دراسة تحذر: إستخدام مسكنات الألم لوقت طويل يزيد خطر النوبات القلبية

ساعدت مسكنات الألم في التخفيف من تداعيات الألم الناجم عن الأمراض أو الخضوع لعمليات جراحية أو التعرض لحوادث وإصابات، على مدى السنوات الكثيرة الماضية، بشكل كبير وفعال، ما يجعل من هذه المسكنات أحد أفضل الإختراعات التي اكتشفها الإنسان.

لكن البعض يأخذ موضوع مسكنات الألم نحو منحى خطير جداً، فلا يعرف حدوداً والتزاماً بالجرعة الموصى بها ولا بالمدة الواجب خلالها تناول هذه المسكنات، ما قد يؤثر سلباً على صحتة وحياته كونه يسرف في تناول هذه المسكنات بشكل يومي وزائد.

تختلف أضرار مسكنات الألم باختلاف أنواعها، لكنها جميعاً تحمل الضرر الكبير على حياة الإنسان وصحته خاصة صحة القلب، كون استخدامها لوقت طويل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية كما كشفت دراسة حديثة.

فما هي تفاصيل هذه الدراسة، وما هي مسكنات الألم التي تزيد من خطر النوبات القلبية تحديداً في خضم أزمة كورونا؟ هذا ما نتعرف عليه سوياً بناء لتقرير نشره موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن صحيفة "صن" البريطانية.

تناول مسكنات الألم لوقت طويل يزيد خطر النوبات القلبية

هذا ما توصل إليه باحثون من جامعة إدنبرة في اسكتلندا، بعدما أجروا دراسة على أقراص "الباراسيتامول" المعروفة بفعاليتها في تسكين الآلام وخفض درجات الحرارة المرتفعة.

وحذر الباحثون من أن مخاطر الإكثار من هذه المسكنات يمكن أن يكون له مفعول عكسي لجهة زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية لربع البريطانيين. وقد ازداد الإقبال على استهلاك "الباراسيتامول" في الآونة الأخيرة مع التفشي الكبير لمتحور أوميكرون الأخير من فيروس كورونا.

مضيفين أن الإستخدام طويل الأمد لأقراص "الباراسيتامول" التي لا تتطلب وصفة طبية ويمكن شراؤها من الصيدليات، يمكن أن تنذر بأخبار سيئة لمن يعانون من مشكلة إرتفاع ضغط الدم. فتناول حبتين من مسكن الألم هذا بشكل يومي، يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بنسبة 20% لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

وشدد الباحثون في الدراسة على وجول إعطاء الأطباء أقل جرعة ممكنة من أقراص "الباراسيتامول" لأقصر وقت للسيطرة على الألم وتخفيفه، في حال الحاجة إليها.

وعلق الدكتور إيان ماكنتاير، طبيب في اسكتلندا على نتائج الدراسة قائلاً: "هذا لا يتعلق بالإستخدام قصير المدى للباراسيتامول للصداع أو الحمى، وهو أمر جيد، لكن الدراسة تشير إلى وجود خطر تم اكتشافه حديثاً للأشخاص الذين يتناولونه بانتظام على المدى الطويل، وعادة ما يكون ذلك بسبب الآلام المزمنة".

مسكنات الألم تزيد من ارتفاع ضغط الدم

ويلجأ المسعفون والطواقم الطبية لإعطاء أقراص "الباراسيتامول" للمرضى الذين يعانون من آلام طويلة الأمد عوضاً عن الإيبوبروفين المعروف بأنه يرفع ضغط الدم.

لكن دراسة نُشرت نتائجها في مجلة Circulation وأُجريت على 110 مرضى، أفضت إلى أن "الباراسيتامول" يمكن أن يزيد من ضغط الدم لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية بالفعل من هذا الضغط، وبصورة كبيرة.

وأشار الخبراء إلى أن الأمر استغرق أياماً فقط حتى تبدأ قراءات ضغط الدم في الإرتفاع، كما شهد بعض المرضى في التجربة ارتفاعات "كبيرة جداً" في ضغط الدم. لكن ضغط الدم سرعان ما تراجع بسرعة شديدة بمجرد توقف شخص ما عن تناول هذه الحبوب.

وفي تعليقه على هذه الدراسة، قال البروفيسور جيمس دير: "تُظهر هذه الدراسة بوضوح أن الباراسيتامول، أكثر الأدوية استخداماً في العالم، يرفع ضغط الدم، وهو أحد أهم عوامل الخطر للنوبات القلبية والسكتات الدماغية". مضيفاً: "يجب على الأطباء والمرضى معاً، النظر في المخاطر مقابل فوائد وصفة الباراسيتامول طويلة الأمد".