دراسة: فيروس كورونا يتحور لدى مرضى نقص المناعة بشكل مخيف

في مراحل سابقة من ظهور فيروس كورونا حول العالم، حددت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC) الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات فيروس كورونا، هي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65، والذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة مثل السكري وامراض القلب والضغط. لتعود لاحقاً وتلغي فئة 65 عاماً، فيما أبقت على التقدم بالسن وارتباطه بخطر الاصابة بعدوى فيروس كورونا.

وانضمت فئات جديدة عرضة لمضاعفات كورونا في الآونة الأخيرة تشمل فئة الحوامل، ومرضى السكري، والاشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع أعضاء، ومرضى الانسداد الرئوي المزمن، ومرضى الكلى.

وعليه يتبين ان الأشخاص الذين يعانون من حالة صحية معينة مثل الحمل، أو بعض الأمراض مثل السكري وغيرها، ومهما كانت أعمارهم هم أكثر عرضة لمضاعفات كورونا واحتمال دخول العناية الفائقة نتيجة التقاط العدوى.

ومؤخراً، كشف باحثون في جنوب أفريقيا عن حالة امرأة مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وأصيبت بمرض كوفيد-19 منذ 7 أشهر، كشف الباحثون عن عدم مغادرة الفيروس لجسمها.

ليس ذلك فحسب، بل أن الفيروس قام بالحور في داخلها لأكثر من 30 تغييراً جينياً، ما يؤشر لإمكانية تعرَض مرضى نقص المناعة البشرية لمضاعفات كورونا الخطيرة والتحولات الناجمة عنه.

تحور فيروس كورونا لدى مرضى نقص المناعة البشرية

أفاد موقع "العربية.نت" نقلاً عن "ديلي ميل" البريطانية، خبراً مفاده أن باحثين في جنوب أفريقيا تمكنوا من توثيق حالة امرأة مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، تعاني من تحور الفيروس داخلها لأكثر من 30 متغيراً جينياً. كما كشف فحص السيدة البالغة من العمر 36 عاماً أن الفيروس لم يغادر جسمها حتى بعد مرور عدة أشهر على إصابتها به.

وفي تفاصيل  الحادثة المثيرة للغرابة، فقد توجهت سيدة تعاني من التعب في شهر سبتمبر من العام الماضي لإجراء فحوصات نتيجة التعب الذي شعرت به، ليتبين بنتيجة الفحوصات أنها أصيبت بكورونا منذ أكثر من 7 أشهر.

وبحسب فريق البحث من جامعة كوازولو ناتال في ديربن، فإن نتائج الفحص تقدم أول دليل حقيقي على أن المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية غير المعالج ويعانون من ضعف الجهاز المناعي، قد يعانون من تجذر فيروس كورونا في أجسادهم والتحول إلى متغيرات قاتلة يمكن أن تنتشر للآخرين.

وكانت المريضة شُخصت بفيروس نقص المناعة البشرية في عام 2006 ، لكن الأطباء لم يستطيعوا السيطرة على حملها الفيروسي بالعلاج التقليدي المضاد للفيروسات.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى ان 7.5 مليون بالغ وطفل في جنوب إفريقيا، مصابون بفيروس نقص المناعة المكتسب. وفور تشخيص إصابة الشخص بفيروس نقص المناعة، يبدأ الفيروس في مهاجمة وتدمير الخلايا المناعية التي تحمي الجسم من العدوى، ما يمكن أن يؤدي للاصابة بمرض الإيدز المميت.

كما أن معظم الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية قد لا يتم تشخيصهم بالعدوى، ويمضون حياتهم دون اكتشاف اصابتهم بالمرض، مع احتمال بوجود حوالي 10% من السكان غير مدركين لاصابتهم بالفيروس.

تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، الى ان مرضى فيروس نقص المناعة البشرية الذين يتلقون علاجًا فعالًا ليسوا أكثر عرضة لخطر التقاط الفيروس أو المعاناة من مضاعفات أكثر خطورة. لكن نتائج الدراسة المنشورة على موقع medRxiv.org، هي أول دليل يشير إلى أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يمكن أن يتحور الفيروس في أجسامهم عدة مرات.