علماء يوضحون حقيقة تسبب الجينات في وفاة الشباب الاصحاء بكورونا

ساد الاعتقاد في بدايات ظهور فيروس كورونا الجديد، من انه يصيب بشكل خاص كبار السن والذين يعانون من امراض مزمنة، فيما تم استبعاد الاطفال والشباب بصورة عامة كونهم لا يحملون علامات خطر تزيد من اصابتهم بالفيروس التاجي.

إلا ان الواقع فرض حقيقة مغايرة، مع تزايد اعداد المصابين بمرض كوفيد-19 من فئة الشباب، حتى ان الكثير منهم تعرض لمضاعفات خطيرة أودت بحياة بعضهم.

والمدهش في الأمر ان وفيات الشباب جراء فيروس كورونا اصابت من هم في خانة الأصحاء، الذين لا يعانون من أية مشاكل صحية سابقة. ما جعل العلماء وخبراء الصحة في دهشة وقلق حيال هذه المشكلة.

وعليه بدأ العلماء بدراسة اسباب وفاة الشباب الأصحاء جراء فيروس كورونا، ليكتشفوا دور الجينات في هذه المسألة وهو ما نتطرق اليه في موضوعنا اليوم.

الجينات تسبب وفاة الشباب الاصحاء بكورونا

الاختلافات الجوهرية لجينات الشباب قد تسبب الوفاة بكورونا

أورد موقع "العربية.نت" ونقلاً عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تقريراً يفيد عن اشارة العلماء لوقوف الجينات وراء اصابة الشباب الاصحاء باعراض فيروس كورونا الخطيرة والموت بسببها.

وبحسب دراسة اجراها فريق من العلماء من معهد روزلين في ادنبرة على 2244 مريضاً مصاباً بكورونا وحالتهم خطيرة، فإن الاختلافات الجوهرية في التركيب الجيني لهؤلاء الشباب قد تكون السبب وراء الوفاة غير المتوقعة.

والجينات المكونة من الحمض النووي داخل الخلايا، تحمل التعليمات لكافة العمليات البيولوجية في الجسم، بما فيها تكوين خلايا الجهاز المناعي الذي يحارب الفيروسات ومنها فيروس كورونا المستجد.

تفاصيل الدراسة

التزام اجراءات التباعد تحمي الشباب ومن حولهم من مضاعفات كورونا الخطيرة

تضمن المشاركون في الدراسة، حوالي 3-4 أشخاص شباب كانواع غير قادرين على التنفس بدون مساعدة ميكانيكية، فيما توفي 5 من المشاركين.

وعمل الباحثون على أخذ عينات دم من المرضى لفحص الحمض النووي الخاص بكل واحد منهم، وتمت مقارنة النتائج مع الحمض النووي للأشخاص الأصحاء لاكتشاف اي اختلافات جينية جسيمة قد تفسر حالتهم الحرجة.

ليجد العلماء ان المرضى المصابين باعراض كورونا الخطيرة، كانت لديهم اختلافات في 5 جينات من بين حوالي 20 الف جين في الجسم.

ويبدو ان لهذه الجينات دور بارز في استجابة الجسم المناعية للعدوى بحسب العلماء، الذين أشاروا الى ان جين TYK2 يلعب دوراً مهماً في جعل خلايا الجهاز المناعي اكثر التهاباً، ما يزيد من فرص تعرض مرضى كورونا لخطر التهاب الرئة الضار جداً والذي عادة ما يكون السبب وراء الوفاة.

في حين ان جين IFNAR2 مسؤول عن برمجة إنتاج الإنترفيرون، وهو الهرمون الذي يساعد على تشغيل جهاز المناعة عند اكتشاف أي إشارة تدل على وجود عدوى. وبتعطل هذا الجين، فإن الجسم يكون عاجزاً عن انتاج كمية كافية من الانترفيرون، ما يسمح للفيروس بالتكاثر بشكل اكبر قيل حدوث أية مقاومة له.

وبحسب الدكتورة إليانور رايلي، الخبيرة في الجهاز المناعي والأمراض المعدية بجامعة إدنبرة ومشاركة في الدراسة: "تشير نتائجنا إلى أن سبب اصابة بعض الشباب الاصحاء باعراض كورونا الخطيرة قد يعود لكونهم مهيئين وراثياً لذلك".

مضيفة ان هؤلاء الشباب قد يكونوا ورثوا اختلافات جينية من آبائهم تضعهم في دائرة الخطر.

تجدر الاشارة الى ان منظمة الصحة العالمية كانت ناشدت الشباب لمرات عدة، بضرورة الالتزام باجراءات الحد من تفشي فيروس كورونا ومنها ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، لحماية من حولهم خصوصاً كبار السن، وكذلك لحماية انفسهم من تداعيات المرض في حال أصيبوا به.