
لمسات حب لبشرتك أثناء العلاج الكيماوي: خطوات يومية تدعم الشفاء
خلال فترة علاج سرطان الثدي، تمر المرأة بتغيّرات كثيرة على المستوى الجسدي والنفسي. ومن أبرز المراحل التي قد تؤثر بشكل مباشر على حالتها العامة، هي مرحلة العلاج الكيماوي، التي تؤدي إلى آثار جانبية مزعجة على البشرة، مثل الجفاف، وفقدان اللون، والحساسية المفرطة.
لكن من المهم أن تعلم كل امرأة تخوض هذه التجربة، أن العناية بالبشرة في هذه الفترة ليست رفاهية، بل ضرورة صحية ونفسية تساعد على التكيف مع العلاج، وتسهم في استعادة التوازن الداخلي والشعور بالثقة.
فروتين العناية بالبشرة لا يهدف فقط إلى الحفاظ على المظهر، بل يلعب دورًا كبيرًا في تحسين الراحة النفسية وتقديم دعم معنوي في هذه المرحلة الدقيقة.
التغيرات الجلدية الأكثر شيوعًا أثناء العلاج الكيماوي
خلال رحلة العلاج الكيماوي تتعرض البشرة لتغيرات ملحوظة نتيجة تأثر الخلايا الجلدية بالعلاج ومن أبرز هذه التغيرات الجفاف الشديد الاحمرار التقشر والحكة كما قد تظهر بعض البقع الداكنة أو تغيرات في لون الجلد خاصة في مناطق المفاصل أو أماكن الاحتكاك لهذا من الضروري أن يكون روتين العناية بالبشرة مخصصًا لتقليل هذه الآثار الجانبية

أهمية الدعم النفسي في تعزيز جمال البشرة
لا يقتصر تأثير العلاج على الجانب الجسدي فقط بل يمتد إلى الحالة النفسية أيضًا وقد أكدت العديد من الدراسات أن الحالة النفسية الجيدة تنعكس بشكل مباشر على صحة البشرة لذلك من المهم دعم المريضات نفسيًا وتشجيعهن على ممارسة أنشطة تمنحهن الشعور بالراحة والسعادة مثل التأمل أو الكتابة أو حتى تجربة جلسات العناية الذاتية البسيطة في المنزل
متى يجب استشارة طبيب الجلدية أثناء العلاج
رغم أن معظم التغيرات الجلدية خلال الكيماوي تعتبر طبيعية ومؤقتة إلا أن هناك حالات تستدعي تدخل طبيب الجلدية مثل ظهور طفح جلدي حاد التهابات متكررة أو تشققات عميقة في الجلد ومن المهم عدم استخدام أي كريم علاجي أو وصفة شعبية دون مراجعة الطبيب المختص لتجنب تفاقم الأعراض أو الإصابة بعدوى جلدية
نصائح إضافية لحماية البشرة يوميًا
- استخدام منشفة قطنية ناعمة عند تجفيف الوجه
- تجنب الاستحمام بالماء الساخن واستبداله بالماء الفاتر
- ارتداء ملابس قطنية مريحة تقلل من تهيج البشرة
- تجنب تقشير البشرة أو استخدام المقشرات الكيميائية خلال فترة العلاج
- استخدام بخاخات الترطيب الطبيعية مثل ماء الورد أو الألوفيرا

اختيار منتجات العناية بالبشرة خلال فترة العلاج
تنصح دكتورة سهيلة أحمد، استشاري الأمراض الجلدية، في حديثها لموقع "هي"، النساء خلال فترة العلاج الكيماوي بتعديل روتين العناية اليومي ليتلاءم مع حساسية البشرة المتزايدة. فغالبًا ما تصبح المنتجات التقليدية غير مناسبة، ويُفضل استخدام غسول أو صابون طبي غني بالمرطبات وخالٍ من العطور والكحول.
كما تؤكد في لقاء خاص مع "هي" على أهمية الترطيب اليومي باستخدام كريمات تحتوي على مكونات طبيعية مهدئة، مثل زبدة الشيا أو جل الألوفيرا، دون إضافات كيميائية قد تزيد من تهيّج الجلد أو تحسّسه.
أهمية واقي الشمس في حماية البشرة
حتى في الأجواء الشتوية أو داخل المنزل، لا بد من استخدام واقي شمس مناسب بعامل حماية لا يقل عن SPF 30، وذلك لأن البشرة المعالجة كيماويًا تكون أكثر تأثرًا بأشعة الشمس وتعرّضًا للتصبغات أو الالتهاب. وينصح بتطبيقه يوميًا وتجديده كل عدة ساعات عند الخروج

البشرة الحساسة تحتاج لمستحضرات خاصة
خلال هذه الفترة، من الأفضل تقليل استخدام المكياج قدر الإمكان، والاعتماد فقط على مستحضرات آمنة للبشرة الحساسة. يمكن استخدام كريم أساس طبي خفيف، مع تجنّب المنتجات ذات الروائح القوية أو التركيبات المعقدة. الهدف هو التخفيف عن البشرة، وليس إثقالها.
الغذاء والترطيب الداخلي جزء أساسي من العناية
تشدد دكتورة سهيلة على أن العناية بالبشرة لا تقتصر على المستحضرات الخارجية فقط، بل تبدأ من الداخل. لذلك، يُنصح بشرب كميات كافية من المياه يوميًا، وتناول الخضروات والفواكه الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة مثل فيتامين C وE، التي تدعم تجدد خلايا الجلد وتحافظ على نضارته.

البشرة مرآة للحالة النفسية
أثبتت دراسات عديدة أن النساء اللواتي يحرصن على العناية اليومية ببشرتهن أثناء العلاج يشعرن براحة نفسية أكبر، وقدرة أفضل على مواجهة التوتر. لمسة بسيطة من كريم مرطب أو لحظة هادئة مع قناع مغذٍّ يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في الحالة المزاجية. إنها رسالة حب واهتمام توجهها المرأة لنفسها، تعيد بها جزءًا من السيطرة في وقتٍ قد يبدو فيه كل شيء متغيرًا.
العناية بالبشرة بعد انتهاء العلاج الكيماوي
بعد انتهاء المرحلة العلاجية، تبدأ البشرة بالتعافي التدريجي، لكنها لا تعود فورًا إلى حالتها السابقة. في هذه الفترة، يُفضل الاستمرار على نفس الروتين البسيط والمهدئ الذي تم اتباعه خلال العلاج. كما يمكن إدخال خطوات إضافية مثل التقشير الخفيف للتخلص من خلايا الجلد الميتة، واستخدام منتجات تحتوي على الهيالورونيك أسيد أو السيراميد لإعادة بناء حاجز البشرة

ومن المهم استشارة الطبيب المختص قبل استخدام أي مستحضرات جديدة، لضمان ملاءمتها لحالة الجلد. كما يمكن اللجوء إلى ماسكات طبيعية مثل الزبادي، والعسل، وشرائح الخيار، التي توفر ترطيبًا وتهدئة دون التسبب بأي تهيج.
استعادة الثقة يبدأ من لمسات بسيطة
مهما كانت صعوبة المرحلة، تظل العناية بالبشرة واحدة من الوسائل التي تمنح المرأة إحساسًا بالاستمرارية والسيطرة، وتساعدها على الشعور بأنها ما زالت تهتم بنفسها وتستحق أن تبدو وتشعر بالراحة. فالجمال ليس فقط في المظهر، بل في القوة التي تنبع من الداخل.