نصائح للوقاية من حساسية الجهاز التنفسي في الصيف

تزداد حالات الإصابة بالحساسية خلال فصل الصيف، خصوصاً مع ارتفاع درجات الرطوبة في أواخر هذا الفصل وتأثيرها السلبي على من يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، وهو ما يُعرف باسم "حساسية الصيف".

وشدد الدكتور جاسم عبده، إستشاري أمراض الجهاز التنفسي، ورئيسي قسم أمراض الرئة وطب النوم في مستشفى هيلث بوينت بأبو ظبي، على أهمية اتباع الأفراد الذين يعانون من حساسية الصيف مجموعة من الخطوات للحفاظ على صحتهم وتجنب المسببات التي يمكن أن تؤدي إلى تحسس أجسامهم وبالتالي تعريض جهازهم التنفسي للخطر.

كما أشار إلى أن فصل الصيف وما يصاحبه من ارتفاع في درجات الحرارة في دول الخليج ومن بينها دولة الإمارات، يمكن أن يمثَل تحدياً لأولئك الذين يعانون من الحساسية التي تنتقل عن طريق الهواء، خاصة أن الاحتياطات والتدابير التي يلتزم بها الأفراد حالياً، للوقاية من فيروس كوفيد – 19 قد يكون لها تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية على الأشخاص اعتماداً على نوع ومسببات الحساسية.

الكمامات تحمي من حساسية الصيف

نصائح للوقاية من حساسية الصيف

ويؤكد الدكتور عبده أن بعض الإحتياطات للوقاية من عدوى فيروس كورونا، مثل البقاء في المنزل وارتداء الكمامات وغسل اليدين، قد يقي من بعض المواد والعوامل المسببة للحساسية.

موضحاً أن بعض المرضى ممن يعانون من الحساسية البيئية، مثل الحساسية الناتجة عن حبوب اللقاح والجراثيم الفطرية والغبار، يشعرون ببعض الراحة عند ارتدائهم الكمامات أو قضاء وقت أقل خارج المنزل. لذا فإن تجنب العوامل المسبَبة للحساسية، مثل تلك التي تؤدي إلى استجابة الجهاز المناعي وظهور أعراض الحساسية، تعتبر استراتيجية فعالة للغاية للتعامل مع الحساسية في فصل الصيف.

وأشار الدكتور عبده إلى دراسة أجريت عام 2020 ونُشرت في موقع «بوب ميد سنترال» التابع للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، لبحث مدى تأثير ارتداء الكمامة على أعراض التهاب الأنف التحسسي المعروف باسم "حمى القش". ووجد البحث، أن استخدام الكمامات أو أقنعة الوجه يمكن أن يقلل من شدة أعراض التهاب الأنف التحسسي لدى الأفراد المصابين بشكل مزمن.

ومع ذلك، يؤكد الدكتور عبده على أهمية التعامل مع الكمامات وأقنعة الوجه بشكل صحيح، وفي حال كانت الكمامات مصنوعة من الأقمشة، يجب الحرص على غسلها بانتظام لتجنب التقاط المواد المسببة للحساسية التي قد تعلق عليها، ومن ثم تنتقل إلى العين أو الأنف أو الفم عن طريق اللمس.

ولكن على عكس السيناريو الإيجابي للبقاء في المنزل، فإن بعض المرضى الذين يطيلون البقاء في منازلهم ويقللون من الخروج، تزداد احتمالية تعرضهم للمواد المسببة للحساسية في الأماكن المغلقة، مثل عث الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة.

نصائح للوقاية من حساسية الصيف

يقدم الدكتور عبده عدداً من النصائح العامة حول كيفية الوقاية أو التعامل مع الحساسية في فصل الصيف وذلك بغض النظر عن نوع الحساسية التي يمكن أن تنتقل عن طريق الهواء.

نصائح للوقاية من حساسية الجهاز التنفسي في الصيف

عند اشتباه الشخص بإصابته بحساسية ما، تكون الخطوة الأولى إجراء اختبار الحساسية عن طريق وخز الجلد، لكي نحدد المواد المسببة للحساسية ونضع خطة لتجنب ملامستها قدر الإمكان.

وبالنسبة للعوامل الخارجية المسببة للحساسية، فمن الأفضل تجنبها من خلال البقاء في الأماكن الداخلية قدر الإمكان وإبقاء النوافذ مغلقة سواء في المنزل أو المكتب أو السيارة.

ويوضح الدكتور عبده: "يمكن أن يؤدي تلوث الهواء إلى زيادة احتمالية التعرض للحساسية، ومن المعروف أن جودة الهواء تصبح أسوأ نتيجة عدة عوامل مثل ارتفاع درجات الحرارة والإنبعاثات الصناعية وانبعاثات المركبات. ونوصي الأشخاص الذين يعانون من أحد أنواع حساسية الصيف بتجنب الخروج من المنزل خلال ساعات النهار المزدحمة، إضافة إلى الحرص على غسل الملابس وترك الأحذية عند باب المنزل بعد العودة من الخارج وذلك لمنع انتشار المواد المسببة الحساسية داخل المنزل".

  • العوامل الداخلية المسببة للحساسية:

في حال كشفت الإختبارات والفحوصات التي تُجرى على المريض أن المواد المسببة للحساسية تتواجد بشكل متكرر في الأماكن المغلقة، مثل عث الغبار أو جراثيم العفن أو وبر الحيوانات، يوصي الدكتور عبده بالتخلص منها من خلال التنظيف الشامل للمنزل.

مضيفاً: "من المهم للغاية المواظبة على غسل الأقمشة وتنظيف وشطف مختلف أنحاء المنزل بشكل متكرر. ومن المستحسن أيضاً التخلص من أي أغراض أو سجادات أو أقمشة غير ضرورية يمكنها جذب وتجميع المواد المسببة للحساسية مثل عث الغبار ووبر الحيوانات وغيرها".

ونوّه الدكتور عبده أيضاً إلى أهمية التأكد من تنظيف مكيفات الهواء بانتظام، كما يمكن أن تساعد أجهزة تنقية الهواء المزود بفلاتر متطورة لامتصاص الجسيمات بكفاءة عالية، في تنقية أجواء المنزل، بالإضافة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه أجهزة ترطيب الهواء. لافتاً إلى أن الهواء الجاف يمكن أن يؤدي إلى تآكل الطبقة الواقية من المخاط في الجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى زيادة معدل التهيج الناجم عن المواد المسببة للحساسية، لذا من المهم المحافظة على مستويات الرطوبة داخل المنزل عند حوالي 40 درجة.

وشدّد الدكتور عبده على أهمية المحافظة على نظافة اليدين من خلال الحرص على غسلهما بانتظام كإجراء مهم للوقاية من المواد والعوامل المسببة للحساسية سواء كانت داخلية أو خارجية ومنع نوبات الحساسية، موضحاً أن الحفاظ على نظافة اليدين يمنع انتقال المواد المسببة للحساسية من أصابعك إلى العينين والأنف والفم.