
حقن الجلوتاثيون لتفتيح البشرة.. إليك من "هي" فوائدها وأضرارها مع الدكتور طلال عبد الرحيم
للأسف تُلقب حقن الجلوتاثيون لتبييض البشرة بالـ "الثلج السام". وللتوضيح أكثر تخيلي معي هذا المشهد: "أنكِ اشتريتي ثلاجة فاخرة... لكنها تسرق كهرباء منزلك وتُحوِّل جدرانه إلى مستنقع للعفن" هذا بالضبط ما تفعله حقن الجلوتاثيون لتبييض بشرتك "تلمع سطحًا... بينما تُظلم أعماقكِ". والمفارقة الصادمة أن الجلوتاثيون في جوهره "مضاد أكسدة يحمي خلاياكِ، لكن عند حقنه بجرعات عالية للتبييض، يتحول إلى عدو خفي يغتال كبدك وكليتيك بصمت، يزرع في جسدكِ ألغامًا من الزئبق المغشوش (في بعض المنتجات)، ويسرق من شعركِ لونه الحيوي ليُعطيكِ بشرةً "شبحية"!
عمومًا، المعادلة الخطيرة التي لا يُخبرك عنها أحد هي: "كلما زاد تفتيح بشرتكِ بالحقن، زادت "ترسبات الكلى، إنزيمات الكبد المرتفعة، وخطر متلازمة ستيفنز جونسون (التقشير القاتل)".
والدليل على ذلك، سنجد في تايلاند أن 80 % من حالات الفشل الكلوي لدى الشباب مرتبطة بحقن تبييض غير مراقبة ، أما في مصر، فـ 43 % من عينات الجلوتاثيون المسوقة تحتوي على زئبق أو كورتيزون مُهلك .في حين أن شابّتان في الهند دخلتا غيبوبة بعد حقن "مستورد فاخر" تبين خلطه بمادة التبييض المحظورة "هيدروكينون".
من هذا المنطلق، سأطلعكِ عبر موقع "هي" على فوائد وأضرار حقن الجلوتاثيون، وأهم التحذيرات لتفادي مخاطرها، بناءً على توصيات استشاري الأمراض الجلدية الدكتور طلال عبد الرحيم من القاهرة.
ما هي حقن الجلوتاثيون لتبييض البشرة؟
وفقًا للدكتور طلال، حقن الجلوتاثيون (Glutathione Injections) هي مستحضرات طبية تحتوي على مضاد الأكسدة القوي "الجلوتاثيون" الذي يُنتجه الجسم طبيعيًا، لكن مستوياته تنخفض مع التقدم في العمر أو بسبب عوامل مثل الإجهاد والتلوث. تُستخدم هذه الحقن لأغراض تجميلية وطبية، لكن بضوابط محددة.

ماذا عن استخداماتها المُثبتة علميًا وغير المُثبتة؟
وتابع الدكتور طلال، الاستخدامات الرئيسية والمثبتة علميًا لحقن الجلوتاثيون، هي:
- تفتيح البشرة: تعطيل إنتاج الميلانين (الصبغة الداكنة)، وتوحيد لون البشرة وتقليل البقع؛ علمًا أنها شائعة في دول آسيا والشرق الأوسط، لكنها غير مصرح بها لهذا الغرض في دول مثل "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)".
- دعم مضادات الأكسدة: تحمي الخلايا من التلف بتحييد الجذور الحرة، وقد تُساعد في إبطاء علامات الشيخوخة.
- تعزيز المناعة: تدعم وظائف خلايا المناعة مثل "الخلايا القاتلة الطبيعية" (NK cells).
- إزالة السموم: ترتبط بالمعادن الثقيلة (كالزئبق والرصاص) وتُخرجها من الكبد.
أما عن الاستخدامات غير المثبتة علميًا (تحت الدراسة)، فهي:
- علاج التوحد: (لا أدلة كافية).
- علاج السرطان: (تستخدم فقط كعلاج مساعد لتقليل سُمية العلاج الكيميائي).
