هل ممكن أن نحتاج إلى جرعات سنوية من لقاح فيروس كورونا

هل ممكن أن نحتاج إلى جرعات سنوية من لقاح فيروس كورونا، ومع اقترابنا من العام الثاني لتفشي فيروس كورونا والعام الأول لأخذ اللقاحات المقاومة للفيروس التاجي في العديد من دول العالم، يطرح هذا التساؤل نفسه كون جائحة كوفيد-19 ما زالت مستمرة.

ومع تشابه العديد من اعراض فيروس كورونا مع أعراض الإنفلونزا وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي التي تكثر مع بداية فصل الشتاء، يكون السؤال حول الحاجة لأخذ جرعة سنوية من لقاح فيروس كورونا كما هي الحال مع الإنفلونزا الموسمية التي بدأت حملات التطعيم لها حالياً.

للإجابة عن هذا السؤال، جمعنا مجموعة من الآراء والمعلومات المنشورة على مواقع الإنترنت، لكننا نعود ونذَكر بضرورة مراجعة الطبيب المختص حول ضرورة أخذ جرعات سنوية من لقاح فيروس كورونا أم لا.

هل ممكن أن نحتاج إلى جرعات سنوية من لقاح فيروس كورونا

هل ممكن أن نحتاج إلى جرعات سنوية من لقاح فيروس كورونا

على الرغم من فعالية لقاحات كورونا المتوفرة حالياً في خفض أعداد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، إلا أن الأعداد ما زالت في ارتفاع نتيجة تحور وتطور الفيروس نفسه. ما حدا بالعديد من الباحثين لدرس إمكانية الحاجة لتناول جرعة ثالثة أو جرعات سنوية من لقاح فيروس كورونا، خصوصاً للأشخاص الأكثر عرضة للفيروس.

وكانت منظمة الصحة العالمية أشارت في وقت سابق، إلى إمكانية الحاجة للقاحات معززة سنوياً بشكل خاص للفئات الأكثر عرضة لمضاعفات المرض، مثل كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة. في حين يحتاج الأشخاص العاديون لتلقي جرعة معززة كل عامين فقط.

لكن المنظمة الأممية أفادت أن موضوع الجرعات التعزيزية ما زال قيد الدرس وليس هناك أمر مؤكد حتى الآن، سوى أن فيروس كورونا سيستمر بالتحور ومن الضروري تطوير اللقاحات المتوافرة لتجنب أكبر قدر ممكن من الخسائر.

من جهة ثانية، جاء على موقع "صحتي" نقلاً عن شركتي "فايزر" و"موديرنا" تأكيدهما على حاجة العالم لجرعات معززة ضد فيروس كورونا خلال 12 شهراً من موعد التطعيم، لسببين رئيسيين هما:

هل ممكن أن نحتاج إلى جرعات سنوية من لقاح فيروس كورونا

  1. الجرعات المعززة تساعد في الحفاظ على مستوى مناعة عالي لدى الأشخاص المطعمين.
  2. يشهد فيروس كورونا سلالات متحور خطيرة تهدد السلامة العامة.

هل تتلاشى المناعة المكتسبة مع الوقت

هو السؤال الثاني الذي يطرحه الخبراء بالتوازي مع السؤال الأول، وذلك مع اعتقاد العديد من المختصين أن المناعة المكتسبة من اللقاح قد تتلاشى مع مرور الوقت. وقد أثار هذا التساؤل جدلاً كبيراً حول معززات لقاح كورونا وحاجة الكثيرين لمعرفة ما إذا كانوا بحاجة لأخذ جرعات سنوية مع احتمال تضاؤل قدرة المناعة مع الوقت وفقاً لموقع Times of India.

ويقول الدكتور أنوب أر وارير، إستشاري الأمراض المعدية ومكافحة العدوى في الهند بهذا الصدد، أن التطعيم يؤدي لنشوء مستويين مختلفين من المناعة، هما استجابة الجسم المضاد للخلايا البائية المبكرة وتأخر استجابة الخلايا التائية المتأخرة.

مضيفاً أن استدامة المناعة الخاصة باللقاح تعتمد بشكل أساسي على كيفية استجابة المرء للقاح،  ومدى كفاءة وفعالية استجابة الخلايا التائية، وما إذا كان الفيروس يتحور بمرور الوقت للتهرب من نوع الأجسام المضادة التي ينتجها التطعيم الأولي.

كما رجح الدكتور وارير إمكانية تضاؤل المناعة بعد التطعيم لجهة مستويات الأجسام المضادة مع الوقت والأخذ بالإعتبار كافة العوامل السابقة الذي ذكرها.

الحاجة لجرعات معززة بسبب تضاؤل المناعة مع الوقت

ويوافق الدكتور إس إن آرفيندا، إستشاري الطب الباطني على ما يقوله الدكتور وارير، لجهة تضاؤل المناعة التي يسببها اللقاح مع الوقت. مشيرًا إلى أن معظم اللقاحات لها فترة زمنية معينة تتطلب بعدها جرعة أخرى من أجل إعادة تنشيط جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة، ما يوفر حماية إضافية من المرض.

كما سلط الدكتور أرفيندا الضوء على حقيقة أن جميع لقاحات كورونا الموجودة تم تطويرها مؤخرًا وأن كل لقاح تم تصنيعه بشكل مميز اعتمادًا على التجارب السريرية والنتائج. لذا فإن اللقاحات التي تنتج أجسامًا مضادة لمدة 8 أشهر إلى سنة قد تتطلب فقط جرعات معززة كل بضعة أشهر للحفاظ على مناعة مستمرة.

ما هو دور الجرعات المعززة

يتزايد الطلب على الجرعات المعززة في ظل استمرار انتشار العدوى وظهور متغيرات لها بين الحين والآخر، ويتوقع أن يعيد إعطاء جرعة معززة من لقاح فيروس كورونا تعريض الجهاز المناعي للشخص الملقح إلى مستضد التحصين، والذي يحتمل أن يكون فقد ذاكرته (بعد الجرعات السابقة) على مدى فترة من الزمن.