كيفية إدارة مرض السكري من النوع الثاني في زمن كورونا

تشير إحصائيات "الاتحاد الدولي للسكري" إلى أن عدد مرضى السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يبلغ اليوم 39 مليون نسمة، في ظل توقعات بارتفاع هذا العدد إلى 82 مليون نسمة بحلول العام 2045.

ونظراً لأن مرض السكري من النوع الثاني يعد من عوامل الخطورة المسببة لحالات شديدة من وباء كوفيد-19، نظمت شركة صناعة الادوية "بوهرنجر إنجلهايم" ندوة إلكترونية بعنوان "إدارة مرض السكري من النوع الثاني خلال وباء كوفيد-19". واستهدفت الندوة العلمية التي انعقدت بمشاركة نخبة من خبراء الرعاية الصحية، التعريف بأحدث المستجدات المتعلقة بإدارة مرض السكري خلال الوباء.

إدارة السكري من النوع الثاني في زمن كورونا

يحث المتخصصون المرضى على اتخاذ خطوات احترازية إضافية لحماية أنفسهم من الوباء مثل غسل اليدين جيداً وبانتظام، وتنظيف وتعقيم الأسطح التي تتعرض للمس المتكرر، وتجنب الاتصال مع من تظهر عليهم أعراض الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل السعال.

كما يتعين على مرضى السكري من النوع 2 الانتباه جيداً لمستويات الجلوكوز في الدم ومراقبتها بانتظام لتجنب المضاعفات الناجمة عن ارتفاعها أو انخفاضها، والمسارعة إلى استشارة الطبيب في حال ظهرت عليهم أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
 
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد حسنين، استشاري أول في الغدد الصماء والسكري في مستشفى دبي: "يعد المصابون بمرض السكري والأعراض المصاحبة له أكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات مرض كوفيد 19. وفي واقع الأمر، تشير الإحصائيات إلى أن 40% من حالات الوفاة الناجمة عن وباء كوفيد-19 في كل من دولة الإمارات والكويت، كانت من مرضى السكري".

وتابع: "من هنا تأتي أهمية توعية المرضى حول الإدارة الذاتية لمرض السكري ومضاعفاته خاصة خلال هذه الفترة. فالمرضى الذين يتعايشون مع مرض السكري لكن بدون إدارة جيدة للمرض قد يواجهون خطر الإصابة بالفيروس أكثر من مرضى السكري الملتزمون بشكل عام".
 
وخلال الندوة الإلكترونية، تطرقت الدكتورة باولا عطاالله، أخصائية الغدد الصماء في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في لبنان إلى النصائح والإرشادات الطبية لمرضى السكري الذين يخططون للعودة إلى العمل خلال جائحة كوفيد-19.

وقالت: "يمكن لمستويات التوتر المرتفعة واضطرابات النظام الغذائي والنشاط البدني خلال وباء كوفيد-19 أن تؤدي لتفاقم حالة مرضى السكري من النوع الثاني. لذا، ينبغي على المرضى متابعة حالتهم الصحية بشكل منتظم عبر مراجعة أطبائهم افتراضياً؛ والالتزام ب نظام غذائي صحي والتمارين الرياضية؛ وتخزين الإمدادات الطبية؛ إضافة إلى تخصيص رمز اتصال سريع للطوارئ عند الضرورة القصوى".

كما نصحت الدكتورة باولا مرضى السكري بضرورة تقليل الاتصال بالآخرين واتباع إجراءات التباعد الإجتماعي الصارمة وغسل اليدين بانتظام وتدنب لمس الوجه في حال ضرورة العودة للعمل.

السكري من النوع الثاني وأمراض القلب

تمثل امراض القلب والأوعية الدموية مسبباً أول للوفيات بين مرضى السكري من النوع الثاني، إذ تقف وراء 52٪ من حالات الوفاة بين مرضى السكري من النوع الثاني على مستوى العالم.

فمرض السكري يشكل عاملاً معروفاً لمخاطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية، إضافة إلى حالات مرضية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة، وجميعها مشاكل شائعة بين مرضى السكري. وبصورة إجمالية، فإن خطر الوفاة جراء أمراض القلب الوعائية أعلى بمعدل يصل إلى أربعة أضعاف لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

ولتقليص مخاطر أمراض القلب والاوعية الدموية على مرضى السكري من النوع الثاني، يتعين على هؤلاء المرضى اكتساب المعارف حول كيفية الحد من مخاطر هذه الأمراض لتحسين المخرجات الطبية المتعلقة بأمراض القلب الوعائية التي يعانون منها.