حساسية الطعام واسباب ارتفاعها حول العالم

حساسية الطعام هي رد فعل من جهاز المناعة يحدث مباشرة بعد تناول طعام معين. ويمكن لأي كمية، حتى وإن كانت صغيرة من الغذاء المسبب للحساسية، أن تحفز ظهور علامات وأعراض مثل المشكلات الهضمية أو الشرى أو تورم الممرات الهوائية.

وبحسب موقع "مايو كلينيك"، يمكن أن تسبب حساسية الطعام لدى البعض أعراضًا حادة أو تفاعلاً مهددًا للحياة يعرف باسم فرط الحساسية. وتؤثر حساسية الطعام على 6-8% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات وعلى نسبة 3% من البالغين، وغالباً ما يتخلص بعض الاطفال من الحساسية تجاه الطعام عند التقدم بالسن.

ويلاحظ ارتفاع نسبة المصابين بحساسية الطعام حول العالم في الآونة الاخيرة، فما هي الاسباب وراء هذا الارتفاع؟

اسباب ارتفاع حساسية الطعام حول العالم

يشهد العالم ارتفاعاً غير مشبوق لحالات حساسية الطعام اكثر من الاوقات السابقة. وكشفت بيانات المرضى في المستشتفيات الامريكية والاوروبية والاسترالية وغيرها من الدول مؤخراً، ارتفاع حالات الاصابة بالحساسية المفرطة الناجمة عن الطعام.

واسباب ازدياد حالات حساسية الطعام يرده البعض لزيادة الوعي باعراض الحساسية الغذائية والتشخيص الدقيق. لكن كاري نادو، أخصائية الحساسية في جامعة ستانفورد الامريكية، تعارض هذا القول مشددة على انه وبالرغم من اننا بتنا اكثر وعياً بحساسية الطعام، لكن هذا لم يؤثر على معدلات التشخيص.

ويرجع السبب في ذلك لصعوبة التفريق بين حساسية الطعام وعدم تحمل الاغذية في بعض الحالات نظراً لتشابه اعراض كل منهما.

وبحسب نادو، فإن البيانات المستقاة من الدراسات تشير إلى أن نسبة المصابين بالحساسية الغذائية قد ارتفعت من 3% من سكان العالم في عام 1960 إلى نحو 7% في عام 2018. كما زادت انواع الاطعمة المسببة للحساسية، كما أورد موقع "بي.بي.سي عربية"، ولم تعد تشمل فقط المأكولات البحرية والمكسرات والحليب.

وتلعب الكائنات الدقيقة التي تتعرض لها الامعاء دوراً في هذه الزيادة، ويعزز فرص التعرض لانواع مختلفة من الميكروبات والبكتيريا المستوطنة لاجسام افراد العائلة لا سيما الأم. وبهذا تتكاثر الكائنات الحية الدقيقة في الامعاء، ما يساعد جهاز المناعة على تمييز البكتيريا النافعة من الضارة وتطوير اجسام مضادة لها.

المضادات الحيوية ودورها في زيادة حساسية الطعام

يتسبب استهلاك المضادات الحيوية بشكل مفرط في مرحلة الطفولة، الى زيادة احتمال الاصابة بحساسية الطعام، لأن هذه المضادات تقتل بكتيريا الامعاء النافعة.

كما ان اخفاق عمل الجهاز المناعي في محاربة الاجسام الدخيلة ومسببات الحساسية زادت من اعداد المصابين بحساسية الطعام. ولهذا يشدد الخبراء على ضرورة ادخال هذه المسببات مثل الفول السوداني، الى النظام الغذائي للاطفال في سن مبكرة.

ويؤكد الخبراء ان هذه النصيحة تنطلق من مخاوف ان يصادف الطفل الذي لا يأكل الفول السوداني آخرين يأكلونه، وقد يتعرض للفول السوداني عبر الغبار او لمس الاثاث او حتى من خلال الدهان الموضعي الذي يحتوي على زيت الفول السوداني. وهذا التلامس مع الجلد قد يحفز استجابة مناعية في حال لم يسبق للطفل تناول الفول السوداني، بحسب كلير ميلز، أستاذة علم الحساسية الجزيئية بجامعة مانشستر.