فوائد رياضة الماراثون لكبار السن

تترافق الشيخوخة مع العديد من التغيرات الجسدية، ومنها زيادة تصلب الشرايين، وهو ما يزيد بدوره من خطر الأمراض القلبية الوعائية حتى عند الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة نسبياً. ومن المعروف مسبقاً بأن ممارسة الرياضة تُقلل من خطر تصلب الشرايين وما يصاحبه من أمراض، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن للتدريب على ممارسة رياضة مُجهدة مثل الماراثون خلال فترة قصيرة نسباً ودون خبرة سابقة بهذا النوع من الرياضات، أن يؤتي نفس الثمار الإيجابية التي تؤتيها الممارسة المديدة للرياضة، أم أنه سيؤثر بشكل عكسي في صحة الشخص؟

للإجابة عن هذا التساؤل، قام باحثون من معهد العلوم القلبية الوعائية بجامعة كوليج لندن البريطانية بإجراء دراسة نشرت في مجلة الكلية الأمريكية لطب القلب والأوعية الدموية تهدف إلى تحديد ما إذا كانت ممارسة الماراثون لأول مرة قد تساعد على عكس آثار تصلب الشرايين المرتبطة بالتقدم في العمر.

تفاصيل الدراسة:

اشتملت الدراسة على 138 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة، ويبلغ متوسط أعمارهم 37 عاماً، نصفهم من الرجال ونصفهم من النساء. لم يكن أي من المشاركين في الدراسة يعاني من تاريخ سابق للإصابة بمرض قلبي وعائي، كما لم يمارس المشاركون الجري سابقاً لأكثر من ساعتين أسبوعياً.

قام الباحثون بفحص المشاركين قبل البدء بالتدريب والمشاركة في سباق الماراثون بعدة أشهر، ومرة أخرى بعد الانتهاء من السباق في غضون أسبوعين. اشتملت تلك الفحوصات على قياس ضغط الدم، وقياس درجة تصلب الشرايين عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي.

نتيجة الدراسة:

وجد الباحثون بأن المشاركين الذين أكملوا البرنامج التدريبي وتمكنوا من اجتياز مسافة الماراثون قد تمكنوا من عكس تأثيرات تصلب الشرايين وتراجع لديهم ضغط الدم كما لو كانوا أصغر بأربع سنوات.

وبحسب الباحثين، فإن نتائج هذه الدراسة توضح أنه من الممكن عكس تأثيرات التقدم في العمر عن طريق ممارسة الرياضة المكثفة لمدة 6 أشهر فقط. إلا أنه من الضروري إجراء المزيد من الدراسات حول أنواع أخرى من الرياضة، وعند فئات متنوعة من الأشخاص، وذلك لفهم تلك التأثيرات بطريقة أفضل.