رحلة عبر الزمن إلى عالم الحمام التركي والمغربي للعناية بالبشرة وأيهما أفضل
من قصور الباشوات العثمانيين الفخمة حيث يتهادى بخار المسك والعنبر، إلى أزقة مراكش القديمة المعطرة بأريج الزعتر وزيت الأرغان. هنا حيث لا يكتفي الماء والنظافة بأن يكونا روتينًا يوميًا، بل يصيران فنً راقيًا، طقسًا مقدسًا، وعلاجًا شافيًا عمره مئات السنين.
تأتي البشرة في عصرنا الحالي الذي تطغى فيه المستحضرات الكيميائية والمعالجات الاصطناعية، لتتمرد وتطلب العودة إلى أصولها الجمالية بمكونات طبيعية مستوحاة من تراث عمره 1400 سنة.
وبما أن جمالنا الطبيعي سيظل يحمل أسرارًا تاريخية؛ مرتبطة بقصص حكاها التاريخ على جدران الحمامات القديمة سواءً "أسرار سلطانات عثمانيات كن يستخدمن الحمام التركي للاستعداد ليالي الحريم، طقوس عرائس مغربيات يتهيأن لأعراس تستمر سبعة أيام، وحكمة أجداد اختبروها عبر قرون لتحويل العناية بالبشرة من ضرورة إلى متعة".

لذا، دعينا نأخذكِ في رحلة حقيقية عبر الزمن، حيث كل فقاعة بخار تحمل قصة، كل حركة تدليك تحمل حكمة، وكل عطر يذكركِ أن جمالكِ يستحق أكثر من روتين... يستحق تراثًا
من هذا المنطلق، استعدّي عبر موقع "هي" لاكتشاف نسختكِ الجديدة التي تعرف كيف تعتني بجمالها كما فعلت الملكات والسلطانات عبر العصور، بناءً على توصيات خبيرة العناية بالجسم خديجة صابر من القاهرة. فهل أنتِ مستعدة لمعرفة أي من هذين العالمين الساحرين "الحمام التركي والمغربي" يناسب سرّ جمالكِ الفريد؟ فلنبدأ الرحلة...
تراث لن يندثر.. نبذة تاريخية عن الحمام التركي والمغربي للعناية بالبشرة

ووفقًا لخبيرة العناية بالجسم خديجة، كلا التقليدين يمثلان حكمة قديمة في العناية بالجسد والروح. ورغم أنها تطورت عبر القرون إلا إنها حافظت على جوهرها. من الحمامات العثمانية الفاخرة إلى حمامات الأحياء الشعبية في المغرب، بقيت هذه التقاليد شاهدًاعلى أهمية النظافة والجمال في الحضارتين. ولمزيد من التوضيح إليكِ التالي:
الحمام التركي.. تاريخ يمتد لآلاف السنين
الأصول القديمة:
- تطور من الحمامات الرومانية (ثيرماي) والبيزنطية التي كانت مراكز اجتماعية ورياضية.
- ازدهر في القرن السابع الميلادي مع انتشار الإسلام واهتمامه بالنظافة.
- لم يكن مجرد مكان للاغتسال بل مركزًا للحياة الاجتماعية والسياسية.
التطور التاريخي:
- العصر العباسي (القرن 8-13 م) تطور نظام الحمامات في بغداد ودمشق، ليُصبح جزءًا من النظام المعماري الإسلامي.
- العصر العثماني (القرن 14-20 م) وصل إلى ذروته في إسطنبول حيث كان هناك 237 حمامًا في القرن 17، ليُصبح في أيام منفصلة مؤسسة اجتماعية للرجال والنساء، وأيضًا مكانا للاحتفالات (ما قبل الزواج، الولادة، الأعياد).
العمارة المميزة:
- القبة المثقوبة للسماح بدخول الضوء
- أقسام ثلاثية "البرد (مدخل)، الدافئ (للتدليك)، الحار (للتبخير)".
- زخارف رخامية وفيسفساء
الحمام المغربي.. تراث أمازيغي أصيل

