لقاح كورونا المرتقب: أسئلة يجيب عنها خبير فيروسات

بما أن لقاح كورونا المرتقب هو حديث الساعة حالياً، في مرحلة تجاوزت فيها اعداد المصابين بفيروس كورونا الجديد 85 مليون إصابة، فإن الاهتمام ارداد حول فاعلية هذا اللقاح والمضاعفات او الآثار الجانبية التي يمكن أن تنتح عنه، وما إذا كان فعالاً الحصول عليه حالاً أو الانتظار لبعض الوقت.

لا بد من أخذ رأي المختصين في هذا المجال، والمقصود هنا اختصاصيو الفيروسات الذين يعرفون أكثر عن جائحة كوفيد-19 وكيفية عمل اللقاح الخاضع للتطوير في أكثر من بلد.

وفي هذا الخصوص، تحدث موقع "سكاي نيوز عربية" مع الدكتور يحي عبد المؤمن مكي، المختص في علوم الفيروسات والخبير في منظمة الصحة العالمية حول كيفية توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ومن هم الأشخاص الأكثر حاجة للحصول على هذا اللقاج.

أسئلة وأجوبة حول لقاح كورونا المرتقب

بحسب ما صرح د. مكي لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن لقاح موديرنا هو أسهل توزيعاً وأقل كلفة للدول الفقيرة. في حين أن لقاح فايرز وبيونتك سيكون غالبا من نصيب الولايات المتحدة والدول الأوروبية الغنية.

وفيما يتعلق بالمتعافين من عدوى فيروس كورونا، قال مكي أنهم لا يحتاجون لتطغيم جديد، محذراً في الوقت ذاته من رفض التطعيم الضروري بحجة الاعراض الجانبية.

أوجه الشبه والاختلاف بين لقاحات كورونا

أشار مكي الى أن لقاحي فايزر وموديرنا يتشابهان كثيراً في آلية العمل. وفي السابق، كان اللقاح يتكون أساساً من فيروسات مجففة مقتولة لا تسبب المرض أو من فيروسات حية يتم إضعاف تأثيرها، بغرض تحفيز الجسم على إنتاج الأجسام المضادة التي تدافع عنه ضد هذا الفيروس في حال هاجم مناعة الجسم.

مضيفاً أن اللقاحين الجديدين يتكونان من قطعة صغيرة من الحمض النووي "mRNA" التي تحفز الجسم على إنتاج البروتين الموجود على سطح فيروس كورونا. وبهذه الطريقة، يعمل اللقاح على جعل الجهاز المناعي يتوهم بوجود الفيروس، فيبدأ بإنتاج الاجسام المضادة التي تحارب العنصر الدخيل.

عملية التطعيم

بحسب مكي، فإن عملية التطعيم ستكون على مرحلتين للقاحين، ففي المرحلة الأولى سيتم إنتاج الأجسام المضادة بنسبة قليلة. أما خلال مرحلة التطعيم الثاني، فسيتم نسخها من طرف الغدد اللمفاوية، وسيتم إنتاجها بشكل كبير لحماية الجسم لعام واحد على الأقل.

مضيفاً أن لقاح موديرنا لا يحتاج للتخزين في درجات حرارة باردة جدا، وتكفيه درجات حرارة المبرد العادية من 2-8 درجات مئوية، كما يمكن تخزينه عند 20 درجة مئوية تحت الصفر لفترة أطول.

في حين أن لقاح فايزر وبيونتك يحتاج الى 80 درجة تحت الصفر لحفظه.

تأثير الطفرات على فاعلية اللقاح

في سؤال حول ما إذا كانت الطفرات والتغيرات الجينية التي تحدث للفيروس قد تؤثر على فاعلية اللقاح، اعتبر مكي أن هذه التغيرات والطفرات كانت قليلة حتى الساعة، ومل تغير من طبيعة الفيروس الاصلية. كما ان القطعة التي أُخذت من الفيروس لوضعها في اللقاح، هي فطعة ثابتة لم تتغير بالرغم من كل الطغرات التي شهدها الفيروسات في أوروبا والولايات المتحدة.

ويؤكد مكي اللغط الدائر حول نجاعة اللقاح، معطياً مثالاً على لقاح الانفلونزا الذي يتم إعطاؤه سنوياص لعدد كبير من المعرضين للانفلونزا. لكنه لم يقض على الفيروس نهائياً، وفاعليته تتراوح بين 18-60% في حين تجاوزت فاعلية اللقاحات الجديدة 95%.

وأشار مكي الى ان اللقاح لن يكون بديلاً عن الاجراءات الوقائية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، والتي يجب على الجميع الالتزام بها لأنه حتى مع التطعيم باللقاحات الجديدة، فإن الاجسام المضادة تحتاج ثلاثة أسابيع حتى تتكون داخل الجسم ويصبح قادراص على محاربة الفيروس.

تطعيم المتعافين من فيروس كورونا

تساؤل آخر يطرحه الكثيرون، ويجيب عليه مكي بأن من الممكن عدم تطعيم المتعافين من فيروس كورونا بأي من اللقاحات الجديدة، كون الجسم قام بتطوير أجسام مضادة ويملك ذاكرة تحميه. كما أنه تعرض للفيروس ذاته وليس لجزء منه كما هو الحال مع اللقاح.

هل من خوف لآخذ لقاح كورونا؟

يقول مكي أن لكل دواء أعراض جانبية قد تكون على شكل حساسية أو إسهال، لكن في سبيل العلاج والتعافي من الوقاية من مرض كوفيد-19، شجع مكي الجميع على نبذ الأفكار الخرافية والتأكد من أن العلم والطب يسعيان لتحسين الحياة. مذّكراً في الوقت ذاته بنجاعة اللقاحات التي أنقذت البشرية من فيروسات خطيرة ومميتة مثل الجدري والسل وغيرها من الامراض القاتلة.