ما هي أسباب وأعراض مرض التصلب اللويحي

يعد مرض التصلب اللويحي Multiple Sclerosis من أمراض الجهاز العصبي التي تصيب شريحة من الناس حول العالم، ويسبَب العديد من الاعراض مثل الخدر والألم والحرقة وتراجع في وظائف بعض الحواس.

وبحسب الدكتور وليد بطيحة، اخصائي أمراض الأعصاب في مستشفى الأميرة بسمة بالأردن، فإن التصلب اللويحي هو مرض مناعي مزمن يؤثر بشكل رئيسي في الجهاز العصبي المركزي، ويلحق الضرر أو التخريب في المادة التي تغلّف معظم الألياف العصبية والألياف العصبية الدفينة في الدماغ والأعصاب البصرية والنخاع الشوكي، مؤديًا إلى مجموعة متنوعة من الأعراض تتفاوت قوتها وحدتها من شخص إلى آخر.

ويعاني حوالي 2.5 مليون شخص حول العالم من الإصابة بالتصلب اللويحي، مع نسبة 50 شخص لكل 100 ألف في العالم العربي يصابون بهذا المرض، فيما ترتفع نسبة الاصابة بهذا المرض في أوروبا وشمال أمريكا لتصل الى 150 مصاب لكل 100 ألف. ويمكن أن يبدأ المرض في أي وقت عند أشخاص تتراوح أعمارهم بين 15-60 عامًا. ويعد المرض أكثر شيوعًا بين النساء إلى حد ما، ومن النَّادر إصابة الأطفال بالتصلّب اللويحي.

اسباب الإصابة بالتصلب اللويحي

التيبس في الساق والذراعين من اعراض مرض التصلب اللويحي

وفقاً للدكتور بطيحة، ما زال سبب حدوث التصلب اللويحي مجهولًا، ولكن التفسير المحتمل هو أن الأشخاص الذين يتعرضون في وقت مبكر من حياتهم إلى فيروس الهربس أو الفيروس القهقري، أو بعض المواد غير المعروفة التي تحفز الجهاز المناعي بطريقة أو بأخرى لمهاجمة أنسجة الجسم نفسها (تفاعل مَناعي ذاتي)، ما يسبب حدوث الالتهاب الذي يُلحق الضرر بالغمد المياليني والألياف العصبية التي يغلّفها.

ويبدو أن للجينات دورًا في التصلب اللويحي؛ فمثلًا، تزيد إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء (أخ أو أخت) بالتصلب المتعدد من خطر الإصابة بالداء عدة أضعاف.

كما تلعب البيئة دوراً في الإصابة بالتصلب اللويحي، حيث أن النسبة أعلى في الدول التي تبعد عن خط الاستواء؛ وعلى العكس تماماً، فإن الدول الأقرب لخط الإستواء تكون احتمالية الإصابة بالتصلب اللويحي فيها أقل.

وقد يكون لهذه الاختلافات ارتباط بمستويات فيتامين د، فعندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس، يشكل الجسم فيتامين د. وبذلك، قد يكون للأشخاص الذين ينشأون في المناخ المعتدل مستوى أقل من فيتامين د. ويكون الأشخاص الذين لديهم مستوى منخفض من فيتامين د أكثر عرضة للإصابة بالتصلب اللويحي.

كما أن الأشخاص المصابين بالاضطراب وانخفاض مستوى فيتامين د، يكونون أكثر عرضة لتكرار ظهور الأعراض التي تزداد تفاقمًا. ولكن طريقة الوقاية المحتملة من الإصابة بالاضطراب بواسطة فيتامين د ما زالت مجهولة.

أعراض التصلب اللويحي

التصلب اللويحي هو مرض مناعي يؤثر في الجهاز العصبي

يشير د. بطيحة إلى أن أعراض التصلب اللويحي تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، ومن وقت لآخر عند ذات الشَّخص، ويعتمد هذا على نوع الألياف العصبية التي تعرضت للالتهاب. ومن هذه الأعراض:

  • النخز والخدر.
  • الألم والحرقة والحكة في الذراعين أو الساقين أو الجذع أو الوجه.
  • تراجع حاسة اللمس، ونقص في القوة أو المهارة.
  • تيبس الساق أو القدم.
  • مشاكل الرؤية.

ويمكن للتصلب اللويحي أن يتقدم ويتراجع بشكل غير متوقع؛ لكن توجد عدة أنماط نموذجية للأَعراض وهي:

  • النمط المتعدد الانتكاسي: حيث تتناوب فترات الانتكاسات (عندما تتفاقم الأَعراض) مع فترات الهدأة (عندما تخف الأَعراض أو لا تتفاقم)، وقد تستغرق فترات الهدأة أشهرًا أو سنوات. ويمكن أن تحدث الانتكاسات بشكل تلقائي، أو قد تسببها عدوى مثل الإنفلونزا وهو الأكثر شيوعًا (80 - 90% من الحالات).
  • النمط المتفاقم الأولي: يتقدم فيه المرض بشكل تدريجي دون حدوث فترات هدأة أو انتكاسات واضحة، رغم وجود فترات من الاشتداد أو التفاقم المؤقّت ويحدث بنسبة 5 إلى 15% من الحالات.
  • النمط المتفاقم الثانوي: ويبدأ هذا النمط مع فترة الانتكاسات بالتناوب مع فترة الهدأة (نمط الانتكاس - والهدأة)، يليه تفاقم تدريجي للداء. يصيب نسبة 30% من مرضى التصلب اللويحي، وعادة ما يحصل بعد سنوات طويلة من المرض
  • النمط المتفاقم الناكس: يتقدم فيه المرض بشكل تدريجي، ولكن التقدم ينقطع بالانتكاسات المفاجِئة ويصيب نسبة 3 الى 5% من الحالات.