أعراض الذئبة الحمامية وطريقة علاجها

د. سعـيد حـمدون

استشاري أمراض المفاصل والروماتيزم

عيادات مستشفى الإمارات – المارينا

 

 الذئبة الحمامية مرض روماتيزمي مناعي مزمن، يتصف بوجود خلل في الجهاز المناعي بالتعرف إلى أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة، لذا يحصل رد فعل مناعي خاطئ يؤدي إلى التهاب وضرر الأنسجة المختلفة.

ظروف الإصابة بالمرض

عادة ما تكون الإناث أكثر إصابة بهذا المرض من الذكور، وغالبا ما يكون عند من أعمارهم بين 25 و40 سنة، وتظهر بعض الحالات في عمر مبكر عند اليافعين والأطفال. ويكون هناك استعداد جيني للإصابة بالمرض عندما تلعب بعض العوامل المختلفة دورا في تنشيط وتنبيه الحالة الكامنة، مثل أشعة الشمس، التدخين، الإنتان ببعض الفيروسات، حبوب منع الحمل، تناول بعض الأدوية.

ما أعراض الذئبة الحمامية؟

يتظاهر المرض بأعراض سريرية مختلفة قد تختلف من هجمة إلى أخرى، ومن مريض إلى آخر، وأهم هذه الأعراض قد تكون: التعب العام، حرارة ناكسة مجهولة السبب، ألم في المفاصل والعضلات، وأحيانا التهاب مفاصل متعدد، فقر دم متكرر، صداع حاد واضطرابات نفسية وعصبية أحيانا، إسقاطات أو ولادات مبكرة، جفاف الدمع وأحيانا يترافق مع جفاف اللعاب، إصابة بعض أعضاء الجسم كالرئة والكلية والكبد.

الأعراض الجلدية وأهمها

أما الأعراض الجلدية، فقد تظهر كطفح أحمر على الوجه بشكل جناحي الفراشة، تساقط شديد لشعر الرأس، تغير في لون أصابع اليدين عند التعرض للبرودة، نزيف تحت الجلد (تسمى فرفوريات)، أو تقرح داخل الشفة.

كيف يُشخَّص مرض الذئبة الحمامية؟

يشك بالمرض عند وجود عرض أو أكثر من التظاهرات المذكورة سابقا، وخاصة إذا لم يوجد سبب آخر يعلل هذه الأعراض. كما تُجرى تحاليل مخبرية كتحاليل الالتهاب العامة ووظائف الأعضاء المختلفة، إضافة إلى تحاليل خاصة لتحري الأجسام المضادة لنواة الخلية. أيضا يُطلب تصوير بالأمواج فوق الصوتية للكلية أو القلب وعمل مرنان لبعض الأعضاء الأخرى أحيانا.

هل الذئبة الحمامية نوع واحد؟

يوجد على الأقل أربعة أنواع من الذئبة الحمامية نذكر منها:

1 - الذئبة الحمامية الموضعية: وتتمثل في طفح جلدي وحيد فقط أو متعدد، وتظهر غالبا على الوجه أو فروة الرأس.

2 - الذئبة الحمامية الجهازية: تشاهد معها أعراض لإصابات متعددة في أجهزة الجسم، وتعتبر الأشد خطرا وتطورا.

3 - الذئبة الحمامية المحرضة دوائيا: تنتج عادة من استعمال بعض الأدوية المنبهة والمنشطة للذئبة الحمامية.

4 - الذئبة الحمامية عند الأطفال وحديثي الولادة.

 

هل للذئبة الحمامية تأثير في الحمل والإخصاب؟

قد تلاحظ الإصابة بالذئبة الحمامية عند حدوث إسقاطات الحمل المتكررة أو فشل متعدد بالتلقيح الصناعي، كما أن عدم السيطرة على مرض الذئبة الحمامية قد يؤدي إلى ولادات مبكرة أو اختلاطات أثناء فترة الحمل.

ويعد الحمل لدى مرضى الذئبة الحمامية عالي الخطورة، كما أن المولود بحاجة إلى عناية خاصة وتحري الأجسام المضادة للنواة عند الولادة.

كيف يعالج مرض الذئبة الحمامية؟

يجب التبكير في العلاج لحظة تشخيص المرض، ويشمل:

 نصائح عامة، ومنها الإقلال من التعرض للشمس، وتجنب الضغط النفسي، الإقلال أو إيقاف التدخين، وعدم تناول الأدوية المتهمة بإحداث ذئبة حمامية دوائيا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فيشمل مضادات الالتهابات اللاقشرية، الكورتيزون، مثبطات معدلات المناعة، تنقية البلازما وأخيرا المعالجة البيولوجية الحديثة.

كيف يتطور مرض الذئبة الحمامية؟

يتطور الشكل الجهازي من المرض في حال غياب العلاج المبكر والمناسب بهجمات غير دورية مختلفة الأعراض مع احتمال إصابة أعضاء مهمة، وخاصة الكلية والجملة العصبية. أما الشكل الموضعي، فقد يبقى موضعيا وأحيانا، قد ينقلب إلى شكل جهازي.

لذلك يعتبر التشخيص المبكر والبدء بالعلاج المناسب أفضل وسيلة لضبط مرض الذئبة الحمامية، ومنع حدوث اختلاطاته.

 

 

تقدم عيادات مستشفى الإمارات فرع المارينا لقارئات مجلة وموقع "هي" استشارة مجانية عبر استخدام كود Hiareader أو قارئات "هي".