إجراء تحاليل بشكل دوري إلى أن يتم ضبط الجرعة المناسبة لكل حالة. ويجب عدم التوقف عن استخدام هذا الدواء دون إخبار الطبيب حيث يستمر العلاج عادة مدى الحياة، وقد تؤثر بعض الأدوية والمكملات مثل مكملات الحديد او الكالسيوم أو الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على الحديد وبعض الأطعمة، على القدرة على امتصاص حبوب الثيروكسين.

هل هناك نظام غذائي خاص بقصور الدرقية، وهل مكملات اليود تساعد  في تنظيم وظيفة الغدة الدرقية للمصابين بقصور الغدة الدرقية

بوجه عام، لا يوجد نظام غذائي خاص بقصور الدرقية. وعلى الرغم من كثرة الأقاويل حول النظام الغذائي الخاص بقصور الدرقية، إلا أنه لا يوجد دليل علمي على أن تناول أطعمة معينة أو تجنبها يُحسن من وظائف الغدة الدرقية لدى المصابين بقصور الدرقية.

وعلى الرغم من ذلك، فإن توفر اليود بشكل كاف في النظام الغذائي ضروري للوظيفة الطبيعية للغدة الدرقية. وفي البلدان المتقدمة، يكاد يكون تم القضاء على مرض الغدة الدرقية الناتج عن نقص اليود عن طريق إضافات اليود الموجودة في الملح والطعام. ويمكن لاتباع نظام غذائي متوازن أن يجعل تناول مكمل اليود غير ضروري.

في الواقع، فإن الإكثار من اليود يمكن أن يسبب فرط الدرقية لدى بعض الأشخاص.

قد يكون لمكملات أخرى مثل الصويا، عند تناولها بكميات كبيرة، أثر على إنتاج هرمون الغدة الدرقية ولكنها لن تسبب قصور الدرقية عند الأشخاص الذين لا يعانون كذلك من نقص اليود. وإذا لم يكن نقص اليود هو السبب وراء قصور الغدة الدرقية، فلن توفر مكملات اليود أية منفعة ولا يجب استخدامها.

يمكن علاج قصور الغدة الدرقية بأمان وفاعلية باستخدام أدوية هرمون الغدة الدرقية الصناعي الثيروكسين، ويجب تجنب تناول هذه الأدوية في الوقت الذي تتناولين فيه الجوز، فول الصويا، مكملات الحديد أو متعدد الفيتامينات التي تحتوي على الحديد، مكملات الكالسيوم ومضادات الحموضة التي تحتوي على الألمنيوم أو المغنيسيوم.

ولتجنب التفاعلات المحتملة، ينبغي تناول تلك الأطعمة أو استخدام هذه المنتجات قبل تناول دواء الغدة الدرقية أو بعده بعدة ساعات.

هل هناك احتياطات للنساء اللاتي يرغبن بالحمل أو حوامل لديهن قصور في الغدة الدرقية قبل الحمل

تُصاب بعض النساء بقصور الدرقية أثناء الحمل أو ما بعد الولادة، حيث تزداد مخاطر الإجهاض والولادة المبكرة وتسمم الحمل (ارتفاع ضغط دم المرأة أثناء الحمل)، وقد يُمثل ذلك خطورة أيضاً على نمو الجنين. لذا يجب أن تكون هناك متابعة  دقيقة لمستويات هرمونات الغدة الدرقية قبل وأثناء الحمل لتفادي المضاعفات على الأم والجنين.