الانزلاق الغضروفي واسباب عودة الام الظهر بعد الجراحة

تعد الام اسفل الظهر وامراض الانزلاق الغضروفي للفقرات القطنية في اسفل الظهر، من اكثر امراض العظام شيوعاً.

وبحسب الدكتور احمد لبيب، استشاري جراحة العظام واصابات الملاعب ورئيس القسم في مستشفى الزهراء بدبي، يساهم في زيادة الاعراض المزعجة المصاحبة لهذه المشكلة، والجلوس لفترات طويلة، والعمل المستمر خلف شاشات الكمبيوتر، واستخدام الهواتف النقالة بصورة مفرطة، فضلاً عن وضعيات الجلوس الخاطئة وقلة ممارسة التمارين الرياضية وعدم المحافظة على الوزن المناسب.

وتؤدي العوامل السابقة مجتمعة الى حدوث العديد من المشكلات التي تسبب الام اسفل الظهر، ومن اشهرها الانزلاق الغضروفي للفقرات القطنية.

ويكون الانزلاق الغضروفي اسفل الظهر على شكل درجات متعددة، منها البسيطة التي تؤدي الى تقلص في عضلات اسفل الظهر، ومنها الشديدة التي تؤدي الى ضغط على اعصاب الطرف السفلى احدهما او كلاهما حسب اتجاه الانزلاق الغضروفي، يضيف د. لبيب.

وفي حالة حدوث ضغط على عصب الطرف السفلي، فإن الشخص المصاب يشكو من الام شديدة وتنميل على طول الساق وصولاً الى الكاحل مع عدم القدرة على الجلوس او المشي.

تشخيص وعلاج الانزلاق الغضروفي

وفقاً للدكتور لبيب، يبدأ الاستشاري التخصصي بفحص المريض لتحديد ما إذا كان هناك ضغط على اعصاب الساق من عدمه، او وجود تعدد او انحراف في اسفل الظهر مع الاخذ في الاعتبار طول مدة الاعراض، وما إذا كان هناك اعراض او امراض اخرى مصاحبة لالام اسفل الظهر.

ثم يتم إعطاء علاج اولي لتخفيف الالم وعمل اشعة عادية واشعة رنين مغناطيسي على الفقرات القطنية لتحديد التشخيص بدقة ووضع خطة علاج ومتابعة دقيقة.

ويقول د. لبيب ان معظم الحالات تستجيب الى العلاج التحفظي الذي يتضمن برنامج عام لتخفيف الالام عن طريق الادوية والراحة، يتبعه برنامج العلاج الطبيعي لتقوية عضلات اسفل الظهر وتخفيف الوزن ومتابعة مستمرة لتطور او تحسن الحالة، مع تعديل وضعية الجلوس في المنزل والعمل.

وفي حال وجود انزلاق غضروفي شديد وضغط على عصب الطرف السفلي واستمرار الالام، قد يلجأ الطبيب الى مناقشة إجراء التدخل الجراحي مع المريض لرفع الضغط عن العصب خاصة اذا ما توافق الفحص السريري مع نتائج الاشعة من حيث اتجاه الانزلاق الغضروفي وشدته.

جراحة الانزلاق الغضروفي

معظم جراحات الانزلاق الغضروفي تتم الآن عن طريق التدخل الجراحي المحدود باستخدام المنظار الجراحي لإزالة القطعة المنزلقة من الغضروف والتي تضغط على عصب الطرف السفلي، ما لم يكن هناك تضيق او انزلاق في الفقرات القطنية نفسها والذي سيتطلب في بعض الحالات إجراء جراحة اكبر لتوسعة مجرى الاعصاب وتثبيت الفقرات.

ويشير د. لبيب انه بعد الجراحة والالتزام بفترة راحة، يطلب من المريض الحرص على وضعية الجلوس السليمة واجراء تمارين بسيطة لتقوية عضلات اسفل الظهر. لأنه وفي حال اغفال استكمال العلاج والتقوية فقد يعود جزء آخر من الغضروف للانزلاق والضغط على العصب من جديد او حدوث انزلاق في فقرة أخرى والذي قد يستوجب في هذه الحالة إجراء جراحة أخرى لتثبيا كافة الفقرات المتضررة.

ويعتبر د. لبيب ان الوقاية هي افضل الطرق لتجنب الام اسفل الظهر وامراض الانزلاق الغضروفي وتبعاتها.