ماذا تنتظر مريضة سرطان الثدي ممن حولها؟!

نساء تعاني من سرطان الثدي وتحاربن من أجل البقاء والتغلب على هذا المرض القاسي، ينتصرن على الذات تارة وتارة أخرى يُهزمن، نجد الكثير منهن متفائلات يقاومن المرض بكل قوة، ولكن هناك أخريات ضعيفات يستسلمن له.
 
تشتكي أغلب تلك السيدات من سوء تعامل الآخرين وحتى من أفعال أو أقوال أو حتى نظرات، فقد ذكرت لنا إحدى المريضات أنها تخشى لقاء الناس وخاصة السيدات بسبب ما تسمع من تعليقات منهن تجرحها في ما يتعلق بالأمومة والرضاعة، وتعليقات أخرى حول جاذبيتها كأنثى خاصة أنها قامت بعملية استئصال للثدي للنجاة من المرض، وكيف كان تقبل زوجها لهذا الأمر.
 
ومريضة أخرى تعاني ممن حولها عندما يسألونها عن حياتها ومستقبلها بسؤالهم "في حال بقيتي على قيد الحياة" هذه الكلمات تشعرها أن موتها قريب لا محاله. وكذلك نظرات الحزن التي تراها في أعينهم توصل لها فكرة أنها مريضة عاجزة وتحتاج إلى من فرط في الرعاية والاهتمام.
 
وأخرى تحدثت لـ"هي" عن التهامس الذي تسمع أطرافه ممن حولها، الذين يتحدثون عن فقدانها للشعر وأن ذلك الشعر المستعار لا يليق بها، وكذلك تلك الأحاديث التي تقارن بين جمال وجهها في السابق وبعد المرض.
 
كل هؤلاء السيدات كيف يواجهن المجتمع، وكيف يتقبلن عبارات السخرية المقصودة وغير المقصودة من حولهن؟!
 
تقول الاخصائية النفسية سهى سامح أن مريضة السرطان تشعر بالمقام الأول أنها ستفقد ما كان يميزها كأنثى وأم.
 
تعرف جيدا أن في عملية استئصال الثدي أحد الحلول للنجاة، ورغم ذلك قد تشعر أنها أصبحت عديمة الفائدة لعائلتها، وأنها أصبحت تحتاج رعاية منهم بعدما كان العكس إن لم تكن قد شعرت بقرب أجلها وانتهاء حياتها بمرض السرطان.
 
كيف نتعامل معها؟!
 
في البداية يجب أن 
-نعلم أن مريضة سرطان الثدي حساسة جداً لأي كلمة أو نظرة أو تشبيه، وأنها دائماً تراقب كل من حولها بشكل عفوي حتى تقيم وضعها ومكانتها بينهم.
 
-فلا نطيل النظر إلى امرأة بدا عليها تأثير المرض، ونبتعد عن التهامس حولها، أو سؤالها عن التفاصيل و عدم ذكر الموت على مسامعها. ولا نتباهى بأي شيء أمامها.
 
-وعلى الأهل أولا عدم الافراط في الرعاية أو الاهتمام وسحب المهام المنزلية منها.
 
-وكذلك ينبغي إبعادها عن المناسبات والاجتماعات الكبيرة التي قد تقابل فيها من لا يعلم بحالتها فيبدأ بالسؤال عن سبب التغير المفاجئ في الشكل والجسم. وذلك خاصة في فترات العلاج الأولى لجلسات الكيماوي الذي يفقدها شعر الرأس ويترك أتر التعب والإرهاق على وجهها وجسدها، وكذلك في المراحل الأولى بعد عملية استئصال الثدي، واستبدال تلك الأمور بزيارات للأقارب الذين ستجد منهم الدعم. أو بنشاطات مع العائلة والأولاد خارج المنزل.
 
-ومن ثم تهيئتها نفسياً بشكل قوي لمواجهة المجتمع وما قد يقابلها من انتقاد وعبارات سخرية وكلمات ونظرات حزن وشفقة.
 
-كما ينبغي اقناعها بأن إخفاء إصابتها بالمرض عن الجميع ليس حلاً جيداً بل بالعكس سوف تنشغل كثيراً بذلك وتبدأ بالسؤال من أخبر "فلانة" وكيف وصل الخبر لـ"فلان"، وأن الاعتراف بالمرض يخلق راحة نفسية داخلية مفيدة في مواجهة المرض.