بين التجميل والتشويه... الدكتورة لمى قسطنين تكشف لـ"هي" أسرار الحقن التجميلية الآمنة
في زمنٍ تتسارع فيه صيحات التجميل وتزداد فيه الإعلانات المغرية عن "نتائج فورية بأسعار منخفضة"، باتت المرأة أكثر عرضة للمخاطرة بجمالها وصحة بشرتها. فبين الرغبة في التغيير السريع والبحث عن الكمال، قد تقع الكثيرات في فخ التجارب العشوائية والمواد غير المرخّصة.
تؤكد الدكتورة لمى قسطنين، أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل، في حديثها الخاص لموقع "هي"، أن الفارق بين الجمال والتشويه قد يكون مجرد إبرة واحدة تُحقن في المكان الخطأ أو بمواد مغشوشة. وتشير إلى أن الوصول إلى الخبرة والكفاءة في هذا المجال لا يأتي بين ليلة وضحاها، بل يتطلّب ما لا يقل عن 12 سنة من الدراسة والتدريب والخبرة العملية.
وتضيف أن بين التجميل والتشويه شعرة، والتمييز بينهما يحتاج إلى علمٍ ومهارةٍ لا تُكتسب في دورات قصيرة ولا في صالونات التجميل، بل في الجامعات والمراكز الطبية المتخصصة.
ومن هذا المنطلق، تشدد الدكتورة لمى على أن الطب التجميلي مسؤولية علمية قبل أن يكون موضة جمالية، لأن الجمال الحقيقي لا يُقاس بسرعة النتيجة، بل بأمانها واستدامتها.فتعرفي معنا في "هي"، على الأخطاء التي تدمر جمال وجهك والنصائح الخاصة من الدكتورة لمى.

مراكز طبية مرخّصة
تشدد الدكتورة لمى قسطنين على أهمية اختيار مراكز طبية مرخّصة تخضع لرقابة وزارة الصحة، وليس الاكتفاء بوعود الأسعار الرخيصة أو الدعاية الجذابة في صالونات التجميل. فوجود فريق طبي مختص وتجهيزات معقمة وخاضعة للمعايير الصحية هو ما يضمن سلامة الإجراء ويقلل بشكل كبير من خطر العدوى والمضاسعفات. فاختيار المكان الصحيح هو الخطوة الأولى لحماية جمال الوجه وصحة البشرة.
جودة المواد ونظافة المكان... خط الدفاع الأول عن بشرتك
تلفت الدكتورة لمى إلى أن أولى الخطوات الأساسية قبل أي إجراء تجميلي تكمن في التأكد من جودة المواد المحقونة، سواء كانت بوتوكس أو فيلر أو غيرها من الإبر التجميلية. كما تؤكد على أهمية نظافة المكان وتعقيم الأدوات المستخدمة أثناء الحقن، لأن أي إهمال في هذه الجوانب يمكن أن يؤدي إلى مشاكل جلدية خطيرة.وتشرح: "من بين أبرز المخاطر التي قد تنتج عن غياب التعقيم وجودة المواد هي الإصابة ببكتيريا قد تسبب التهابات جلدية جرثومية في منطقة الحقن، تظهر على شكل حبوب أو دمامل، وقد تتطور إلى تقرحات أو تورم واحمرار وألم وتكدم في الجلد."

الطبيب المختص وحده القادر على السيطرة على المضاعفات
تشدد الدكتورة لمى على أن الحقن يجب أن يتم على يد طبيب مختص، لأن التعامل مع المضاعفات الناتجة عن هذه الإجراءات يتطلب معرفة طبية دقيقة.فالطبيب وحده هو الشخص المؤهل للتعامل مع أي طارئ بطريقة صحيحة. وعندما يقوم غير المختصين بهذه الإبر، تكون المضاعفات أخطر وأصعب علاجاً.
البوتوكس والفيلر المغشوشان... نتائج كارثية على المدى الطويل
تحذر الدكتورة قسطنين من استخدام الإبر المغشوشة المنتشرة في بعض الصالونات، قائلة: "إبرة البوتوكس المغشوشة قد تؤدي إلى حساسية شديدة وتورم واضح في الوجه، خاصة في منطقة الأجفان، وقد تستمر هذه الحالة لما يقارب ثلاثة أسابيع قبل أن تزول. أما إبر الفيلر المغشوشة فقد تسبب تورماً واحمراراً وسخونة في الجلد نتيجة التهاب جرثومي، قد يتطور إلى تقرحات وقيح وندبات وتشوهات يصعب علاجها، وفي بعض الحالات لا يعود الجلد إلى حالته الطبيعية أبداً."

وراء الأسعار المنخفضة... مخاطر خفية
تلفت الدكتورة لمى إلى ظاهرة شائعة في السنوات الأخيرة، وهي استدراج السيدات إلى صالونات ومراكز تجميل تجارية بحجة أن الأسعار هناك أقل بكثير من تلك التي يفرضها الأطباء. وتوضح أن ما لا تدركه الكثير من السيدات هو أن الإبر المستخدمة من قبل الأطباء هي إبر مرخصة من وزارة الصحة، وبالتالي فإن كلفتها تكون أعلى. أما تلك التي تُستخدم في الصالونات فقد تكون مجهولة المصدر، ما يجعلها تشكل خطراً حقيقياً على صحة البشرة.

الحقن مسؤولية علمية وليست موضة
وفي ختام حديثها، تشدد الدكتورة لمى على أن حقن الإبر التجميلية ليس بالأمر السهل كما تعتقد البعض، بل هي علم دقيق يتطلب معرفة بتشريح الوجه والرقبة لفهم أماكن الأعصاب والأوعية الدموية.هذه المعرفة لا يمكن اكتسابها من خلال دورات تجميلية قصيرة تمتد بين 3 إلى 6 أشهر، بل تحتاج إلى سنوات من التعليم الطبي والخبرة العملية.

نصيحة أخيرة
تختم الدكتورة لمى قسطنين نصيحتها بالقول: "جمال وصحة بشرتك أمران في غاية الأهمية، لكن الأهم هو أن تثقي بيد الطبيب الأخصائي الذي يمتلك الخبرة والكفاءة الكافية ليُجري هذه الإبر بطريقة صحيحة وآمنة، لأن الوقاية خير من علاج تشوه يصعب إصلاحه."