كيف يهاجم فيروس كورونا الجديد الجسم ؟

منذ ظهور فيروس كورونا الجديد، الذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية إسم "كوفيد-19" والذي تم تصنيفه مؤخراً على أنه جائحة عالمية، بات الناس حول العالم مهتمين بمعرفة المزيد عن فيروس كورونا، كيف يهاجم الجسم، ما هي أعراضه، وما الطرق الوقائية الأنسب للحيلولة دون الإصابة به.

ويعمل الخبراء على أبحاث واختبارات مختلفة، لتوضيح ماهية هذا الفيروس المعدي وكيفية مهاجمته لجسم الإنسان، وذلك من أجل اختاذ كافة الإجراءات الإحترازية لتجنب مضاعفاته في حال الإصابة به.

نستعرض وإياكم اليوم، لكيفية مهاجمة فيروس كورونا المستجد للجسم كما أوردها موقع "سكاي نيوز" عربية عن خبير مختص في علم الفيروسات والأوبئة.

كيفية مهاجمة فيروس كورونا الجديد لجسم الإنسان

بحسب الخبراء، فإن أول منفذ للاتصال بالمرض الناجم عن فيروس كورونا الجديد هو الرئتين، والذي يمكن أن يستهدف الكلى أيضا. إلا أن العلامات الأكثر شيوعا للإصابة بالفيروس تتمثل في مشاكل التنفس.

وتعد فيروسات كورونا من أمراض الجهاز التنفسي على غرار أمراض الأنفلونزا، الذي يمكن أن تنتشر نتيجة سعال المريض المصاب أو العطس، مطلقا الرذاذ الملوث بالفيروس من أنفه أو فمه.

مهاجمة الفيروس الجديد لخلايا الرئتين

يشير الخبراء إلى أن فيروس كورونا الجديد يهاجم مجموعتين محددتين من الخلايا في الرئتين، كما أشار أستاذ علم الأحياء الدقيقة بجامعة كينغستون مارك فيلدر في حديثه الى "سكاي نيوز"، مضيفاً أن مجموعة الخلايا الأولى هي "الخلايا الكأسية" والأخرى هي الأهداب.

وأضاف عالم الأحياء الدقيقة إن الخلية الكأسية تنتج مخاطا يصنع طبقة غروية رطبة على الجهاز التنفسي، مهم للمساعدة في الحفاظ على رطوبة الرئتين وهو أمر ضروري للحفاظ على صحة الإنسان. 
مضيفاً أن الأهداب هي كناية عن خلايا ذات شعر قليل عليها تتجه للأعلى، وأي مادة سيئة تتعثر في المخاط مثل البكتيريا والفيروسات أو جزيئات الغبار، يتم تجريفها باتجاه الحلق. وعند السعال، يبتلع الإنسان المخاط فيدخل إلى المعدة.

لكن فيلدر أشار أيضاً لاحتمال إصابة الفيروس المستجد لهاتين المجموعتين من الخلايا بشكل تفضيلي، وهو أمر لوحظ كذلك في حالات فيروس "سارس" التي نشأت في الصين أيضا.

وعندما يصيب فيروس مثل فيروس كورونا الجديد خلية ما، يجبرها على استقبال الآلاف من الفيروسات الأخرى، إذ تتفاعل البروتينات التي على سطح الفيروس ببروتينات الخلية من خلال الالتصاق أو الامتصاص، ثم يبدأ بالتكاثر الفيروسي من خلال استنساخ فيروسات جديدة قبل التحرر من الخلية المضيفة لتنطلق لمهاجمة الخلايا الأخرى.

والمشكلة في فيروس كورونا الجديد هي أنه يصيب هذه الخلايا ويبدأ في قتلها، ما يؤدي لسقوط الأنسجة في الرئتين وبدء الإنسداد فيها، ما يعني إصابة المرء ب الالتهاب الرئوي كما أشار فيلدر.

وهو ما يجعل الجهاز المناعي للجسم يتحول لسجن، وقد يتسبب بتلف الأنسجة السليمة. وألمح فيلدر لمشكلة إضافية تتمثل في محاولة جهاز المناعة الرد وصد الأذى لأنه يدرك أن الجسم يتعرض للهجوم. وهذه الجهود في محاربة الفيروس، قد تسبب الالتهاب في الرئتين ما يجعل التنفس أكثر صعوبة.