الدكتور عصام حريراتي يكشف ل "هي" مضاعفات السمنة على الصحة

تؤثر السمنة على كل جانب من جوانب صحتنا تقريباً، بدءاً من وظائف الإنجاب وكفاءة عمل الرئة، إلى الإحساس والإدراك والمزاج. وتزيد السمنة من مخاطر الإصابة بمجموعة متنوعة من الأمراض الشديدة والقاتلة، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطانات.

تحدث السمنة لأسباب عدة، بعضها ببساطة بسبب زيادة الوزن وزيادة عدد الكيلوجرامات في الجسم، والبعض الآخر بسبب تغييرات هرمونية واستقلابية معقدة.

وفقاً للإحصائيات، فقد تضاعف معدل السمنة حول العالم لأكثر من ثلاثة أضعاف منذ العام 1975، حيث وصل إلى حوالي 2.1 مليار شخص، أي ما يقرب من 30 ٪ من إجمالي عدد السكان، ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم أكثر مستقبلاً. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها، تؤثر السمنة على حوالي 20٪ من السكان وفقاً لأبحاث وزارة الصحة.

وتقلل السمنة من جودة الحياة ومدتها، كما ترفع من التكاليف الطبية على المستوى الفردي والوطني والعالمي.

يستعرض لنا الدكتور عصام حريراتي، أخصائي الجراحة العامة في مستشفى فقيه الجامعي، للآثار السلبية للسمنة ومضاعفاته الخطيرة على الصحة.

ما هي مضاعفات السمنة الصحية

وفقاً للدكتور حريراتي، تُعتبر السمنة مشكلة صحية متعددة الأوجه ناتجة عن مجموعة من العوامل والمتغيرات الفردية، مثل السلوكيات والعوامل الوراثية.

وتعد السمنة مرضاً خطيراً لأنها تؤدي لنتائج سيئة على الصحة الذهنية وتؤدي إلى تدني نوعية الحياة، وتزيد من الإصابة بالأمراض التالية:

1. السمنة ومرض السكري: تُعد السمنة عاملاً رئيسياً للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ويظهر مرض السكري عندما ترتفع مستويات السكر في الدم لدرجة يصعب على الجسم التعامل معها.

إن الأشخاص المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع نسبة السكر في الدم بحوالي 10 مرات من غيرهم. من ناحية أخرى، يمكن أن يضاعف مرض السكري من النوع الثاني خطر الوفاة بشكلٍ كبير، كما يمكن أن يؤدي إلى السكتة الدماغية ومشاكل متعلقة بالكلى والبصر وارتفاع ضغط الدم وغير ذلك.

2. السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية: ترتبط مجموعة من مخاطر الإصابة بأمراض القلب بوزن الجسم ارتباطاً وثيقاً. إذ يزداد ضغط الدم وسكر الدم والدهون الثلاثية وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة والالتهابات عندما يرتفع مؤشر كتلة الجسم. وتزيد السمنة من مخاطر الإصابة بما يلي:

• السكتة الدماغية: تتطابق العديد من عوامل خطر السكتة الدماغية مع تلك المُسببة لأمراض القلب، إذ تحدث السكتات الدماغية عندما يتعطل تدفق الدم إلى الدماغ. ويمكن أن تتلف السكتة الدماغية أنسجة المخ، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الإعاقات مثل صعوبة الكلام وضعف العضلات وتغيرات في القدرة على التفكير والاستدلال.
• مرض الشريان التاجي: تُعتبر السمنة عاملاً منفرداً في التسبب بالإصابة بأمراض القلب التاجية. فبعد تشخيص أمراض القلب التاجية، تؤثر السمنة على تطور المرض بشكل أسرع، كما تُساهم زيادة الوزن والسمنة أيضاً في مقاومة الأنسولين ومرض السكري من النوع الثاني، مما يزيد من فرص الإصابة بأمراض الشرايين التاجية ويزيد من سوء الحالة.
• الموت بسبب الأمراض القلبية الوعائية: تشير بعض الدراسات لارتباط السمنة بزيادة خطر الموت القلبي المفاجئ. وحتى عند الأفراد الذين لا يعانون من أمراض القلب التاجية، يمكن أن تؤدي السمنة إلى فشل وظيفة القلب، أو أنواع أخرى من أمراض القلب.

