الرياضة قد تفيد في تحسين أعراض مرض باركنسون

مرض باركنسون هو أحد اضطرابات الحركة العصبية الذي يسبب الارتعاش وبطء الحركة وتيبس العضلات وعدم اتزان المشي، وهو يصيب عادة الأشخاص فوق سن 60، لكن هناك تزايد بنسبة حدوثه في عمر أصغر في منطقة الشرق الأوسط.

ويتوقع الخبراء أن يتضاعف عدد حالاته في العالم بحلول العام 2040، لذا فإنهم يهتمون بتسليط الضوء على طرق السيطرة على الأعراض وإبطاء تفاقمها.

ومرض باركنسون غير قابل للشفاء، لكن قد تفيد الأدوية والجراحة في السيطرة على أعراضه وتمكين المرضى من التمتع بحياة أفضل، إلا أنها لا تغير من تطور المرض وتقدمه.

لهذا يسلط الأطباء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" الضوء على الرياضة والدور المهم الذي تلعبه بموازة التشخيص المبكر، في معالجة مرض باركنسون والحد من مضاعفاته.

الرياضة تبطئ من تقدم مرض باركنسون

كشفت أبحاث أجراها مستشفى كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة، أن ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تبطئ تقدم المرض. بعدما أظهر المرضى الذين خضعوا لبرنامج رياضة شديدة القوة لفترة ثمانية أسابيع تحسناً كبيراً في الوظائف الحركية لديهم. ويجري المستشفى حالياً أبحاثاً حول العلاقة الدقيقة بين الرياضة وتباطؤ تقدم المرض.

وبحسب الدكتور شيفام أوم ميتال، استشاري طب الأعصاب المتخصص بعلاج مرض باركنسون واضطرابات الحركة في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "يتفاقم مرض باركنسون مع مرور الوقت بحيث يمكن أن يؤثر كثيراً على حياة المريض ويعيق قدرته على القيام بمهامه اليومية بمفرده".

وهناك بعض الأدوية والعلاجات الجراحية التي تفيد في السيطرة على الأعراض، لكن بالمقابل ثمة عوامل طبيعية، مثل ممارسة النشاط البدني، من شأنها أن تفيد في الحد من الاعتماد على الادوية  وتلغي الحاجة إلى التدخل الجراحي، يضيف د. ميتال.

كما أشار ميتال الى أن مرضى كليفلاند كلينيك أبوظبي يمارسون التاي تشي واليوغا والسباحة، وبعضهم يشاركون في مسابقات المشي والركض وركوب الدراجات الهوائية. ويحرز هؤلاء المرضى بلاء حسناً مع المرض مع أدنى استخدام للأدوية التي تفيد في الحفاظ على قدرة المريض على ممارسة النشاط وتتيح له التركيز على السيطرة على المرض. لكن العامل المهم في هذا الأمر التشخيص المبكر.

التشخيص المبكر والرياضة تخفف من اعراض مرض باركنسون

هذا وأشارت كليفلاند كلينيك ابوظبي لقصة إحدى المريضات وتدعى روضة يوسف، التي تبلغ من العمر 53 عاماً والتي لم تهمل التشخيص المطلوب والحصول على العلاج المناسبة عندما لاحظت اعراض المرض لديها لأول مرة قبل 17 عاماً.

وقد لجأت روضة لمستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، الذي أجرى لها تقييماً شاملاً وأعد خطة علاج لمساعدتها على السيطرة على أعراض المرض واستعادة بعض القدرة على الحركة التي فقدتها. وبعد العلاج استعادت قدرتها على المشي دون مساعدة.

وأشار د. ميتال إلى أن روضة تقدم مثالاً عن أهمية تشخيص مرض باركنسون وعلاجه في مراحل مبكرة، لافتاً إلى ان كشف المرض في مراحله الأولى قد يحدث فارقاً هائلاً وأنه يمكن أن يتم بطريقة بسيطة من خلال ملاحظة بعض الأعراض مثل فقدان حاسة الشم أو الاضطرابات الحركية والسلوكية أثناء مرحلة الأحلام.

وقد استطاعت روضة بفضل المتابعة والتركيز على ممارسة التمارين الرياضية والالتزام بالحمية الغذائية المناسبة لها، من السيطرة على المرض ما يعطي آملاً للعديد من مرضى باركنسون من إمكانية استعادة حياتهم في حال توفرت لهم الرعاية المناسبة.