امراض القلب عند النساء وعلاقتها باوقات تناول الطعام

غالبًا ما يعتقد أن امراض القلب تمثل مشكلة للرجال. ومع ذلك، فإنها السبب الأكثر شيوعًا للوفاة لكل من النساء والرجال في الولايات المتحدة، نظرًا لأن بعض أعراض امراض القلب عند النساء قد تختلف عن تلك الموجودة لدى الرجال، وبالتالي لا تعرف النساء ما الذي تبحث عنه.

وفيما يتجه الجميع نحو نظام غذائي صحي، خاصة النساء اللواتي يسجَلنَ مستويات وعي أعلى فيما يخص الاهتمام بالصحة، فإن الخبراء يؤكدون أن أوقات تناول الطعام تلعب دوراً بارزاً كذلك في زيادة او تقليص خطر الاصابة بأمراض القلب.

فكيف تؤثر مواعيد تناول الطعام على صحة القلب عند النساء؟ هذا ما نستعرضه سوياً في موضوعنا اليوم.

تغيير مواعيد تناول الطعام يؤثر سلباً على صحة القلب

تضطر النساء أحياناً لتغيير مواعيد تناول الطعام بسبب الانشغال بالعمل او الأمور الحياتية، أو خلال عطلة نهاية الأسبوع والأعياد، ما يؤثر سلباً على صحتهنَ بشكل عام وصحة القلب بشكل خاص.

وبحسب نور مكارم، الباحثة الرئيسية في مركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا في نيويورك، فإن هذه التغييرات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعديد من عوامل الخطر المهمة على صحة القلب، بما فيها التغيرات في محيط الخصر ودهون الجسم وضغط الدم وسكر الدم.

وكانت مكارم عملت في بحث سابق مع مجموعة من زملائها في المركز، على دراسة حالة 116 امرأة ممن تتراوح أعمارهنَ بين 20-64 عاماً، شكلَوا جزء من شبكة الابحاث للتركيز الاستراتيجي Go Red for Women التابعة لجمعية القلب الامريكية.

وخلال أسبوع من البحث، استخدم الباحثون يوميات طعام إلكترونية لتتبع تاريخ ونوعية الأكل الذي تتناوله النساء المشاركات. وبعد عام على البحث، رجعت 99 امرأة من للمشاركة في البحث من جديد.

وأظهرت نتيجة بحث مكارم، أن تناول المزيد من الطعام في المساء يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، لكنها لفتت الى"أن الأمر لا يتعلق فقط بتوقيت الأكل، بل له علاقة أيضاً بالانتظام اليومي وانتظام أيام نهاية الأسبوع في تناول الطعام لدينا"، كما جاء على موقع "روسيا اليوم" نقلاً عن Medicalexpress.

تفاصيل البحث

خلال البحث، عملت مكارم وفريقها على دراسة التحولات اليومية في مواقيت تناول الطعام، ومدة الاكل، وتناول الطعام في المساء فضلاً عن "أكل اضطراب اضطراب الرحلات الجوية الطويلة"، وهي الاختلافات الخاصة بوقت تناول الطعام خلال أيام الأسبوع مقابل عطلات نهاية الأسبوع.

وفي دراسة للتباين اليومي في أنماط الأكل، وجد فريق البحث أنه مقابل كل زيادة بنسبة 10% في عدم تناسق السعرات الحرارية التي تناولتها النساء بعد 5 مساء، زادت النساء بنحو ثلاث نقاط في ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأعلى في قراءة) وأكثر من نقطتين في ضغط الدم الانبساطي (الرقم السفلي) خلال فترة متابعة الدراسة لمدة عام واحد. كما لاحظوا التغير الكبير في HbA1c، وهو مقياس سكر الدم الذي يستخدم لتشخيص مرض السكري.

كذلك أظهرت النتائج زيادة التباين اليومي في السعرات الحرارية التي يتم تناولها بعد الساعة 8 مساء، والذي كان مرتبطاً بزيادة حجم الخصر وزيادة بمقدار نصف نقطة في مؤشر كتلة الجسم، وهو مؤشر على الدهون في الجسم وحالة وزن الجسم.

وعند التركيز على الفروقات بين أيام الأسبوع وعطلات نهاية الأسبوع، ارتبط التباين الاضافي في توقيت ومدى تناول الطعام في المساء ومدة فترة الأكل، بزيادة ضغط الدم الانقباضي والانبساطي ومؤشر كتلة الجسم بعد عام.

وفي تعليقها على نتائج البحث، قالت مكارم: "ليس ضرورياً أن يكون توقيت تناول الطعام في عطلة نهاية الأسبوع أسوأ. لكن خلال أيام الأسبوع، نتبع ساعة اجتماعية بينما في عطلة نهاية الأسبوع، نتبع ساعتنا البيولوجية الطبيعية. وبعبارة أخرى، ما هو طبيعي لأجسادنا مقيد بمتطلبات وجداول الحياة الحديثة".