3. ارتفاع ضغط الدم: تحتاج الأنسجة الدهنية الزائدة في الجسم إلى أكسجين ومواد مغذية أكثر. وسوف يحتاج الجسم لتوزيع المزيد من الدم عبر الشرايين إلى الأنسجة الدهنية الزائدة، ما يعني أن القلب سيعمل بجهد أكبر لتدوير الدم في جميع أنحاء الجسم.

من ناحية أخرى، تؤدي زيادة الدورة الدموية إلى زيادة الضغط على جدران الشرايين، ويظهر هذا الضغط الإضافي على شكل ارتفاع ضغط الدم الذي قد يُسبب الإضرار بالقلب والشرايين بمرور الوقت.

4. إضطرابات في الجهاز التنفسي: الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم قدرة منخفضة على التنفس، ذلك لأنهم لا يستطيعون الشهيق والزفير بنفس القدر من الهواء كما كانوا يفعلون سابقاً. كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. وفي الواقع، إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بالربو بثلاث إلى أربع مرات.

5.  هشاشة العظام: وهي اضطراب مفصلي واسع الإنتشار يصيب الركبة أو الورك أو الظهر. يسبب الوزن الزائد ضغطاً إضافياً على هذه المفاصل ويمزق الغضاريف التي تحميها عامةً.

6. توقف التنفس أثناء النوم:  إنقطاع النفس النومي هي حالة يتوقف فيها الشخص عن التنفس لفترة وجيزة أثناء النوم. والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، ويرجع سبب ذلك إلى تراكم المزيد من الدهون حول الرقبة، مما يؤدي إلى تضييق مجرى الهواء فيها. لذا، قد يعاني الفرد من الشخير وصعوبة التنفس ليلاً بسبب ضيق مجرى الهواء.

7.  مشاكل المرارة: تزيد السمنة من فرص الإصابة بحصوات المرارة، والتي تتكون عندما تتراكم الصفراء وتتصلب في المرارة. قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة مستويات أعلى من الكوليسترول في المرارة الصفراوية أو المرارة الكبيرة التي لا تعمل بشكل صحيح، مما يسبب تكوين حصوات المرارة التي قد تسبب بدورها آلاماً مبرحة وقد تتطلب التدخل الجراحي.

8.  الإكتئاب: يعاني الكثير من البدناء من الاكتئاب، وكثيراً ما يتعرض الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة للتجاهل أو التمييز في المعاملة بسبب حجم أجسامهم، مما قد يُسبب لهم الشعور بالإحباط أو عدم تقدير الذات على المدى الطويل.

وعلى الرغم من أنه لا يزال يتعين إثبات العلاقة بين السمنة والإكتئاب بشكل علمي، إلا أن الأسباب المحتملة قد تشمل الإلتهابات، والتغيرات في المحور الوطائي والغدة النخامية والغدة الكظرية، ومقاومة الأنسولين، بالإضافة إلى التأثيرات الاجتماعية والثقافية.

9. مضاعفات الحمل: تزيد السمنة من مخاطر المشكلات الصحية المتعلقة بالحمل، وقد تكون النساء الحوامل اللاتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة للإصابة بما يلي:

• سكري الحمل.
• ولادة جنين ميت.
• تسمم الحمل.
• الحاجة إلى ولادة قيصرية.
• نزيف أكثر غزارة من المعتاد بعد الولادة.
• جلطات دموية.
• عيوب في المخ والنخاع الشوكي.
• الولادة المبكرة.
• الإجهاض.