التحول الرقمي لخدمة صحة الاسنان والفم

استحوذ التحول الرقمي على القطاعات الصناعية بشكل أو بآخر على مدار العقد الماضي.

وعلى الرغم من تسارع وتيرة هذا التحول، فقد أثرت جائحة كوفيد-19 بشكل كبير على قدرة هذه القطاعات في تبني الحلول الرقمية في إطار زمني قصير جداً.

وبعد عدة أشهر من انتشار المرض، اضطر أطباء الأسنان في جميع أنحاء المنطقة لابتكار حلول جديدة للحفاظ على سلامتهم وسلامة مرضاهم وضمان استمرارية عملهم، وجاء التحول الرقمي كحل رئيسي لتجاوز هذه الظروف بحسب ما صرح لنا ماركوس سباستيان، نائب الرئيس الأول لشركة آلاين تكنولوجي في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

وعلى سبيل المثال، يوفر فحص كل مريض باستخدام جهاز مسح آي تيرو فرصاً اضافية لاستمرار عمل أطباء الأسنان. كما يمكن الاستفادة من الأدوات الرقمية للرعاية عن بعد لمساعدة الطبيب في التحقق من تقدم علاج المريض دون الحاجة إلى المعاينة السريرية، مما يضمن أقصى درجات الأمان.

وبحسب سباستيان، ستتيح التكنولوجيا والابتكار في مجال طب الأسنان تطوير ممارسات طبية رقمية في مرحلة ما بعد كوفيد-19، منها منشآت الطباعة ثلاثية الأبعاد المتخصصة في العالم التي تساعد الأخصائيين على تقديم أفضل الحلول لمنح ابتسامات أجمل وتحقيق نتائج علاجية مذهلة للمرضى في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط.

التحول الرقمي وعلاقته بتحسين صحة الاسنان

يقول سباستيان ان طب الاسنان لطالما لعب دوراً رئيسياً في رعاية المرضى والحفاظ على صحتهم. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تعد امراض الفم من أكثر الأمراض غير السارية شيوعاً، حيث يمكن أن تصيب الأشخاص من جميع المراحل العمرية.

وتحتل أمراض اللثة الحادة التي قد تؤدي إلى فقدان الأسنان، المرتبة الحادية عشرة ضمن أكثر الأمراض انتشاراً في العالم.

وتحمل تقنيات طب الأسنان الرقمية قيمة إضافية تتعدى مساعدة المرضى في الحصول على الابتسامة والمظهر الذي طالما رغبوا به فحسب، إذ تساعد أيضاً في إجراء العمليات الروتينية والمعقدة على حد سواء، مثل التصوير داخل الفم والتصوير الشعاعي - والمساعدة في عمليات التشخيص وإجراء عمليات الزرع بمساعدة الكمبيوتر، وغيرها من الأمور التي من شأنها تعزيز مستويات الدقة والإتقان.

العلاقة بين صحة الفم والصحة العامة

من جهته، افاد الدكتور سليمان شاهين، إستشاري تقويم الأسنان و أول متحدث لانفزلاين في الشرق الأوسط ان جودة الحياة بشقها المتعلق بالصحة الفموية، هي مؤشر على تحقيق مستوى جيد من الصحة العامة والعافية. وقد كشفت آخر التطورات في العلوم والأبحاث عن علاقة وثيقة بين صحة الفم والصحة العامة النفسية والبدنية.

ويؤكد د. شاهين على أهمية العناية بصحة الفم ونظافته خلال رحلة علاج الأسنان، فالعناية بالنظافة الفموية لا تنعكس فقط على جمال أسناننا وابتساماتنا، بل تؤثر إلى حد كبير في صحتنا الفموية، وبالتالي في صحتنا العامة.

وتمثل سلامة الأسنان واللثة مفتاحَ سلامة الجسد، كما تعتبر عاملاً نفسياً أساسياً يشكل صورتنا عن ذاتنا ويمكنه التأثير على ثقتنا بأنفسنا في حياتنا اليومية.

نصائح للعناية بصحة الفم وتعزيز الصحة العامة

يشارك د. شاهين قراء مجلة "هي" العوامل الاربع الواجب اتباعها للحفاظ على صحة الفم وهي:

1.    تفريش الاسنان مرتين يومياً باستخدام فرشاة ناعمة، ولا سيما قبل النوم. وأظهرت الأبحاث أن تفريش الأسنان بفرشاة كهربائية قد يكون أكثر فاعلية، خصوصاً خلال فترة المعالجة التقويمية.  

2.    استخدام الخيط لتنظيف مناطق لا تستطيع الفرشاة الوصول إليها. وينصح بتنظيف المسافات الفاصلة بين الأسنان بالخيط مرة يومياً.

3.    يلعب الفحص الروتيني للأسنان وتنظيفها الدوري في العيادة دوراً كبيراً في الحفاظ على المستوى المطلوب من الصحة الفموية. ويُنصح بزيارة الطبيب لإجراء فحوص للأسنان وتنظيفها مرتين أو مرة على الأقل في العام. كما من المفيد الالتزام بالمراقبة الفموية، تحسباً لأي حالة أو مرض قد يظهر في الفم ويكون له تأثير على الصحة العامة خاصة بعدما توصلت الأبحاث لوجود علاقة بين الصحة الفموية والأمراض القلبية الوعائية.

4.    الحمية والتغذية من العوامل شديدة التأثير على الصحة الفموية والعامة، إذ يمكن أن تصاب الأسنان بالتسوس في حال تناول كمية كبيرة من السكريات يومياً وغياب التنظيف الكافي، وهذا قد يؤدي إلى فقدان الأسنان على المدى الطويل. وقد يؤثر فقدان الأسنان على التغذية والصحة العامة، بسبب تراجع القدرة على مضغ الطعام بشكل سليم.