من أودري هيبورن الى جيجي حديد ..كيف تطورت أشكال حواجب النساء مع الزمن؟

وكأننا ننظر إلى وجهين لعملة واحدة، صارت أشكال الحواجب المرغوبة أكثر مرونة، محتضنة لعبة جمالية مزدوجة القواعد، بحيث نريدها أن تكون سميكة ومصففة جيدًا، أو مبيّضة وشفافة وعمليًا غير مرئية!

الحواجب كانت بالنسبة إلى فريدا كاهلو سمتها الجمالية المميزة، ورمزًا لجمال ريتا هيوارث، ومصدر قوة لنظرات عيني أودري هيبورن اللوزيتين. وفي كواليس عروض الأزياء الحديثة، لم تعد الحواجب تلعب دورًا ثانويًا في عالم المكياج المعاصر، بل أصبحت بطلة حقيقية قادرة على خطف الأنظار عن العيون أو الشفاه.

ونحن لا نتحدث فقط عن الحواجب الكثيفة للغاية (أي التي لم تُنزع أي شعيرة منها) بل عن الضربات الغرافيكية الدقيقة بالاستعمال الماهر للملقط والقلم والمثبت، أو حتى عن العودة الضخمة للحواجب المبيضة مثل تلك التي أطلّت بها بيلا حديد على منصة "جيفنشي".

دون أن ننسى أن الحواجب المحددة بإتقان يمكن أن ترفع مظهر الوجه عبر رفع عظمة الخد؛ وهو ما تدركه جيدًا أناستازيا سواري التي جعلت الحواجب جوهر عملها.

resized_اشكال الحواجب تطورت مع الزمن - عارضة دار Lanvin
اشكال الحواجب تطورت مع الزمن - عارضة دار Lanvin

اللعبة الخفية

في البداية، كانت الخبيرة بات مكغراث قبل بضعة أعوام أول من تجرأ على حلق حواجب عارضات الأزياء بشكل كامل على منصّات "بالنسياغا" و"برادا". وبصرف النظر عن الصدمة التي تسببت بها حينها، لا تزال هذه الصيحة التي تهدف إلى إخفاء الحواجب مستمرة ومحبوبة لدى دور أزياء مثل "جيفنشي" و"لانفان" اللتين قدّمتا هذه الإطلالة في عروض أزيائهما الأخيرة. ومع ذلك، تفضّل النساء في يومنا جعلها غير مرئية باستخدام تركيبات التبييض المخصصة وبودرة الوجه وكريم الأساس، أكثر مما كان عليه الحال في الماضي؛ وهو ما يمنح عارضات الأزياء مثل جيجي حديد جاذبية تخلط بين الكائنات الفضائية وإليزابيث الأولى ملكة إنجلترا. وتكون النتيجة الأمثل عندما يشكّل الشعر المجرّد من لونه ظلًا ذهبيًا عند قاعدة الجبين، ويكون أفضل حتى على السمراوات.

 

resized_جيجي حديد اطلت بالحواجب المبيضة في عروض Givenchy
جيجي حديد اطلت بالحواجب المبيضة في عروض Givenchy

ملخّص تاريخ الحواجب

أجمل الحواجب في العصور القديمة هي بالتأكيد حاجبا نفرتيتي، التي لا نزال نتذكرها حتى اليوم من خلال تمثالها النصفي الشهير. كما أكد جمالها الفنان الهولندي باس أوتيرويك، الذي استخدم الذكاء الاصطناعي لإعادة بناء ملامح ملكة مصر الشهيرة. والنتيجة هي وجه جميل بمعايير تصبو إلى قمة معايير الجمال لهذه الأيام، فكانت حواجبها أنيقة ومحددة على غرار ما ترغب به النساء اليوم. وهذا ليس أمرًا مفاجئًا نظرًا إلى أن الكثير من أنماط المكياج في يومنا هذا تعود إلى الحضارة المصرية القديمة. في حين أن الحاجب الواحد كان لدى الحضارتين الإغريقية والرومانية علامة على الحكمة. وعلينا الانتظار حتى العصر الفيكتوري لنرى عودة مكياج الحواجب إلى الموضة، حتى لو كانت الحافظات الوحيدات وقتها لأسرار المكياج هن نساء الاستعراض.

1 رئيسية حواجب أودري هيبورن اتسمت بالكثافة
حواجب أودري هيبورن اتسمت بالكثافة

أتت الحرّية الأكبر مع الحواجب المنظفة بالملقط. حين اكتسبت نجمات الأفلام الصامتة شهرة حقيقية، أوجدت أقواس حواجبهن الواضحة الحدود صيحة جمالية بارزة تخطت حدود الشاشة الكبيرة وصولًا إلى عالم الموضة والجمالية السائدة على إطلالات النساء في ذلك العصر، اللواتي أردنا وقتها أن يشبهن غريتا غاربو وكلارا بو، وخصوصًا في حواجبهن. لاحقًا في الخمسينيات، فرضت أودري هيبورن في فيلم "عطلة رومانية"، قصة الشعر الصبيانية القصيرة طبعًا ورسم الحواجب المجنّحة المثالية التي قلّدتها نساء تلك الحقبة. على غرار هيبورن، مثّلت ماريلين مونرو وإليزابيث تيلور جماليات عصرهما، مع حواجب سميكة ولكن محددة للغاية. أما في الثمانينيات، فلاقى حاجبا مادونا السميكان والجريئان رواجًا كبيرًا، وفي العقد الأول من القرن الحالي، انتصر الملقط وصارت الحواجب رفيعة للغاية ومنتوفة بشكل مفرط.

حواجب ناعمة من عروض دار Ujoh
حواجب ناعمة من عروض دار Ujoh

الحاجب المثالي

بالعودة إلى يومنا هذا، وبعيدًا عن صيحات عروض الأزياء المجنونة، يجب أن تعكس الحواجب دراسة الوجه وتناغم ملامحه. يُطلق على فن العناية بالحواجب اسم "تخطيط الحواجب" (mapping) ويجب أن يسمح لك بالحصول على القوس المثالي لوجهك. تخطيط الحواجب هو تقنية لقياس الحاجب تدرس نسب الوجه بهدف تحديد طول قوس الحاجب وميله. اشتهر بفضل خبيرة الحواجب العبقرية أناستازيا سواري التي عملت في بيفرلي هيلز وفكّرت في ما يعرف باسم "النسبة الذهبية" المستعملة كثيرًا في الفن لإنشاء التناسب الصحيح والمتناغم بين الأشكال.

resized_حواجب مرسومة بأناقة من عروض دار Kronthaler Westwood
حواجب مرسومة بأناقة من عروض دار Kronthaler Westwood

باستخدام القلم، يتم رسم النقاط المرجعية عبر اتباع الخطوط مع مراعاة الأنف والعينين ووصلة الحاجبين وزواياهما. وأبسط طريقة هي استخدام قلم يوضع على جانب واحد من الأنف، بحيث يرسم حدود بداية الحاجبين. في هذه المرحلة، يُحرَك نفس القلم على طول القوس وإلى الخارج لتحديد أعلى نقطة للوصول إليها. ثم تستمر حركته للأسفل إلى النقطة التي يجب أن ينتهي عندها الحاجب. بمجرد الحصول على هذه الخريطة المرجعية، يمكن الانتقال إلى مرحلة إزالة الشعر، التي تتنوع بين استخدام الخيط العربي إلى الملقط، مرورًا باستخدام الشمع الذي لا يوصى به للبشرة المتقدمة في السن أو الرقيقة أو الحساسة.