تالة الرمحي ل "هي": أركز على قضايا الصحة العالمية والمرأة الإماراتية مصدر إلهام حقيقي

إحتفالاً بيوم المرأة الإماراتية الذي يصادف اليوم السبت 28 أغسطس، التقينا بالسيدة تالة الرمحي، مدير مشارك في مكتب الشؤون الاستراتيجية بديوان ولي العهد للحديث عن مشاركتها في حملة "مدى" وهي مبادرة للقضاء على العمى النهري الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية وراء الإصابة بالعمى الذي يمكن تجنبه.

للحديث عن مشاركتها في هذه المبادرة والدور القيادي المميز الذي وصلت إليه المرأة الإماراتية في كافة مجالات العمل خصوصاً المجال الصحي.

تالة الرمحي

  • كيف ترين انخراط المرأة في مختلف نواحي التقدم بدولة الإمارات؟

بفضل قيادة الدولة الحكيمة ودعمها المتواصل لتمكين المرأة، فقد حظيتُ بالعديد من الفرص الرائعة خلال مساري المهني وخلال دراستي. التحقت بجامعتيّ ستانفورد وكولومبيا بفضل بعثات من دولة الإمارات، وهذا الاستثمار يؤكد مدى اهتمام قيادتنا لدور التعليم وللمزايا التي تحصل عليها المرأة من الالتحاق بمؤسسات تعليمية عالمية.

وكان الأب المؤسس، سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، من أبرز المؤيدين لدور المرأة الإماراتية في المجتمع، حيث ساهمت رؤيتهما منذ تأسيس الدولة بدعم تمكين المرأة والحرص على تساوي الفرص سواء في المدارس أو التعليم العالي أو مجالات العمل. 

نحتفل بعد بضعة شهور بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، والتي تتصدر المنطقة في مجال تمكين المرأة وتتفوق على العديد من دول العالم في هذا الصدد. ومن الملهم أن نرى ترتيب الدولة في المؤشرات العديدة المتعلقة بتعليم المرأة، فقد تفوق عدد الخريجات الإماراتيات في العديد من مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا والرياضيات، والخريجات من مؤسسات التعليم العالي، على عدد نظرائهن من الذكور.

  • كيف تشجعين السيدات الإماراتيات الأخريات على المشاركة في تعزيز مكانة الدولة في مختلف المجالات؟

خلال مسيرتي المهنية المتواضعة على مدى 13 عامًا، التقيتُ بالعديد من السيدات الإماراتيات اللاتي كنّ مصدر إلهام حقيقي. وحين التقي بالجيل الجديد من الإماراتيات، ألمس لديهنّ شغف القيادة في كل مجال يعملن فيه، وآمل أن يستمر هذا الشغف والقدرة بحيث يحققن التفوق في كل مجالات حياتهن وفي مجال العمل، ليساهمن في ازدهار دولة الإمارات بشكل يسهم في تحوّل الدولة وتحقيق طموحاتهن الشخصية. كما آمل أن تواصل الإماراتيات التغلب على الحواجز وتحقيق رؤية الأب المؤسس.

بعد قبولي بالجامعة، حصلت على المنحة الرئاسية من دولة الإمارات لتمويل دراستي بالكامل لكل من درجة البكالوريوس والدراسات العليا. لقد مكنني الحصول على دعم بلدي وأسرتي من الالتحاق بالجامعات التي أحلم بها، وأعمل الآن في مجال السياسة العامة والخدمة العامة، آملة أن أتمكن من رد الجميل إلى الدولة التي منحتني أساسًا متينًا للانطلاق في مسيرة النجاح، وأن أساعد في توفير الفرص للجيل القادم ليحققوا أحلامهم.

  • كيف تقيّمين دعم الحكومة الإماراتية للمرأة؟

منذ تأسيس الدولة، لعبت المرأة الإماراتية دورًا محوريًا في تنمية الدولة عبر مختلف المجالات، وتواصل الإمارات تطوير وتحديث قوانينها وسياساتها في هذا الصدد لضمان تحقيق المساواة والإنصاف للمرأة في المنزل والمجتمع وفي مكان العمل. ويتجلى ذلك في العديد من السياسات الهامة، ومنها القانون الاتحادي بشأن المساواة في الأجور، والذي جرى تحديثه مؤخرًا لضمان حصول المرأة على أجر مساو للرجل عند القيام بالعمل ذاته. 

 تالة الرمحي مدير مشارك في مكتب الشؤون الاستراتيجية بديوان ولي العهد

  • حدثينا عن المناصب السابقة التي ترتبط بعملك في "مدى".

قبل العمل على حملة "مدى"، توليت قيادة الاستراتيجية والإرث لدورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص التي أقيمت في أبوظبي عام 2019. ومن خلال هذا الدور، عملت على تنفيذ خطة متكاملة لدمج أصحاب الهمم من خلال التركيز على العمل مع الشركاء المحليين والعالميين. مكنتني هذه التجربة من إدراك شغفي تجاه العمل في مجال القضايا الاجتماعية العالمية والعمل عبر الحدود الافتراضية مع الشركاء الدوليين.

ومنذ دورة الأولمبياد الخاص، وجهت تركيزي نحو قضايا الصحة العالمية ودعم عدد من المبادرات العالمية في هذا القطاع الحيوي. يعدّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد شخصية بارزة وفعالة في المبادرات الإنسانية على الصعيد العالمي، ومكنتنا رؤيته السديدة من التعامل مع العديد من الأمراض المهملة. وتمثل حملة مدى برنامجًا عامًا لجمع التمويل اللازم لاستكمال تلك الجهود الإنسانية، وذلك عبر إشراك الجهات المانحة والمتبرعين ممن يساهمون في هذه القضية النبيلة للقضاء على الأمراض.

  • ما الذي دفعك للعمل في حملة مدى؟

لطالما عرفت أنني أتطلع للعمل في مجال يمكنني من إحداث تغيير ملموس في حياة الناس، وقد مكنتنا حملة مدى، إلى جانب الجهود الإنسانية العالمية في القطاع الصحي، من القيام بذلك عبر استقطاب الشركاء الشغوفين بالتعامل مع القضايا الصحية العالمية والمساهمة في جعل حياة الناس أفضل في أماكن لا يمكنهم فيها تحمل تكلفة الرعاية الصحية بأنفسهم. 

  • حدثينا عن طموح شخصي واحد لحملة مدى، مثل تحرير الشباب من عبء الأمراض التي يمكن الوقاية منها.

تشكل الإناث حول العالم نسبة الأغلبية من العاملين في القطاع الصحي، ومن المؤسف أنهنً لا يتلقين الأجر الكافي في الغالب. ومن خلال الحملات العالمية وحملة مدى، فإننا نعمل مع الشركاء الدوليين للتغلب على هذه المشكلة والحرص على حصول السيدات في القطاع الصحي على الأجر العادل لقاء مساهماتهن في مجتمعاتهم، وألا يقعن ضحية ثغرات النظام الصحي الذي يخدمنه.

فالمرأة تستحق الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والوظائف مدفوعة الأجر بنفس المستوى الذي يحصل عليه الرجل، وهذا مهم جدًا في الدول التي تتسم فيها أنظمة الرعاية الصحية بالهشاشة.