ما يجب أن نعرفه عن حمية خالية من الغلوتين

قبل الحديث عن حمية خالية من الغلوتين، دعونا نتعرف أكثر الى الغلوتين.
 
الغلوتين هو نوعٌ من البروتين يصعب وجوده في اللحوم أو البيض، لكن يمكن العثور عليه في القمح والشعير والجاودار. واتباع حمية خالية من الغلوتين يعني الإبتعاد كلياً عن هذه الحبوب. تفيد هذه الحمية الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين أو مرض الإلتهابات الهضمية، وهي حالةٌ تسبَب ضرراً للإمعاء عند تناول الغلوتين.
 
إشارات حمراء للغلوتين
يجب على من يتبع حمية من الغلوتين التنبه جيداً لقراءة المحتويات عند الشراء، بعض الإشارات الحمراء لوجود الغلوتين تكون واضحةً على العلب مثل القمح والغلوتين الأبيض والشعير والجاودار. لكن بعض الأطعمة لديها "غلوتين مخفي" وهنا يجب التنبه إلى وجود الشعير المخمَر (وهو مصنوعٌ من الشعير) والبروتين النباتي المتحلَل (الذي يحتوي غالباً على القمح). وفي حين أن الشوفان الأبيض لا يحوي الغلوتين، لكنه يزيد من أعراض إستهلاك الغلوتين مثل الآم البطن والإنتفاخ والإسهال.
 
وداعاً للخبز... في الغالب
ربما تكون الخطوة الأصعب عند اتباع حمية خالية من الغلوتين هي الإستغناء كلياً عن الخبز، بما يشمل من الخبز الأبيض والجاودار والكعك والكرواسان والكعكات، وحتى البيتزا. لكن لا تقلقوا! فهناك بالتأكيد بدائل متوافرة.
 
معظم متاجر الأطعمة الصحية ومحلات السوبر ماركت تعرض الآن مجموعةً من المنتجات الخالية من الغلوتين، بما في ذلك منتجات الخبز. وهي غالباً ما تكون مصنوعةً من الأرز أو دقيق البطاطس بدلاً من القمح. كل ما عليكم فعله قراءة المحتويات جيداً للتبَث من أنها "خالية 100% من الغلوتين".
 
الغلوتين في حبوب الإفطار
تحتوي حبوب الإفطار على محتويات الغلوتين، ظاهرةً كانت أم مخفية، وهي سببٌ أخر لانتكاسات صحية لمتبَعي حمية خالية من الغلوتين، لذا يُنصح بقراءة محتويات العلبة جيداً للبحث عن أي منتجات غلوتين تمَ استخدامها في هذه الحبوب.
 
في المقابل، هناك بدائل لحبوب الإفطار تكون مصنوعةً من الذرة والأرز، لكن يبقى من المهم دوماً قراءة المحتويات إذ أن بعضها قد يحوي الشعير أيضاً. 
 
الباستا
هذا صحيح، فمعظم أنواع الباستا الموجودة في الأسواق مصنوعةً من القمح، لذا من الأفضل تجنب السباغيتي والمعكرونة والباستا عند اتباع حمية خالية من الغلوتين. ولتكن البدائل من البطاطا والأرز، وإن حتى بكميات زائدة قليلاً. وفي حال رغبتم بتناول المعكرونة لدرجة كبيرة، إبحثوا في السوبر ماركت أو محلات الأطعمة الصحية فقد تجدون معكرونة خالية من الغلوتين.
 
أين نجد الغلوتين أيضاً؟ نعم، في البسكويت (يمكن استبداله بكعك الأرز أو رقائق الذرة)، الأطعمة المغطاة بالخبز (مثل ناغتس الدجاج أو فيلية الدجاج أو السمك) واستبدالها باللحوم الخالية من الدهون وغير المغطاة بالخبز. ولا ننسى بالطبع منتجات النقانق واللحوم الباردة المصنَعة، التي تحوي إضافات فيها غلوتين.
 
ولا نغفل عن معظم أنواع الكيك التقليدي والفطائر التي يدخل القمح في صنعها، فإن كنتم ترغبون بتحلية خفيفة وغير ضارة، إبحثوا عن مخابز تحضَر كعكات أو فطائر ببدائل من الغلوتين. أو يمكنكم تدليل أنفسكم بحلويات أخرى مثل المارشميلو والسكاكر الخالية من الغلوتين.
 
هل الحمية الخالية من الغلوتين مضجرة؟
على العكس، بالرغم من الإمتناع عن معظم الأطعمة المصنوعة من القمح ومشتقاته، ما زال بإمانكم التمتع ببدائل أخرى ولذيذة أيضاً. فبالإضافة إلى البطاطس والأرز المذكورة آنفاً، يمكنكم أيضاً تناول البيض والسمك واللحوم الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان. لكن يبقى التحذير عند استخدام الخضروات والفواكه المعلبَة، إذ لا بد من التحقق من المواد المضافة التي قد تحتوي على الغلوتين. والشيء نفسه ينطبق على أصناف جبن التغميس والزبادي المنكَه.
 
حتى إن كنتم تتناولون الطعام خارجاً، لا تستحوا من إعلام مضيفكم أو العاملين في المطعم عن متطلباتكم الغذائية وهم بالتأكيد سيستجيبون لكم.
 
بالنسبة لمعظم الناس الذين يعانون من الإضطرابات الهضمية، فإن تناول الغلوتين ولو بنسب صغيرة جداً قد يسبَب لهم أعراضاً كثيرة، مثل الإنتفاخ والغازات واضطراب حركة الإمعاء وفقدان الوزن والتعب والضعف. لذا فإن اتباع حمية خالية من الغلوتين قد يكون الحل الأمثل لهم، على أن يستشيروا طبيبهم أو خبير التغذية قبل الإقدام على تغييرات غذائية جذرية.
 
إن اتباع حمية خالية من الغلوتين ليس بالأمر السهل، والأفراد الذين يستفيدون منها عليهم الإلتزام بها مدى الحياة. وقد يبدو من الصعب التخلي عن بعض المنتجات اللذيذة مثل الخبز والباستا، لكن مع تزايد وجود البدائل لهذه الأطعمة أو المكونات المستخدمة في تصنيعها، لن يشعر متبَعو هذه الحمية بالحرمان المطلق.