ما هي أسباب القرنية المخروطية وطرق علاجها الحديثة

قد تتعرض العين إلى العديد من المشاكل والأمراض، والتي قد تكون نتيجة أسباب وراثية أو عرضية أو بسبب التقدم في السن، والتي من شأنها التأثير بشكل سلبي على عملية الرؤية. ومن هذه المشاكل الشائعة، القرنية المخروطية.

ويشير الدكتور أسامة الجليدي، إستشاري في طب العيون بمستشفى مورفيلدز للعيون دبي إلى أن القرنية هي الجزء الشفاف من العين الذي يتحكم بدخول الضوء إليها وتركيزه عليها. وفي حالة القرنية المخروطية، يحدث هناك ضعف مرضي في ثخانة وصلابة القرنية، مما يؤدي إلى بروزها بشكل غير طبيعي على شكل مخروط، الأمر الذي يُسبب ضعف الرؤية بسبب اضطراب اللابؤرية (الإنحراف أو الإستجماتيزم). 

ويضيف أن القرنية المخروطية عادة ما تحدث في كلتا العينين، وذلك عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 25 عاماً، وغالبًا ما تبدأ أعراضها بالظهور في مرحلة البلوغ. وقد تتطور الحالة لمدة 10 سنوات أو أكثر، ثم تتباطأ أو تستقر. ومع تطور الحالة، تصبح الرؤية مشوشة وغير واضحة، بالإضافة إلى زيادة الحساسية للضوء والأشياء الساطعة. 

وبحسب الدكتور الجليدي، فإن معدل الاصابة بالقرنية المخروطية يتراوح بين 2% الي شخص واحد من بين كل 2,000 شخص. وتحدث أكبر الإصابات عند بعض المجموعات العرقية، مثل سكان الشرق الأوسط وجنوب أوروبا وجنوب آسيا. 

ما هي أسباب القرنية المخروطية

يقول الدكتور الجليدي أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى القرنية المخروطية، ويُعد العامل الوراثي من أهم الأسباب. كما قد ترتبط مشكلة القرنية المخروطية بأمراض حساسية أخرى مثل حساسية القش والأكزيما والربو. وترتبط هذه الحالة بشكل واضح بمشكلة فرك العينين التي قد تسبب سرعة تفاقمها.

كيف يتم تشخيص القرنية المخروطية

يؤكد الدكتور الجليدي أنه وللحصول على أفضل نتائج، يجب العمل على اكتشاف مشكلة القرنية المخروطية وعلاجها في مرحلة مبكرة. فالكشف المبكر ممكن عن طريق قياس شكل وسماكة القرنية عن طريق الكمبيوتر فيما يُعرف بتصوير طبوغرافيا القرنية   (corneal topography). وفي حال ترك المشكلة دون علاج، فإن القرنية المخروطية قد تؤدي إلى إعاقة بصرية شديدة وصولاً إلى العمى. 

ما هي الطرق الحديثة في علاج القرنية المخروطية

من الضروري التأكيد ان الكثير من القرنيات المخروطية قد تكون بحاجة لمشاركة اكثر من علاج، وفقاً للدكتور الجليدي الذي يضيف أن النظارات أو العدسات اللاصقة اللينة يمكن أن تُستخدم لتصحيح قصر النظر والإستجماتيزم في المراحل المبكرة من القرنية المخروطية. ومع زيادة الإنحراف، قد يحتاج المريض لعدسة لاصقة صلبة.

علماً أن هذه الحالة قد تستمر في التدهور في حال لم تُعالج بالشكل الصحيح، وبعض المرضى المصابين بهذه المشكلة لا يستطيعون الإستمرار في ارتداء هذه العدسات وقد لا يتقبلونها من البداية.

ويشير الدكتور الجليدي أن جميع الأطفال الذين يعانون من القرنية المخروطية والحالات التي تستمر في التدهور، يحتاجون للخضوع لتثبيت القرنية (CXL) بالريبوفلافين (فيتامين ب2) والأشعة فوق البنفسجية لاستقرار الحالة.

وفي بعض الحالات قد يستمر تدهور النظر وتمخرط القرنية مما يتحتم عندها إجراء تدخل جراحي مثل:

  • زراعة الحلقات باستخدام ليزر الفيمتو ثانية (الإنتراليز أو فيزي ماكس).
  • زرع القرنية) بطعم جزئي الثخانة - زرع القرنية الأمامي العميق الصفائحي (DALK  أو )بطعم كامل الثخانة - زرع القرنية النافذ  (PK.
  • قطع القرنية الضوئي العلاجي (PTK).
  • عدسات توريك اللاصقة القابلة للزر.

وفي النهاية، يحذر الدكتور الجليدي أنه في حال تم تشخيص القرنية المخروطية أو تم الإشتباه بالإصابة بها، فمن الضروري مراجعة أخصائي القرنية بأسرع وقت ممكن.