الفنانة الإماراتية اريام صورة من انستغرامها

أسرار الجمال الطبيعي للبشرة والشعر من التراث الإماراتي

ندى الحاج
28 ديسمبر 2025

في عالم الجمال الحديث الذي يزخر بالمنتجات المبتكرة والمكوّنات الصناعية، تبرز قيمة التراث الإماراتي ككنزٍ طبيعي يجمع بين البساطة والفعالية. فقد اعتمدت المرأة الإماراتية منذ القدم على موارد البيئة الصحراوية والبحرية في إعداد وصفات عناية بالبشرة والشعر، تنسجم مع مناخ المنطقة وتحقق نتائج ملموسة عبر الأجيال. وفي ظل الاهتمام المتجدد بالمنتجات الطبيعية، باتت هذه الوصفات التراثية تُعاد صياغتها وتطبيقها بروح عصرية تلائم احتياجات المرأة المعاصرة دون أن تفقد جوهرها الثقافي. فإليك وصفات طبيعية للبشرة والشعر مستوحاة من التراث الإماراتي.

التراث الإماراتي مزيج من الفطرة والجمال

المرأة الإماراتية لم تُعامل الجمال كصيحة مؤقتة، بل كطقس يومي قائم على الطبيعة.فقد كانت مكونات مثل السدر، دهن العود، المسك الأبيض، زيوت السمسم والمحلب، وماء الورد تُستخدم بانتظام للعناية بالبشرة والشعر، ليس فقط لغرض المظهر، بل أيضاً لاعتبارات النظافة والصحة والترطيب في البيئة الصحراوية القاسية.

هذه المكونات الطبيعية تحمل معها خصائص فعّالة مثل الترطيب، التنقية، التفتيح، وتعطير الجسم، وهي عوامل جعلت من هذه الوصفات جزءاً من الهوية الثقافية.

وصفات تراثية متجدّدة للعناية بالبشرة

قناع السدر والورد لصفاء البشرة

أوراق السدر غنيّة بمركّبات السابونين والفلافونويدات، وهي عناصر معروفة بخصائصها المنقّية والمضادة للبكتيريا. هذه المركّبات تساعد على:

  • تنظيف المسام بعمق من الإفرازات الزائدة
  • تقليل تكاثر البكتيريا المسبّبة لظهور الحبوب
  • دعم توازن البشرة الدهنية والمختلطة

في التراث الإماراتي، لم يكن السدر مجرد نبتة عادية، بل عنصراً أساسياً في طقوس العناية بالبشرة، خاصة في البيئات الحارة. أوراق السدر معروفة بخصائصها المنقّية والمطهّرة، إذ تساعد على تنظيف المسام بعمق وإزالة الشوائب العالقة دون أن تخلّ بتوازن البشرة الطبيعي. أما ماء الورد، فقد شكّل دائماً اللمسة النهائية الفاخرة في هذا القناع، بقدرته على تهدئة الجلد، إنعاشه، ومنحه إشراقة فورية مصحوبة برائحة ناعمة تعكس الأناقة الشرقية. والنتيجة ليست فقط بشرة أكثر صفاءً، بل إحساس بالانتعاش والنقاء يستمر لساعات، وهو ما جعل هذا القناع حاضراً في الذاكرة الجمالية الإماراتية حتى اليوم.

أسرار الجمال الإماراتي
أسرار الجمال الإماراتي

ماسك المسك الأبيض وزيت السمسم لتنعيم وتفتيح البشرة

رغم أن استخدامه التجميلي تاريخياً كان عطرياً بالدرجة الأولى، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن المركّبات العطرية الطبيعية تساهم في:

  • تحسين الإحساس بالراحة النفسية، ما ينعكس إيجاباً على مظهر البشرة
  • تقليل الشعور بعدم الراحة أو الإجهاد الحسي أثناء طقوس العناية

يمثل هذا الماسك نموذجاً للجمال الذي يجمع بين العناية الحسية والفعالية الجلدية. فالمسك الأبيض، الذي ارتبط تاريخياً بالنظافة والرقي، لا يقتصر دوره على تعطير البشرة، بل يمنحها إحساساً بالنقاء والانتعاش، ويُستخدم بكميات دقيقة لترك أثر ناعم غير طاغٍ. في المقابل، يأتي زيت السمسم كعنصر مغذٍ غني بالأحماض الدهنية والفيتامينات، يساعد على ترميم الجلد الجاف، تعزيز مرونته، ومنحه ملمساً مخملياً طبيعياً. ومع الاستعمال المنتظم، يساهم هذا المزيج في توحيد لون البشرة وتحسين ملمسها، ليعكس فلسفة الجمال التراثي القائم على التغذية العميقة لا الحلول السطحية.