الأصول الأمازيغية:
- يعود للمجتمعات الأمازيغية في شمال أفريقيا قبل الإسلام.
- جمع بين التقاليد الأمازيغية والعربية والإفريقية.
- يُعتبر طقس شعبي "جزء من الهوية الثقافية المغربية".
المسار التاريخي.. ما قبل الإسلام:
- استخدم الأمازيغ الطين (الغاسول) للتنظيف.
- طقوس تقشير باستخدام الأحجار البركانية.
بعد الفتح الإسلامي (القرن 7 م):
- دمج التقنيات العربية في النظافة
- تأثر بالحمامات العربية لكن مع حفاظ على الخصوصية المغربية
العصر المريني والعلوي (القرن 13-19 م):
- انتشار الحمامات في المدن الكبرى (فاس، مراكش، مكناس).
- تطوير منتجات محلية مثل "الصابون البلدي وزيت الأرغان".
الطقوس الاجتماعية:
- جزء من الاحتفالات (العيد، الزواج).
- مكان لتجمع النساء وتبادل الأخبار.
- طقوس ما قبل الزفاف (النقش الحناء، التدليك).
الجوانب الثقافية والاجتماعية لكلايهما
الحمام التركي في الثقافة التركية:
- مكان للقاءات الأعمال والتفاوض.
- جزء من طقوس الضيافة.
- ذكر في الأدب التركي والشعر.
- استخدم للعلاج الطبي التقليدي.
الحمام المغربي في الثقافة المغربية:
- طقس أسبوعي للعناية الشخصية.
- جزء أساسي من تحضيرات العروس.
- مكان لتبخر الحكايات والأسرار بين النساء.
- يرتبط بالطب التقليدي (التداوي بالأعشاب).
المنتجات التقليدية المستخدمة بهما عبر التاريخ

منتجات تركية:
- اللوفة التركية "مصنوعة من ألياف طبيعية".
- صابون الزيتون "من منطقة مرسين وأنطاليا".
- أكياس التدليك "من الحرير أو الكتان".
منتجات مغربية:
- الغاسول "طين غني بالمعادن من جبال الأطلس".
- الصابون البلدي "من زيت الزيتون والصودا".
- زيت الأرغان "من شجرة نادرة في جنوب المغرب".
- القفاز المغربي "من خامات طبيعية محلية".
التطور والانتشار لكلايهما عالميًا
الحمام التركي:
- القرن 18: انتشر في أوروبا عبر التجار والدبلوماسيين.
- القرن 19: أصبح موضة في المدن الأوروبية الكبرى.
- القرن 20-21: تحول إلى تجربة سياحية وسبا فاخرة عالميًا.
الحمام المغربي:
- الانتشار المحلي: بقى مرتبطًا بالمجتمعات المغربية.
- القرن 20: بدأ الانتشار عالميًا مع الهجرة المغربية.
- القرن 21: أصبح جزءًا من عروض السبا الفاخرة عالميًا.
التراث العالمي اليوم:
- اعترفت اليونكسو بالحمامات التركية والمغربية كجزء من التراث الثقافي غير المادي.
- تحول الحمام التركيإلى تجربة سياحية في فنادق 5 نجوم حول العالم.
- أصبح الحمام المغربيعلامة تجارية للعناية التجميلية الطبيعية.
- يمثلان كلاهما جسرًا بين التقاليد القديمة والرفاهية الحديثة.
الفرق بين الحمام التركي والمغربي للعناية بالبشرة وأيهما أفضل
أوضحت خبيرة العناية بالجسم خديجة، أن الفروقات بينهما هي كالتالي:

