المضادات الحيوية وأضرارها على صحة الكلى

يحتفل عدد كبير من دول العالم باليوم العالمي للكلى، في الخميس الثاني من شهر مارس من كل عام، وتعد الكلى من ابرز أعضاء الجسم التي تحتاج لعناية واهتمام مركزين.

وعادة ما يتناول الإنسان أدوية مختلفة كل يوم دون أن يلتفت لآثار هذه الأدوية الجانبية على الكلى واعضاء جسمه المختلفة. ويتم تنقية الجسم بشكل عام من الادوية التي يتناولها المريض اما عن طريق الكلى والجهاز البولي، أو الكبد والجهاز الهضمي. 

فما هي الأضرار التي تخلفها المضادات الحيوية على الكلى؟ هذا ما يجيبنا عنه الدكتور حسام القضاه، إستشاري المسالك البولية وزراعة الكلى في مستشفى الزهراء دبي. 

أضرار المضادات الحيوية على صحة الكلى

يقول د. القضاه أن هذه المضادات التي يتم تصفيتها عن طريق الكلى، تفرز بتراكيز عالية بالبول عن طريق الوحدة الأنبوبية الكلوية (او الوحدات الوظيفية للكلى ). لذا هناك علاقة طردية بين عدد هذه الوحدات وجودتها، و كفاءة تخلص الجسم من هذه المضادات.

كما أن هذه الوحدات تتأثر بعوامل مختلفة مثل العمر والأمراض المزمنة واهمها الضغط والسكري إضافة إلى تأثرها ببعض الأدوية التي قد يتزامن تناولها مع اخذ المضادات التي تؤثر على الكلى. واخيرا تؤثر كمية السوائل بالجسم، وبالذات حالات الجفاف ونقصان السوائل التي قد تسارع في حدوث الاعراض الجانبية على الكلى.

ويضيف د. القضاه أن المضادات الحيوية تختلف بتأثيرها على الكلى حسب العائلة التي تنتمي لها، ومن اهم هذه العائلات Quinolones او كونيلونز, (Aminoglycosid)es امينوقلايكوسايد ( Carbabenemes) او كاربابينم، وتتفرع منها اصناف متعددة من المضادات الحيوية وتراكيب مختلفة، منها ما يؤخذ عن طريق الفم ومنها ما يؤخذ بالوريد أو العضل .

تأثير المضادات الحيوية على الكلى

قد يتراوح تأثير هذه المضادات على الكلى من قصور الكلى بشكل بسيط، لا يحتاج لاكثر من ايقاف هذه المضادات ومتابعة حالة المريض مع زيادة كمية السوائل، إلى حدوث فشل كلوي حاد يحتاج إلى تدخل طبي قد يصل إلى غسيل الكلى المؤقت او الدائم بحسب د. القضاه.

وبناءا على اختلاف العائلة التي ينتمي لها المضاد الحيوي، تختلف الآلية التي قد تسبب ضرارا على الكلى أو قصورا في وظائفها. فعلى سبيل المثال، منها ما قد يترسب في الاوعية الناقلة داخل الوحدات الأنبوبة الكلوية، ويمنع امتصاص وتبادل المواد بين الجسم والبول. 

ومنها ما قد يؤثر على الخصائص الديناميكية المتحكمة في تنظيم ضخ الدم الى هذه الوحدات، وبالتالي انتاج البول بكميات أقل من الطبيعي. 

ومنها ما قد يسبب استقطاب خلايا المناعة لانسجة الكلية ومحاربة الجسم لهذه الانسجة والتأثير على وظائف الكلى .

ويشير د. القضاه أن الاطباء يقومون بتغيير جرعة الدواء حسب اختلاف وظيفة الكلى، حيث انه عند وجود قصور في وظيفة الكلى يحتاج المريض لجرعات اقل من المضادات الحيوية يتم تحديدها حسب درجة الضعف لمنع الآثار الجانبية الشديدة.

ومن أكثر الاخطاء شيوعاً لدينا، هي تناول المضادات الحيوية بدون وصفة طبية او مشورة الطبيب، مما قد يؤدي لبعض الاعراض الجانبية على المريض، والاهم تطور الجراثيم والميكروبات المسببة للأمراض السارية والمعدية بحيث تقاوم مفعول هذه المضادات.

لذا ينصح د. القضاه كافة المرضى بعدم آخذ أي مضادات حيوية او أدوية مسكنة دون استشارة الطبيب والمحافظة على صحة الكلى أثناء تناول الأدوية باستهلاك كمية جيدة من الماء والسوائل بالإضافة الى اجراء تحليل دوري لوظائف الكلى .