الإنفلونزا وكوفيد-19 يهددان الحياة بهذا القاسم المشترك

كثير من الناس ينتظرون حلول فصل الشتاء بفارغ الصبر، خصوصاً في منطقة الخليج العربي اذ تنخفض درجات الحرارة الشديدة التي نعاني منها خلال الصيف ويصبح الطقس اكثر اعتدالاً.

لكن الفرحة تنغصها هذا العام، وجود جائحة كوفيد-19 التي عادت للارتفاع من جديد في معظم دول العالم، وايضاً تزامن فصل الشتاء مع الاصابة بأحد ابرز الامراض التنفسية، الا وهو الانفلونزا.

وفيما يشدد الاطباء وخبراء الصحة على ضرورة اخذ لقاح الانفلونزا لتخفيف العدوى وتقليل خطر الاصابة بكلا المرضين، فإن التبعات التي تترتب عن الاصابة بكل من مرض كوفيد-19 والانفلونزا تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة، وصولاً الى الخطيرة.

ومنها قاسم مشترك بين الانفلونزا وكوفيد-19، يتمثل في الاصابة بالسكتة الدماغية كما قال باحثون امريكيون. فما هي تفاصيل هذا الاكتشاف الجديد؟

الانفلونزا وكوفيد-19 يزيدان خطر السكتة الدماغية

هذا ما توصل اليه باحثون من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الامريكية، مشيرين الى ان الإصابة بالإنفلونزا أو فيروس كورونا يمكن أن تزيد من احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية، وهي النوع الذي يتم فيه حظر تدفق الدم في الدماغ.

وفي حين أن عدد المتضررين بهذه الحالة قد يكون صغيرا، فإن فهم الديناميكيات يمكن أن يساعد الجميع على حماية أنفسهم.

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن Medicalexpress تصريح الدكتور ميتشل إلكيند، أستاذ علم الأعصاب وعلم الأوبئة في جامعة كولومبيا ورئيس جمعية القلب الامريكية، افاد فيه انه عندما تصيب السكتة الدماغية شخصا مصاباً بالإنفلونزا أو "كوفيد-19"، يمكن أن تتحول لعملية طويلة.

وبحسب إلكيند: "تشمل عوامل الخطر طويلة المدى، ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين ومستويات الكوليسترول وقلة ممارسة الرياضة وسوء التغذية". ويمكن لهذه العوامل أن تمهد الطريق لانسداد الأوعية الدموية عن طريق الجلطة أو تراكم الدهون الذي يسمى اللويحات.

الالتهابات تحفز حدوث السكتة الدماغية

من جهته، اعتبر الدكتور باباك نافي، رئيس قسم السكتات الدماغية وطب الأعصاب في مستشفى وايل كورنيل في نيويورك، إن الالتهابات يمكن أن تدفع النظام إلى الحافة وتسبب السكتة الدماغية الفعلية.

وكان إلكيند نشر بعض الأوراق البحثية المبكرة حول العلاقة بين السكتة الدماغية والعدوى، وشارك في دراسات اظهرت أن الأشخاص الذين أصيبوا بمرض شبيه بالإنفلونزا كانوا أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بنسبة 40% في غضون 15 يوماً.

في حين شارك نافي في دراسة نشرت في يوليو الماضي في مجلة JAMA Neurology، واظهرت أنه بين الذين جاءوا إلى غرفة الطوارئ أو تم نقلهم إلى المستشفى، ارتبطت الإصابة بـ"كوفيد-19" بزيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية بأكثر من سبع مرات مقارنة بمن عولجوا من الإنفلونزا.

وشدد نافي على ضرورة ابقاء هذه الارقام في نصابها، فيما تم تسجيل اصابة 0.2% فقط من مرضى الإنفلونزا في دراسته بسكتة دماغية، مقارنة بـ 1.6% من مرضى "كوفيد-19.

مضيفاً أنه من غير المعروف بعد السبب وراء العلاقة بين الإنفلونزا أو فيروس كورونا وحدوث السكتة الدماغية، لكن يبدو أن الالتهاب الذي يعد جزء من استجابة الجسم المناعية للعدوى، هو الرابط المشترك بحسب نافي. خصوصاً إذا ما تزايد الالتهاب.

من جهته، اكد الكيند وجود صلة وثيقة بين الجهاز المناعي ونظام تخثر الدم. ومعروف ان خلايا الدم البيضاء تقي من العدوى، لكن الخلايا المكونة للجلطات المعروفة باسم الصفائح الدموية تهاجم وتبتلع الفيروسات كجزء من الاستجابة المناعية.

واي مرض شبيه بالانفلونزا يمكن ان يسبب الجفاف، وهو ما يزيد من خطر الاصابة بالسكتة الدماغية او النوبة القلبية بحسب الكيند.

تجدر الاشارة الى ان الانفلونزا اكثر تحفيزاً عند الشباب كما اكتشف الكيند وزملائه، في حين ان كبار السن سيكونون أكثر عدداً لجهة الاصابة بالسكتة الدماغية. كما يمتاز فيروس كورونا ببعض الخدع، كونه يرتبط بالخلايا المبطنة للاوعية الدموية التي تسبب جلطات الدم في جميع أنحاء الجسم ومنها الدماغ.