دراسة: بعض المتعافين من كورونا لن يستعيدوا حاسة الشم والتذوق

ما زالت أخبار فيروس كورونا الجديد تتابع وتتصدر المواقع الصحفية والصحية وغيرها، ومع اكتشاف نسخة جديدة من الفيروس التي تصيب أعداداً أكبر من الناس إنما بأضرار أقل، وهو الشيء الإيجابي الوحيد في موضوع الفيروس التاجي.

وما زال الاطباء والمختصون يسعون لدراسة الاعراض المصاحبة لمرض كوفيد 19 والتداعيات التي تخلفها على صحة الانسان. ومن هذا المنطلق، يجهد الخبراء لمعرفة ما إذا كانت الأعضاء المتضررة بفيروس كورونا يمكنها العودة لعملها الطبيعي المعتاد بعد التعافي التام من الفيروس.

وفي دراسة صادمة، أفاد باحثون إيطاليون أن نسبة من المتعافين من فيروس كورونا المستجد، قد لا يستعيدون حاسة الشم والتذوق. فما هي تفاصيل هذه الدراسة؟

إمكانية عدم استعادة حاسة الشم والتذوق لبعض مرضى كورونا

في تقرير ل "بي بي سي" نقله موقع "روسيا اليوم" عن "نيويورك بوست"، أفادت نتائج إحدى الدراسات الإيطالية مؤخراً أن حوالي 90% من الأشخاص الذين فقدوا حاسة الشم والتذوق بسبب الإصابة بفيروس كورونا، استعادوها بالكامل أو تحسنوا في غضون شهر، لكن نحو 10% لم يستردوها أبدا.

والدراسة التي نشرت في مجلة AMA Otolaryngology — Head and Neck Surgery خلصت الى أن 49% من المرضى استعادوا حاسة الشم أو التذوق تماماً، فيما تحسنت لدى 40%، لكن البقية أفادوا بأن أعراضهم ظلت كما هي أو ساءت.

وقد شهد بعض المصابين بفيروس كوفيد 19 فقداناً لحاسة الشم والتذوق، من ضمن اعراض أساسية أخرى للفيروس. لكن الدراسة الجديدة وجدت أن هذه الحاسة لا تعود أبداً لدى البعض.

تفاصيل الدراسة

قام الباحثون الايطاليون بدراسة حالة 187 إيطاليا أصيبوا بالعدوى، لكن حالتهم لم تتطلب دخولهم المستشفى. وطلب منهم تقييم حاسة الشم أو التذوق بعد التشخيص مباشرة، وبعد ذلك بشهر.

ومن بين 113 شخصا أبلغوا عن تغير في حاسة الشم أو التذوق، قال 55 منهم إنهم تعافوا بالكامل، و46 أبلغوا عن تحسن في أعراضهم، في حين قال 12 شخصا إن أعراضهم لم تتغير أو أصبحت أسوأ.

وأشار المصابون الذين عانوا من أعراض حادة جراء فيروس كورونا، أنهم استغرقوا وقتاً طويلاً للتحسن.

وبحسب الدكتور جوشوا ليفي، من كلية الطب بجامعة Emory في أتلانتا، فإنه حتى مع وجود نسبة عالية من الدقة، فإن العدد المذهل المتأثر بهذا الوباء المتطور، يشير لطوفان شبه مؤكد من المرضى الذين يحتمل أن يتقدموا لعلاج الأعراض المستمرة".

مقترحاً أنه في الحالات طويلة المدى، يمكن للناس التفكير في العلاج مثل التدريب على الرائحة للمساعدة في استعادة الحواس.

من جهتها، قالت البروفيسورة كلير هوبكنز، رئيسة جمعية علم الأنف البريطانية، إن فريقها يجري المزيد من الأبحاث حول الأشخاص الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد.

مضيفة ان البيانات من أمراض فيروسية أخرى، وبعض البيانات الجديدة التي يتم جمعها، تشير إلى أن غالبية الناس سيشهدون تحسناً من الفيروس، لكن البعض منهم سيكون تعافيه بطيئا.

وبالنسبة للأشخاص الذين يتعافون بسرعة أكبر، من المحتمل أن الفيروس لم يؤثر إلا على الخلايا المبطنة لأنوفهم. أما أولئك الذين يتعافون بشكل أبطأ، فقد يكون الفيروس أثر على الأعصاب المرتبطة بالرائحة أيضا. وقد تستغرق هذه الخلايا العصبية وقتا أطول في التعافي والتجديد بحسب هوبكنز.