دراسة: هذا هو الوقت الأفضل للحصول على جرعة ثالثة معززة ضد كورونا

مع عودة فيروس كورونا للواجهة من جديد وبقوة في ظل متحور أوميكرون الذي انتقل من جنوب أفريقيا لعدد من دول العالم وفرض حالة من الذعر دفعت بحكومات عدة لإغلاق حدودها الجوية والبرية لتجنب انتشار هذا المتحور في بلادها، شدد المسؤولون في منظمة الصحة العالمية على أن التطعيم واستخدام الكمامات والتباعد الإجتماعي، إجراءات ضرورية لوقف انتشار العدوى.

ومؤخراً، بدأ الناس بتلقي الجرعة الثالثة المعززة ضد مرض كوفيد 19، بعدما شهدت دول كثيرة انتشار متحور دلتا فيها بشكل واسع. واليوم في خضم المتحور الجديد، قد يسارع الذين لم يحصلوا على جرعة ثالثة بعد، للحصول عليها بأقرب وقت ممكن لحمايتهم من متحور أوميكرون الذي يبدو أنه يحمل علامات انتقال سريعة.

والسؤال الذي يطرحه الكثيرون: ما هو الوقت الأفضل للحصول على جرعة ثالثة معززة ضد كورونا؟ وهو ما أجابت عليه دراسة أسترالية جديدة نستعرضه وإياكم لنتائجها.

دراسة أفادت أن الحاجة لأخذ جرعة ثالثة معززة قد تكون في غضون عام واحد

ما هو الوقت الأفضل للحصول على جرعة ثالثة معززة ضد كورونا

فيما تتسابق دول العالم لزيادة نسبة التلقيح بين مواطنيها كوسيلة أكيدة في الوقاية من فيروس كورونا المستجد، يبرز للعلن سؤال حول فاعلية الجرعة الثالثة المعززة التي نصحت بها السلطات الطبية لدرء خطر متحورات كورونا.

والسؤال يتمحور ليس فقط حول فعالية هذه الجرعة، وإنما أيضاً توقيتها بعدما صار معلوماً النسب التي يتطلبها كل لقاح لبدء العمل بفعالية في الوقاية من عدوى فيروس كورونا.

وتراجع فعالية اللقاحات المضادة لكورونا مع الوقت هو أمر مثبت علمياً، لكن توقيت الجرعة الثالثة المعززة ما زالت مثار جدل وبحث. وأكدت دراسة أسترالية جديدة، نُشرت نتائجها في دورية "ذا لانسيت ميكروب" أن الحاجة لأخذ جرعة ثالثة معززة، قد تكون في غضون عام واحد للحفاظ على فعالية اللقاح فوق 50% بحسب ما جاء على موقع "العربية.نت" وموقع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.

أجرى الدراسة باحثون من معهد سيدني للأمراض المعدية بجامعة سيدني، ومعهد كيربي بجامعة نيو ساوث ويلز، بالإضافة إلى معهد دورتي بجامعة ملبورن، للتنبؤ بفاعلية اللقاحات مع المتغيرات باستخدام الأجسام المضادة المعادلة.

وقال جيمي تريكاس من جامعة سيدني وأحد مؤلفي الدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة سيدني، إن "هذا البحث مهم لأنه يُظهر إمكانية التنبؤ بفاعلية اللقاح من خلال اختبار معملي بسيط نسبياً".

مضيفاً: "من المحتمل أن تستمر متغيرات الفيروس الجديدة في الظهور، كما رأينا مع دلتا، بقابلية انتقال وشدة متفاوتة، وقد لا تعمل اللقاحات بشكل جيد ضد بعض تلك المتغيرات، لكن لحسن الحظ، يسمح نموذجنا بالتنبؤ بذلك".

تفاصيل الدراسة

من خلال تحليل البيانات الموجودة حول مدى فاعلية استجابات الأجسام المضادة المعادلة في الأفراد المصابين والمُلقحين ضد المتغيرات الفيروسية المختلفة، وجد الباحثون أن الأجسام المضادة التي تسببها العدوى أو التطعيم كانت أقل حماية ضد المتغيرات المثيرة للقلق، ومع مرور الوقت، حدث انخفاض في الأجسام المضادة التي توفر هذه الحماية. كما استنتجوا أنه بالإمكان استخدام هذه التغييرات للتنبؤ بفاعلية اللقاح.

دراسة أفادت أن الحاجة لأخذ جرعة ثالثة معززة قد تكون في غضون عام واحد

فعالية اللقاحات خلال الأشهر الأولى للتطعيم

تجدر الإشارة إلى أن اللقاحات تعمل بصورة فعالة خلال الأشهر الأولى بعد التطعيم، لكن نتائج هذه الدراسة أظهرت انخفاض فاعلية اللقاح ضد كوفيد 19، الناتج عن متغيرات مثل دلتا وغيرها، والتي خفَضت مع الوقت فاعلية اللقاح.

واستطاع التحليل التنبؤ بهذا الإنخفاض بشكل إستباقي، بناءً على تحليل مستويات الأجسام المضادة.

يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية ذكَرت من جديد بأن اللقاحات المتوفرة حالياً، تقَلل انتقال متحور دلتا المهيمن الآن في العالم بنحو 40%، فيما لم تصدر بعد أية تحديثات بهذا الشأن فيما يخص متحور أوميكرون.