تجربة دراسية: علاج جيني جديد قد يمنع تطور سرطان الرئة

يصادف الأول من شهر أغسطس، اليوم العالمي لسرطان الرئة والوقاية منه، ويُعرف الشهر الحالي بشهر التوعية من هذا السرطان وزيادة الوعي حول واحد من أخطر أنواع السرطانات التي تودي بحياة الملايين حول العالم سنوياً.

ويحدث سرطان الرئة نتيجة أسباب وعوامل عدة، أبرزها التدخين والتعرض للسموم البيئية والعوامل الجينية. ويتم علاج سرطان الرئة اعتمادًا على عدة عوامل، منها الوضع الصحي العام للمريض، ونوع السرطان ودرجته، آخذًا بالحسبان خيارات المريض الشخصية.

وتشمل خيارات العلاج عمومًا علاجًا واحدًا أو أكثر من بين العلاج الجراحي، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي أو العلاج الدوائي المركّز.

ووفقاً لخبير طبي من مستشفى "كليفلاند كلينك" الأمريكي، فإن علاجًا جينيًا موجهًا حديثًا قد يساعد الملايين من مرضى سرطان الرئة حول العالم على منع انتشار المرض.

علاج جيني حديث يمنع تطور سرطان الرئة

التدخين هو المسبب الرئيسي لسرطان الرئة

هذا ما أعلن عنه الدكتور خالد حسن، طبيب الأورام في قسم أمراض الدم والأورام في كليفلاند كلينك، موضحاً أن الجين، أو المورثة "كيراس" KRAS يُعد الجين الرئيس الذي يتسبب في الإصابة بالسرطان، وسرطان الرئة على وجه التحديد، مشيرًا إلى صعوبة استهدافه في السابق.

وأوضح الخبير الطبي أن 81% من مرضى السرطان استطاعوا السيطرة على مرضهم بفضل العلاج الجديد الموجه لاستهداف هذا الجين، ما يعني إمكانية تحسين حياة المرضى وإطالتها بنحو ستة أشهر في المتوسط. وحقق ثلث المرضى في تجربة سريرية أجريت لاختبار العلاج الجديد، معدل استجابة موضوعي تمثل في تقليص السرطان أو القضاء عليه تمامًا، وذلك بالرغم من خضوعهم من قبل لعلاج كيميائي فشل في السيطرة على مرضهم.

وأكّد الدكتور حسن أنه "بات لدينا الآن علاجات موجهة لثمانية جينات مسببة للسرطان يستجيب لها المرضى استجابة جيدة".

تفاصيل التجربة السريرية

حقق نحو أربعة من كل خمسة مرضى (81%) ممن خضعوا للتجربة السريرية، التي لم يشارك في إجرائها الدكتور حسن، سيطرة على المرض؛ أي أنهم استطاعوا إما القضاء على السرطان أو البدء في التماثل للشفاء منه أو إبقائه على حاله والحيلولة دون انتشاره. وحقق أكثر من ثلث إجمالي المرضى (36%) معدل استجابة موضوعي، أي تقلّص السرطان أو اختفى تمامًا.

ويُعد سرطان الرئة ثاني أكثر أنواع السرطانات انتشارًا في العالم، حيث بلغ عدد الإصابات الجديدة 2.21 مليون حالة في العام 2020، كما أنه السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان، إذ أدّى إلى 1.8 مليون حالة وفاة في العام نفسه، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت حديثًا على استخدام علاج جديد موجّه للطفرة الجينية KRAS G12C، التي تمثل نحو 13% من الطفرات التي تحدث في سرطانات الرئة غير صغيرة الخلايا، في حين تمثل الطفرة KRAS حوالي 25% من الطفرات التي تحدث في سرطانات الرئة غير صغيرة الخلايا.

فعالية العلاجات الموجهة

يساعد العلاج الجديد في السيطرة على سرطان الرئة وتحسين حياة المرضى

وأضاف الدكتور حسن أن العلاجات الموجّهة تصمَّم بطريقة تجعلها "انتقائية في الارتباط بمسارات طفرات جينية معينة، ما يمكّنها من التخلّص من معظم السموم في الخلايا السرطانية، وقد تُحدث آثارًا جانبية طفيفة"، مؤكّدًا أن مستشفى كليفلاند كلينك "قد شرع في وصف العلاج الجيني للمرضى"، وقال: "بقي أن نعمل على معرفة كيفية تطوير عقاقير يمكنها استهداف مسار الجينات لدى المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج الجديد".

لكن خبير الأورام لفت إلى أن العلاج الموجه الجديد للجين KRAS "ليس شفاءً تامًا من المرض"، موضحًا أن بإمكان الخلايا السرطانية أن تجد طريقة للالتفاف حول العلاج وتطوّر مقاوَمة له.

وانتهى الدكتور حسن إلى أن إحياء العالم مناسبة اليوم العالمي لسرطان الرئة يعني الإشارة إلى نقطتين مهمتين؛ ضرورة الإقلاع عن التدخين الذي يمكن أن يسبب السرطان وأمراضًا أخرى، وأهمية أن يحرص الأشخاص المعرضون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بالسرطان على الخضوع لفحوص التصوير المقطعي بقدر آمن يفي بالغرض، مبيّنًا أن المرضى الأكثر عُرضة للخطر هم من "بلغوا أو تجاوزوا الخمسين عامًا من العمر، ودخنوا علبة سجائر واحدة على الأقلّ يوميًا طوال عشرين عامًا".