الحمام التركي:
هو تجربة استرخاء وتطهير في جو بخار دافئ مع "جلسة بخار لفتح المسام، تدليك تقليدي، تقشير خفيف بالقفاز، واستحمام بماء بارد ودافئ متبادل" للاستفادة من التالي:
- استرخاء العضلات والأعصاب.
- تخليص الجسم من السموم.
- تحسين صحة البشرة بشكل عام.
- تجديد النشاط والحيوية.
- مناسب للبشرة الجافة والحساسة.
- لا يحتوي على تقشير قاسي.
- ترطب الزيوت بعمق من دون تهيج.
- يرطب البخار البشرة من الداخل.
- علاج لطيف لا يسبب احتكاكًا زائدًا.
- يهدئ البشرة المتهيجة.
- يقلل التوتر الذي يؤثر على صحة البشرة.
- يحسن النوم مما ينعكس إيجابيًا على البشرة.
- ينشط الدورة الدموية.
- يعيد الحيوية والتوهج الطبيعي.
الحمام المغربي:
هو تقليد مغربي أصيل يركز على تقشير وتنظيف عميق للبشرة باستخدام "القفاز المغربي (كيسة) للتقشير، صابون بلدي غني بزيت الزيتون، وطين غاسول (طبيعي) لتنقية المسام"، وتحقيق الفوائد التالية:
- إزالة الخلايا الميتة بعمق.
- تنشيط الدورة الدموية.
- توحيد لون البشرة.
- علاج مشاكل جلدية مثل "السيلوليت".
- علاج البشرة الدهنية أو المعرضة لحب الشباب.
- ينظف التقشير العميق المسام المسدودة.
- يمتص الطين الزيوت الزائدة.
- يقلل من البثور والرؤوس السوداء.
- يزيل الخلايا الميتة المتراكمة بشكل فعّال.
- يعيد نعومة الملمس بشكل فوري.
- يحسن قدرة البشرة على امتصاص المرطبات.
- يوحد لون البشرة مع الاستخدام المنتظم.
- يحسن مظهر البقع الداكنة في الركب والأكواع.
- يُحسن الدورة الدموية تحت الجلد.
- يقلل من مظهر "قشر البرتقال".
الجدير بالذكر، أن الحمام المغربيقد يكون قاسيًا على البشرة الرقيقة، خطر التهيج إذا أسيء الاستخدام، بينما الحمام التركي قد لاى يوفر تنظيفًا عميقًا للمسام مثل "المغربي".
أيهما أفضل للبشرة؟
أكدت خبيرة العناية بالجسم خديجة، أن الأفضل يعتمد على احتياجات بشرة المرأة، ولا يوجد إجابة واحدة تناسب الجميع. أما بشكل عام فإليكِ التالي:
- الحمام المغربي أفضل بشكل واضح للبشرة الدهنية
- الحمام التركي أفضل وأكثر أمانًا للبشرة الجافة والحساسة.
- يمكن التناوب بينهما "حمام مغربي شهريًا للتقشير العميق، حمام تركي كل أسبوعين للترطيب والاسترخاء" للبشرة العادية أو المختلطة.
خطوات كاملة للحمام التركي والمغربي في المنزل

أشارت خبيرة العناية الجسم خديجة، إلى أن كلا النوعين مفيدان. لكن يفضل الحمام المغربي للعناية التجميلية المركزة للبشرة، بينما يعد الحمام التركي خيارًا أفضل للاسترخاء الشامل والعناية اللطيفة، ويمكن تطبيقهما في المنزل كالتالي:
خطوات الحمام المغربي منزليًا
الأدوات المطلوبة:
- منشفة قطنية.
- وعاء صغير للخلط.
- قفاز مغربي (كيسة) أو لوفة تقشير خشنة.
- صابون بلدي أو صابون أسود غني بزيت الزيتون.
- طين غاسول أو طين أخضر.
- زيت الأرغان أو زيت اللوز الحلو للترطيب.
خطوات التطبيق:
المرحلة الأولى.. التبخير وفتح المسام (15 دقيقة)
- اجلسي في حمام دافئ مع إغلاق الباب لخلق جو بخاري، أو استخدمي الدش الساخن لمدة 10-15 دقيقة.
- جففي جسمكِ قليلًا من دون فرك.
المرحلة الثانية.. التقشير (20 دقيقة)
- بلّلي القفاز المغربي بالماء الدافئ.
- ابدئي بتقشير قدميكِ واتجهي لأعلى (حركات دائرية).
- ركّزي على المناطق الخشنة (الركب، الأكواع، الكعبين).
- اشطفي جسمكِ بالماء الفاتر.
المرحلة الثالثة.. التطهير بالطين (15-20 دقيقة)
- اخلّطي الطين المغربي مع الماء حتى يصبح عجينة ناعمة.
- ضعّي الخليط على جسمكِ باستثناء الوجه والمناطق الحساسة.
- اتركيه 10-15 دقيقة حتى يجف جزئيًا.
- اشطفي بالماء الفاتر حتى يزول الطين تمامًا.
المرحلة الرابعة.. الترطيب (10 دقيقة)
- جفّفي جسمكِ برفق بمنشفة ناعمة.
- ضعي زيت الأرغان أو مرطب عميق على الجسم.
- ارتدي ملابس قطنية مريحة.
خطوات الحمام التركي في المنزل
الأدوات المطلوبة:

