خاص لـ “هي": د. عبدالله الراشد يروي فلسفة فن التجميل الهادئ

خاص لـ “هي": د. عبدالله الراشد يروي فلسفة فن التجميل الهادئ

عائشة شربيني
2 نوفمبر 2025

في عالم يتسابق فيه كثيرون نحو التغيير، يختار الدكتور السعودي عبدالله الراشد طريقًا يقوم على الهدوء، التوازن، والعودة إلى الأصل.

تخرج من كلية الطب بجامعة الملك سعود، ثم حمل شغفه إلى فرنسا ليستكمل دراساته العليا ويحصل على البورد الفرنسي والأوروبي في تخصص الجلدية والتجميل. هناك، اكتشف ما يسميه بـ"التجميل الهادئ" فلسفة لا تقوم على إخفاء الملامح أو تغييرها، بل على إبراز ما هو أصيل فيها.

في هذا اللقاء، نتحدث مع الدكتور عبدالله الراشد، الذي شاركنا رؤيته حول فن التجميل الهادئ، وكيف تحول هذا المفهوم من مجرد توجه جمالي إلى منهج متكامل يوازن بين العلم والإحساس، وبين الخبرة الطبية والذوق الجمالي.

تطرقنا معه إلى تحول فلسفة التجميل في السنوات الأخيرة، ودور الطبيب في الحفاظ على ملامح الفرد الطبيعية، إضافةً إلى أبرز التقنيات الحديثة في شدّ الجلد والعناية بالبشرة، والعلاقة بين الوعي الجمالي والنتائج الواقعية.

بين العلم والجمال: قراءة واعية للتقنيات الحديثة

الدكتور عبدالله الراشد
الدكتور عبدالله الراشد

يرى الدكتور الراشد أن مجال التجميل من أكثر المجالات الطبية سرعة في التطور أجهزة جديدة، حقن متجددة، وخطط علاجية تتبدل باستمرار. لكن السر، كما يقول، ليس في ملاحقة كل جديد، بل في فهمه علميًا وتقييمه بموضوعية. حيث يوضح: "من المهم أن يكون الطبيب مطّلعًا على كل التقنيات، حتى لو لم يتبنَّها جميعًا. المعرفة تمنحك القدرة على الإجابة بثقة، وتمنح المراجع الأمان."

وبينما يتحدث عن تقنيات شدّ الجلد، يوضح الدكتور عبدالله الراشد أن التمييز بين ما يمكن إصلاحه بالجهاز أو الإبرة وما يحتاج إلى جراحة هو أساس القرار التجميلي الصحيح، قائلاً: "الأجهزة والحقن لا تُغني عن الجراحة في بعض الحالات، لكنها قادرة على تأخيرها وتحسين مظهر البشرة في المراحل الأولى من الترهل."

ثم يضيف موضحًا: "تختلف الأجهزة في آليتها وعمق تأثيرها. فمثلًا، جهاز الالثيرا يعتمد على الموجات فوق الصوتية ويُعدّ مناسبًا لحالات الترهل البسيط إلى المتوسط، بينما يُعدّ الأتيفا والاندورفيت خيارين فعّالين في حالات الترهل المتوسط، فالأول يعتمد على الموجات الترددية والحرارة، والثاني على الليزر."

أما عن الشدّ باستخدام الحقن، فيشير إلى أن الخيارات تشمل محفزات الكولاجين والفيلر، موضحًا: "الفيلر لا يُستخدم فقط لزيادة الامتلاء، بل أحيانًا لتقليل الامتلاء أو لإبراز التحديد، لأن التوازن أهم من الامتلاء بحد ذاته."

حين يكون الهدف تأجيل الجراحة لا تجنّبها

يرى الدكتور عبدالله الراشد أن الإجراءات غير الجراحية ليست بديلًا عن العمليات، بل مرحلة ذكية من التخطيط التجميلي تهدف إلى تأخيرها. فبحسب رؤيته، لكل مرحلة من العمر احتياجاتها، ولكل بشرة لغتها الخاصة في الاستجابة للعلاج.

ويقول موضحًا: "الهدف ليس إلغاء الجراحة، بل تأجيلها حين يكون ذلك ممكنًا. فالكثير من المراجعين يلجؤون إلى الأجهزة أو الحقن لتأخير موعد العملية إلى مرحلة عمرية لاحقة، أو لتجنّب التخدير الكامل والندبات الجراحية التي قد تتركها العمليات."

ويضيف: "الاختيار الصحيح لأي إجراء تجميلي يجب أن يعتمد على الفحص الإكلينيكي الدقيق والتاريخ المرضي الكامل، لأن ما يناسب شخصًا قد لا يناسب آخر، حتى وإن أُجري عند الطبيب نفسه. الطب التجميلي ليس وصفة موحّدة، بل حوار بين الطبيب وملامح المراجع."

فلسفة الجمال الطبيعي

إجراء شد مائي بالفيلر لدى الدكتور عبدالله الراشد
إجراء شد مائي بالفيلر لدى الدكتور عبدالله الراشد

حين يتحدث الدكتور الراشد عن فلسفته في الجمال، تظهر بوضوح قناعته بأن الجمال الحقيقي لا يُصنع بالمبالغة أو الإخفاء، بل بالعناية والاتساق. يقول:"أميل إلى تحسين مظهر الجلد والحفاظ على صحته ونضارته. الجمال يبدأ من البشرة السليمة، من معالجة المشكلة قبل محاولة تغطيتها. لا يمكن الوصول إلى النضارة الحقيقية دون بشرة متوازنة وصحيّة."

ويتابع مؤكدًا: "النضارة ليست نتيجة حقنة واحدة، بل رحلة متكاملة من العناية المنتظمة. الالتزام بالتعليمات بعد الإجراء، واستكمال الجلسات المقرّرة، والاهتمام بالعناية المنزلية اليومية كلها تفاصيل تصنع الفارق وتُطيل عمر النتيجة."