ما هو متحور "مو" الجديد الذي يثير القلق لمقاومته اللقاحات

على الرغم من التمنيات والدعوات والصلوات التي يطلقها الناس حول العالم منذ حوالي العامين وحتى الساعة، إلا أن شبح فيروس كورونا ما زال يلاحق الجميع والكابوس الذي بدأ أواخر العام 2019 في ووهان الصينية وانتشر في كافة بقاع الأرض، ما زال حاضراً وبقوة بل أنه يشهد تحورات وطفرات مخيفة تزيد من القلق الحاصل حالياً.

وبعد أن توجسنا خيفة من متحور "دلتا" الذي وصفه الخبراء بأشد وأخطر متحورات جائحة كوفيد 19، ها ها متحور جديد يطل برأسه علينا من أمريكا الجنوبية ويحمل المزيد من الرعب لملايين الناس حول العالم من الإصابة والوفاة بسببه.

ويعود الخوف الكبير من متحور "مو" الجديد إلى كونه قادر على مقاومة اللقاحات التي ابتكرتها كبيرات الشركات حول العالم لحماية الناس من عدوى فيروس كورونا.

فما هو متحور "مو" الجديد الذي يثير القلق والهلع في الوقت الحالي، وما حقيقة مقاومته للقاحات؟

تم رصد المتحور الجديد في كولومبيا وبعض دول اوروبا

متحور "مو" الجديد يقاوم اللقاحات

هذا ما أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية نهار أمس، معلنة أنها تعمل على مراقبة نسخة متحورة جديدة من فيروس كورونا تحمل إسم "مو"، تم رصدها للمرة الأولى في كولومبيا خلال شهر يناير الماضي.

وفي النشرة الوبائية الأسبوعية حول تطور جائحة كوفيد-19، أفادت المنظمة الأممية أن النسخة المتحورة التي تحمل الإسم العلمي "بي1.621 " مصنفة في الوقت الحالي كـ"متحور يجب مراقبته" بحسب ما نقل موقع "العربية.نت" موضحة وجود طفرات لدى المتحور الجديد، تنطوي على خطر "هروب مناعي" أي مقاومة كبيرة للقاحات، ما يزيد من الحاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول هذا المتحور لفهم خصائصه بشكل تام بغية التعامل معه بصورة أفضل.

ومعلوم أن جميع الفيروسات التي شهدتها البشرية وما زالت حتى اليوم، ومنها فيروس كورونا الجديد المسبب لمرض كوفيد-19، تشهد العديد من التحورات مع الوقت، وهو ما يفسر ظهور المتحور الجديد المقلق.

وبالرغم من كون الغالبية العظمة من المتحورات تحمل تأثيراً ضئياً أو معدوماً على خصائص الفيروس، إلا أن بعض طفرات الفيروسات ومنها فيروس كورونا يمكنها التأثير بشكل كبير على خصائص الفيروس. مثال على ذلك، طفرات كورونا الأخيرة التي تزيد من سهولة انتشاره وحدة المرض الذي يسببه، فضلاً عن مدى مقاومته للأدوية أو اللقاحات أو أدوات التشخيص وغيرها من التدابير الصحية المتبعة في كشف وعلاج الفيروس.

متحور "مو" تحت المراقبة

يظهر المتحور الجديد مقاومة للقاحات

عمدت منظمة الصحة العالمية أواخر العام الماضي، لوضع قائمة بالمتحورات الواجب مراقبتها والمثيرة للقلق، بسبب ظهور متحورات خطيرة نهاية 2020 شكلت خطراً كبيراً على الصحة العامة. والهدف من هذه القائمة، إعطاء الأولوية لأنشطة المراقبة والبحث على المستوى العالمي للحيلولة دون التأثير الكبير لهذه المتحورات على البشر.

وعليه أطلقت المنظمة العالمية، أسماء أحرف الأبجدية اليونانية عوضاً عن إسم البلد الذي رصدت فيه هذه المتحورات، لتسهيل نطقها وعدم إلحاق أي وصمة بأي بلد. ومن هنا جاءت تسمية متحور "مو" الذي ظهر مباشرة بعد متحور "دلتا" الذي ما زال يثير القلق أيضاً.

وتقوم منظمة الصحة العالمية بمراقبة متحور "مو" بسبب مقاومته الشديدة للقاحات التي تعد خط الدفاع الأهم حالياً لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا بشكل كبير. وتم رصد المتحور أول مرة في كولومبيا بداية العام الحالي، فيما تم الإبلاغ عن العديد من الإصابات في بعض دول أمريكا اللاتينية وأوروبا.

وعلى الرغم من انخفاض الحالات المسجلة عالمياً بمتحور "مو" إلى ما يقرب من 0.1% حالياً، إلا أن انتشاره في كولومبيا والإكوادور يزيد بشكل مضطرد ومقلق.

تجدر الإشارة إلى أن متحور "مو" هو واحد من 5 متحورات لفيروس كورونا مثيرة للقلق وخاضعة للمراقبة من قبل منظمة الصحة العالمية، منها متحور "ألفا" الذي انتشر في 193 حتى اليوم، دولة ومتحور "دلتا" الذي انتشر حتى اليوم في 170 دولة.