إهمال صحة الفم قد يسبب مضاعفات في القلب

نسمع كثيراً نصيحة الخبراء بضرورة مراجعة طبيب الأسنان مرة كل 6 أشهر، للكشف الدوري عن صحة الأسنان وعلاج أية مشاكل يمكن أن تلم بها مثل التسوس وغيرها.

إلا أن كثيراً منا لا يلقي بالاً لهذه النصائح، ولا يتوجه للطبيب إلا عند الضرورة أي عند الشعور بالألم ينخر في الأسنان ويمنعه من النوم والراحة.

وما لا يعرفه البعض، أن أهمال صحة الفم وعدم الفحص الدوري وترك المشاكل الصحية للأسنان والفم تتفاقم قبل علاجها يمكن أن يكون له تداعيات صحية خطيرة خاصة على صحة القلب.

فما هي مضاعفات إهمال صحة الفم وتداعياته على صحة القلب؟ وكيف يمكن تجنب هذه المضاعفات؟

إهمال صحة الفم قد يسبب مضاعفات في القلب

إهمال صحة الفم وتداعياته على القلب

لم يعد نزيف وتورم اللثة ورائحة الفم الكريهة من المشاكل العادية التي قد تصيب الفم، بل إنها قد تكون مضاعفات لخطر الإصابة بمشاكل في القلب والأوعية الدموية.

هذا ما خلصت إليه دراسة قام بها باحثون من معهد إيستمان لطب الأسنان في جامعة كوليدج لندن ونشر تفاصيل عنها موقع "العربية.نت" نقلاً عن موقع "إكسبريس" البريطاني.

وتفيد الدراسة أن إهمال صحة الفم قد يترتب عنها أكثر من مجرد رائحة فم كريهة ونزيف في اللثة، إذ يمكن أن تؤدي هذه المسألة لارتفاع ضغط الدم فوق المستويات الطبيعية وما ينجم عنه من مشاكل في القلب.

تفاصيل الدراسة

بغية التحقق من العلاقة بين أمراض اللثة واحتمال ارتفاع ضغط الدم، أجرى الباحثون من معهد ايستمان البريطاني المزيد من التجارب وحققوا في بيانات 250 من البالغين الأصحاء الذين يعانون من أمراض اللثة الحادة وقارنوها بـ250 شخصاً يتمتعون بلثة صحية.

وبنتيجة المقارنة، وجد الباحثون أن البالغين المصابين بأمراض اللثة كانوا أكثر عرضة للإصابة بضغط الدم الإنقباضي المرتفع، المعروف أيضاً باسم ارتفاع ضغط الدم، بمرتين من أقرانهم الذين يملكون لثة صحية.

كذلك خلصت الدراسة إلى أن المرضى الذين يعانون من أمراض اللثة هم أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم في حال وجود "التهاب اللثة النشط" وهو نزيف اللثة. ووجدت الدراسة أن التهاب اللثة النشط مرتبط بشكل وثيق بارتفاع ضغط الدم الإنقباضي.

وتشمل الأعراض الأخرى لأمراض اللثة:

  • تورم اللثة.
  • رائحة الفم الكريهة.
  • الألم عند المضغ.
  • إنحسار اللثة.

إهمال صحة الفم قد يسبب مضاعفات في القلب

إرتفاع مستويات السكر والكوليسترول الضار

لم يكن ارتفاع ضغط الدم هو المشكلة الوحيدة التي تم تسجيلها عند المشاركين في الدراسة، بل أظهر المشاركون المصابون بالتهاب دواعم السن زيادة في الغلوكوز والكوليسترول الضار، ومستويات خلايا الدم البيضاء، وانخفاض مستويات الكوليسترول الجيد مقارنة بالمجموعة الضابطة.

وفي تعليقه على هذه النتائج، قال فرانشيسكون ديوتو، أستاذ أمراض اللثة والمؤلف الرئيسي للدراسة في بيان: "يشير هذا الدليل إلى أن بكتيريا اللثة تسبب تلفاً للثة وتؤدي أيضاً إلى استجابات التهابية يمكن أن تؤثر على تطور أمراض جهازية بما في ذلك إرتفاع ضغط الدم".

كما تحدث الباحثون المشاركون في الدراسة قائلين: "ركزنا على التحقيق في العلاقة بين التهاب دواعم السن الشديد وارتفاع ضغط الدم لدى البالغين الأصحاء دون تشخيص مؤكد لارتفاع ضغط الدم". ولذلك فإن الحد من مخاطر الإصابة بأمراض اللثة هو أكثر صلة بالموضوع من مجرد التمتع بصحة جيدة للفم.

الوقاية من أمراض الفم وتداعياتها على القلب

يؤكد الباحثون والخبراء على إمكانية الوقاية من ارتفاع ضغط الدم نتيجة التهابات وأمراض الفم، وذلك باتباع روتين تنظيف الأسنان بالفرشاة لمدة دقيقتين كاملتين مرتين يومياً، بالإضافة إلى التنظيف بين الأسنان بالخيط. كما يُنصح أيضاً بزيارة طبيب الأسنان وأخصائي صحة الأسنان بانتظام للتنظيف والفحوصات.

تجدر الإشارة إلى أن ارتفاع ضغط الدم قد لا يكون مصحوباً بأية أعراض، ما يجعل الكثيرين غير مدركين لتعرضهم لخطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية بشكل متزايد.