- منشفة قطنية كبيرة.
- قبعة استحمام (اختياري).
- لوفة طبيعية (كيسة لطيفة).
- سائل أو صابون التدليك التركي (أو زيت زيتون).
- زيت تدليك (زيت اللوز، الزيتون، أو جوز الهند).
خطوات التطبيق
المرحلة الأولى.. جلسة البخار (20-30 دقيقة)
- سخّني الحمام بفتح الماء الساخن حتى يصبح مليئاً بالبخار.
- اجلّسي على كرسي بلاستيكي في الحمام (لا تملئي البانيو).
- غطّي رأسك بمنشفة رطبة باردة للحماية من الحرارة الزائدة.
- استرخي وتنفسي بعمق لفتح المسام.
المرحلة الثانية.. التقشير اللطيف (15 دقيقة)
- استخدمي اللوفة الطبيعية مع سائل التدليك التركي.
- افركي جسمك بحركات دائرية لطيفة من الأطراف للقلب.
- ركزي على مناطق تجمع الخلايا الميتة.
- اشطفي بالماء الفاتر.
المرحلة الثالثة.. التدليك والاسترخاء (20 دقيقة)
- دلكّي جسمك بزيت التدليك باستخدام راحة اليد.
- ابدئي من القدمين وصعودًا باتجاه القلب.
- خصّصي وقتًا للأكتاف والرقبة (مناطق التوتر).
- استخدمي ضغطًا لطيفًا ومنتظمًا.
المرحلة الرابعة.. العلاج المتبادل بالماء (10 دقيقة)
- اشطفي بالماء الدافئ أولًا، ثم بالماء البارد لمدة 30 ثانية (إذا كنت تتحملينه).
- كّرري التبادل 2-3 مرات لتنشيط الدورة الدموية.
- جفّفي جسمكِ برفق.
المرحلة الخامسة.. الراحة والتجفيف (15 دقيقة)
- لفّي جسمك بمنشفة قطنية دافئة أو بدلة استحمام.
- استلقي في غرفة دافئة لمدة 15 دقيقة.
- اشربي كوبًا من الشاي العشبي أو الماء الدافئ.
- ضعي مرطبًا خفيفًا إذا لزم الأمر.
على الهامش.. نصائح مهمة للاستخدام كلايهما بأمان في المنزل

- تأكدي أن الماء ليس ساخنًا جدًا (اختبريه بيدك أولًا).
- لا تتجاوزي الوقت المحدد لكل مرحلة.
- لا تضغطي أثناء التقشير بقوة، خاصة على البشرة الحساسة.
- اختاري منتجات طبيعية وخالية من العطور للبشرة الحساسة.
- اختبري المنتجات على منطقة صغيرة أولًا.
- اشربي الماء قبل وبعد الجلسة لتعويض السوائل.
- استخدمي الحمام المغربي مرة كل 3-4 أسابيع للتقشير العميق.
- استخدمي الحمام التركي مرتين شهريًا للاسترخاء والعناية العامة.
- يمكنك الجمع بينهما "حمام مغربي مرة، وحمام تركي في المرة الأخرى".
- نظفي الحمام جيداً قبل البدء، جهّزي جميع الأدوات مسبقًا، وأغلقي الهاتف للاسترخاء الكامل.
- استشيري طبيب الجلدية قبل أي علاج إذا كنتِ "تُعانين من أمراض جلدية (إكزيما، صدفية، إلخ)، خضعت حديثًا لعلاجات تجميلية (ليزر، تقشير كيميائي)، أولديكِ بشرة شديدة الحساسية مع تاريخ من الحساسية
- تجنبي كلايهما إذا كنتِ حاملًا (خاصة الأشهر الأول)، مصابة بارتفاع ضغط الدم، لديكِ أمراض جلدية نشطة، أوتعانين من مشاكل في القلب".
وأخيرًا، يمكنكِ الاستمتاع بتجربة السبا في منزلكِ بكل أمان وراحة للعناية بجمالكِ وصحتكِ من خلال الجمع بين الحمام التركي والمغربي على خطى تراث لن يندثر.