بخاخ ماء الورد ودهن العود لتعطير البشرة

يحتوي ماء الورد على مضادات أكسدة خفيفة ومركّبات مهدئة، تساهم في:

  • تهدئة الاحمرار والتهيّج
  • دعم ترطيب الطبقات السطحية للجلد
  • منح تأثير قابض خفيف يحسّن مظهر المسام

هذا التوازن بين التنقية والتهدئة هو ما يجعل القناع فعّالاً دون التسبب بجفاف، وهي فلسفة سبقت العلم الحديث في فهم احتياجات البشرة.

في المناخ الصحراوي، كانت المرأة الإماراتية تبحث عن عناية خفيفة تحافظ على رطوبة البشرة دون إثقالها، فجاء بخاخ ماء الورد كحلّ مثالي للترطيب والتهدئة، خاصة بعد التعرض للشمس والحرارة. ويُضاف إليه دهن العود بلمسة مدروسة ليمنح البشرة عبيراً شرقياً ثابتاً يعكس الفخامة والهوية. هذا الطقس لا يهدف فقط إلى تعطير الجلد، بل إلى خلق طبقة حماية حسية تشعر المرأة بالانتعاش والثقة طوال اليوم، دون الحاجة إلى مستحضرات ثقيلة أو صناعية.

بخاخ ماء الورد جاء كحلّ مثالي للترطيب والتهدئة، خاصة بعد التعرض للشمس والحرارة
بخاخ ماء الورد جاء كحلّ مثالي للترطيب والتهدئة، خاصة بعد التعرض للشمس والحرارة

روتين الشعر التراثي

حمام زيت المحلب والسمسم

لطالما ارتبط المحلب في الذاكرة الشعبية بتقوية الشعر وتعزيز صحته، إذ عُرف بقدرته على دعم فروة الرأس وتحفيز البصيلات، ما ينعكس على كثافة الشعر وحيويته. وعند مزجه بزيت السمسم، الغني بالعناصر المغذية، يتحوّل هذا الحمام الزيتي إلى طقس علاجي متكامل يغلّف الشعرة بطبقة حماية طبيعية، تقلّل من الجفاف والتقصّف الناتج عن الحرارة والعوامل البيئية. والنتيجة شعر يبدو أكثر لمعاناً، أقوى من الداخل، ومرناً عند التصفيف، تماماً كما كانت تسعى إليه النساء قديماً دون تعقيد.

حمام زيت المحلب والسمسم لشعر أكثر لمعاناً وأقوى من الداخل
حمام زيت المحلب والسمسم لشعر أكثر لمعاناً وأقوى من الداخل

خلطة السدر والورد لتنعيم الشعر وتثبيت رائحته

كما اعتُمد السدر للبشرة، كان له حضور خاص في روتين الشعر، حيث يساعد على ترطيبه وتقليل مظاهر التساقط المرتبطة بالجفاف أو ضعف الفروة. وعند دمجه بماء الورد، تتحوّل العناية بالشعر إلى تجربة حسية متكاملة، تجمع بين النعومة واللمعان والرائحة الراقية. هذه الخلطة لا تمنح الشعر مظهراً صحياً فقط، بل تترك فيه أثراً عطرياً خفيفاً يدوم، ما يجعلها مثالاً حياً على توازن الجمال التراثي بين الفعالية والمتعة.

معطّر شعر طبيعي بالعود والمسك الأبيض

في ثقافة الجمال الإماراتية، لم يكن تعطير الشعر خطوة ثانوية، بل جزءاً أساسياً من الأناقة اليومية. استخدام العود والمسك الأبيض يمنح الشعر عبيراً شرقياً راقياً يلتصق بالخصلات دون أن يثقلها أو يسبّب جفافها. هذا المعطر الطبيعي يساهم في تقليل الروائح غير المرغوبة، خاصة في الأجواء الحارة، ويضفي على الشعر حضوراً أنيقاً يلازم المرأة طوال اليوم. والنتيجة شعر ناعم، معطّر، يعكس هوية جمالية متجذّرة في التراث ومتناغمة مع الذوق المعاصر.

معطّر شعر طبيعي بالعود والمسك الأبيض يضفي على الشعر حضوراً أنيقاً يلازم المرأة طوال اليوم
معطّر شعر طبيعي بالعود والمسك الأبيض يضفي على الشعر حضوراً أنيقاً يلازم المرأة طوال اليوم

الفلسفة وراء الوصفات

ما يجعل هذه الوصفات مميزة ليس فقط نتائجها الجمالية بل الحكمة المتوارثة خلفها:

  • تعتمد على مكوّنات متوفّرة في البيئة المحلية وتحافظ على سلامة البشرة والشعر بدون مواد كيميائية ضارة.
  • تمثل جسراً بين الهوية الثقافية والتطبيقات المعاصرة للعناية الذاتية.
  • هذه الخلطات تعكس الوئام بين الجسم والطبيعة، وتستمد تأثيرها من خصائص المواد الخام غير المصنعة.

اختبري هذه الوصفات على جزء صغير من الجلد أولاً لتجنّب الحساسية.