النظام الغذائي الياباني الأفضل في إطالة العمر

من منا لا يحلم بشباب دائم وعمر طويل لا تشوبه أمراض ولا متاعب صحية؟ لا شك في أن هذا الحلم يدغدغ قلوب وعقول الملايين خاصة النساء منهم، وكذلك الراغبين في عمر مديد.

وفيما يبقى الغذاء هو الفصل في عملية النمو والمرض والشيخوخة المبكرة والأمراض وغيرها، لا بد من التركيز على النظام الغذائي الأفضل في ضمان إطالة العمر، وهو ما يقدمه النظام الغذائي الياباني بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية.

فما هي مزايا هذا النظام الذي يمنح الفرصة لعيش طويل؟ هذا ما نتعرف عليه سوياً وفقاً لمعلومات نشرها موقع "روسيا اليوم" نقلاً عن موقع صحيفة "أكسبريس" البريطانية.

النظام الغذائي الياباني والعمر الطويل

النظام الغذائي الياباني والعمر الطويل

هي خلاصة البيانات الحديثة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية، مستندة فيها لواقع تفوق الأداء الياباني على دول مجموعة السبع فيما يتعلق بمتوسط العمر المتوقع. ويسود الإعتقاد أن النظام الغذائي الياباني له بالغ الأثر في هذا التباين، ويقوَي هذا المعتقد بحث منشور في المجلة البريطانية BMJ.

وبحسب هذه الدراسة، فإن تناول كميات كبيرة من منتجات الصويا المخمرة، مثل الميسو والناتو وهي عناصر أساسية في الغذاء الياباني، له علاقة وثيقة بانخفاض خطر الوفاة.

ويتم استهلاك منتجات الصويا على نطاق واسع في معظم الدول الآسيوية ومنها اليابان، وهي ناتو أو فول الصويا المخمر مع Bacillus Subtilis، وميسو مع Aspergillus Oryzae، وتوفو أو خثارة فول الصويا.

لكن الباحثين لم يتمكنوا حتى الآن، من إثبات الصلة بين تناول منتجات الصويا خاصة المخمرة منها، والآثار الصحية المحددة. لكن فريقاً من الباحثين في اليابان، شرع بالتحقيق في العلاقة بين أنواع عدة من منتجات الصويا والوفاة من أي سبب، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية الكلية وأمراض الجهاز التنفسي.

تفاصيل البحث

تفاصيل البحث

استند الباحثون في النتائج التي توصلوا إليها إلى 42750 رجلاً و50165 امرأة، تتراوح أعمارهم بين 45  و74 عاما، كانوا يشاركون في دراسة أجريت في 11 من مناطق مراكز الصحة العامة في اليابان.

ليجدوا أن تناول كميات أكبر من فول الصويا المخمر (ناتو وميسو) مرتبط بانخفاض ملحوظ (10%) من مخاطر جميع أسباب الوفيات، لكن إجمالي تناول منتجات الصويا لم يكن مرتبطاً بجميع أسباب الوفيات.

وشهد الرجال والنساء ممن تناولوا "ناتو"، انخفاضاً في الوفاة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية من غيرهم، ولكن لم يكن هناك ارتباط بين تناول فول الصويا والوفيات المرتبطة بالسرطان. حتى بعد إجراء بعض التعديلات على تناول الخضار التي كانت أعلى بين الأشخاص الذين يستهلكون كميات أكبر من فول الصويا، استمرت هذه النتائج.

وتشير مصادر الباحثين أن احتواء منتجات الصويا المخمرة على كميات وافرة من الألياف والبوتاسيوم والمكونات النشطة بيولوجياً أكثر من نظيراتها غير المخمرة، ما قد يساعد في تفسير ارتباطاتها.

لكن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة فقط، وبالتالي لا يمكن تحديد السبب كما لا يمكن للباحثين استبعاد فرضية أن تكون بعض المخاطر الملحوظة ناتجة عن عوامل أخرى غير قابلة للقياس.

وبالتالي هناك حاجة للمزيد من الدراسات لفهم التأثيرات الصحية لفول الصويا المخمر، مع العلم أن الأدلة المتزايدة تشير لارتباط منتجات الصويا المخمرة بالعديدة من الفوائد الصحية كما كتب باحثون في مقال افتتاحي مرتبط.

محتويات النظام الغذائي الياباني النموذجي

تجدر الإشارة إلى أن النظام الغذائي الياباني النموذجي هو عبارة عن مجموعة من الأغذية النباتية والأسماك، إضافة إلى النظام الغذائي الغربي المتواضع، مثل اللحوم والحليب ومنتجات الألبان التي قد ترتبط بطول العمر في اليابان.