سوء التغذية بأشكاله المختلفة وتأثيره على الصحة العامة

يشير سوء التغذية إلى النقص أو الزيادة أو عدم التوازن في مدخول الطاقة والمغذيات لدى الشخص. ويشمل مصطلح سوء التغذية 3 مجموعات واسعة النطاق من الحالات الصحية تحددها منظمة الصحة العالمية بالآتي:

  • نقص التغذية، الذي يشمل الهزال او انخفاض الوزن بالنسبة إلى الطول، والتقزم (قصر القامة بالنسبة إلى العمر)، ونقص الوزن (انخفاض الوزن بالنسبة إلى العمر).
  • سوء التغذية المتعلق بالمغذيات الدقيقة، الذي يشمل عوز المغذيات الدقيقة (نقص الفيتامينات والمعادن المهمة) أو فرط المغذيات الدقيقة.
  • فرط الوزن والسمنة والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي (مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري وبعض السرطانات).

إذن، فسوء التغذية لا يعني فقط قلة الحصول على الطعام وإنما قد يعني أيضاً الإفراط في تناول الطعام غير الصحي والذي يتسبب بزيادة الوزن والإصابة بالبدانة، فضلاً عن قلة الحصول على المغذيات الضرورية للصحة.

نقص بعض الفيتامينات والمغذيات يعد من اشكال سوء التغذية

وفي هذا السياق، يسلط خبراء الصحة والتغذية الضوء على ممارسات التغذية الصحيحة الواجب اتباعها لحل مشكلة سوء التغذية.

ممارسات التغذية الصحيحة تعالج سوء التغذية

هذا ما خلص إليه تقرير نشره موقع "بولدسكاي" المعني بشوؤن الصحة وتحدث عنه موقع "العربية.نت" الإلكتروني، بناء على توصيات قدمها عدد من خبراء الصحة والتغذية حول العالم.

وبحسب الخبراء، فإن سوء التغذية لا تؤثر على الفقراء فقط بل أن آثارها السلبية قد تطال الميسورين الذين يعتمدون الإسراف في التغذية أو في تناول الوجبات غير الصحية.

وفي تعليقه على الموضوع، قال الدكتور شايليش جاغتاب، خبير التغذية الدولي والإستشاري المتخصص بصحة الأم والطفل، إن سوء التغذية "لا يقتصر على من يعانون من نقص التغذية، حتى أن القدرة على تحمل التكاليف ربما لا تكون هي المشكلة مع غالبية أفراد المجتمع، وإنما بالتأكيد تكمن المشكلة في نقص الوعي".

وأضاف قائلًا" إن "نقص الوعي بالتنوع الغذائي الموصى به والأطعمة المتاحة محليًا، التي يمكن أن تشكل نظامًا غذائيًا متنوعًا، إلى جانب المفاهيم الخاطئة في المجتمع حول نوعية الطعام الواجب تناوله، ومتى نأكل، وأي كمية وعدد المرات التي يجب تناولها".

الجوع الخفي وعلاقته بسوء التغذية

وشدد الدكتور جاغتاب على أهمية ممارسات التغذية الصحيحة خلال 1000 يوم الأولى من حياة الأطفال، ناصحاً الأمهات الحوامل والمرضعات بضرورة تضمين مكملات المغذيات الدقيقة مثل حمض الفوليك والحديد والكالسيوم أثناء الحمل والبدء المبكر للرضاعة الطبيعية والرضاعة الطبيعية الحصرية حتى نهاية الشهر السادس. كما نوه لأهمية تعريف المراهقين على طرق التغذية الجيدة في وقت مبكر لتجنب تطور عادات الأكل السيئة مع الوقت.

الجوع الخفي وعلاقته بسوء التغذية

من جهتها، قالت الدكتورة سيما بوري، أستاذ مساعد بقسم التغذية في معهد الإقتصاد المنزلي بجامعة دلهي الهندية، إن سوء التغذية أو نقص التغذية هو الأكثر شيوعًا بين الفقراء، ومرده أساسًا إلى نقص الغذاء. لكن حتى عند الفئات الأفضل اقتصاديًا، توجد أشكال مختلفة من سوء التغذية مثل سوء التغذية بالمغذيات الدقيقة أو ما يُعرف بـ"الجوع الخفي".

هذا النقص قد يولَد حالات صحية شائعة مثل فقر الدم الذي يؤثر على مختلف الأعمار وفئات المجتمع. وأبرز أوجه سوء التغذية بالمغذيات الدقيقة، نقص فيتامين د الحاد الذي يعود السبب فيه لقلة التعرض لأشعة الشمس ويظهر بشكل كبير بين الفئات الأكثر ثراء.

إضافة إلى السمنة التي تعد شكلاً من أشكال سوء التغذية، والتي باتت منتشرة بشكل كبير في كافة الأوساط الإجتماعية حتى الفقيرة منها.

مواقع التواصل الإجتماعي والسمنة

كذلك تحدثت الدكتورة بوري عن زيادة "تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن ألا تكون المعلومات المتاحة دائمًا قائمة على الأدلة وصحيحة، ما يؤدي لاتخاذ خيارات غذائية خاطئة وزيادة أحجام الوجبات إلى جانب جداول تناول الطعام غير المنتظمة. ولكن يوجد أيضًا عوامل أخرى تلعب دورًا مهمًا للسمنة، من بينها قلة النشاط البدني".

وأضافت أنه بالإمكان علاج هذه المشاكل من خلال تعزيز الوعي حول نمط الحياة الصحي الذي يرتكز على نظام غذائي جيد ونشاط بدني مناسب، مشيرة إلى أهمية تجنب الأمهات تضمين الأطعمة المعالجة صناعيًا في نظام الطفل الغذائي واتخاذ خيارات صحية واعية.