- تبييض البشرة بشكل دائم: (التأثير مؤقت ويتطلب جرعات متكررة).
ما هي فوائد حقن الجلوتاثيون المُثبتة للبشرة وكيف تُحقن؟
وأضاف دكتورطلال، حقن الجلوتاثيون قد تُفيد في حالات محددة (كعلاج تكميلي تحت إشراف طبي)، لكنها ليست "حلًا سحريًا" للتبييض أو مكافحة الشيخوخة. والأفضل تعزيز إنتاج الجسم الطبيعي للجلوتاثيون عبر التغذية المتوازنة؛ أما عن فوائدها المُثبتة للبشرة فهي:

- تفتيح البشرة: تخفيف البقع الداكنة (كالكلف، النمش، آثار الشمس) بنسبة 2- 14 درجة لونية حسب الجرعات.
- توحيد اللون: تقليل التباين بين مناطق الجسم، خاصةً بعد ندبات حب الشباب أو التصبغات الموضعية.
- مضاد للشيخوخة: تحفيز إنتاج الكولاجين، تخفيف التجاعيد الدقيقة، وزيادة مرونة الجلد.
- علاج مشكلات جلدية محددة: تحسين أعراض الصدفية والإكزيما بسبب خصائصها المضادة للالتهاب.
أما عن كيفية حقنها، فالأفضل حقن وريدي (IV) أو عضلي (IM) تحت إشراف طبي، والجرعات تتراوح بين 600–1200 مجم مرة أسبوعيًا، وتختلف حسب الغرض. أما المدة، فتحتاج 6–8 أسابيع لظهور النتائج على البشرة.
ماذا عن أضرار وتحذيرات استخدام حقن الجلوتاثيون لتفتيح البشرة؟
أوضح الدكتور طلال، أن أحدث الأدلة الطبية والتحذيرات الرسمية، أكدت المخاطر والمحاذير التالية:
آثار جانبية جلدية خطيرة
- ردود فعل تحسسية: مثل الطفح الجلدي، الاحمرار، والتورم.
- متلازمة ستيفنز جونسون: تقشر الجلد وظهور تقرحات في الأغشية المخاطية.
- النخر البشروي السمي: تقشر أكثر من 30 % من الجلد، مع خطر عدوى قاتلة.
- تفتيح غير متجانس: ظهور بقع فاتحة غير منتظمة، خاصة مع الجرعات غير المدروسة.
مخاطر على الكلى والكبد
- الفشل الكلوي: تُسبب الجرعات العالية (فوق 5 جرام) ترسب المواد السامة في الكلى، ما قد يؤدي إلى فشل كلوي حاد، خاصةً لدى من يعانون مشاكل كلى سابقة.
- تلف الكبد: يُعطل الحقن المتكرر إنتاج الكبد الطبيعي للجلوتاثيون، ويسبب تراكم السموم، مما قد يؤدي إلى التهاب الكبد أو تليفه.
مضاعفات مرتبطة بطريقة الحقن
- عدوى خطيرة: استخدام إبر ملوثة ينقل أمراضًا مثل الإيدز والتهاب الكبد الوبائي.
- الصمة الهوائية: حقن الهواء بالخطأ مع المحلول قد يسبب انسدادًا وعائيًا قاتلًا.
- آلام موضعية: تورم، كدمات، وحروق في مكان الحقن
آثار جهازية عامة
- اضطرابات هضمية:غثيان، تقلصات معوية، وإسهال.
- اختلال وظائف الغدة الدرقية: نقص في إفراز الهرمونات.
- مشاكل تنفسية: ضيق نفس وتشنج رئوي (خاصة لمرضى الربو).
- تساقط الشعر وشيب مبكر: بسبب نقص الزنك والمعادن الأساسية.
فئات ممنوعة تمامًا من الاستخدام
- مرضى الكلى أو الكبد: تزداد لديهم مخاطر الفشل العضوي.
- الحوامل والمرضعات:عدم وجود دراسات كافية حول السلامة.
- مرضى الربو: الحقن قد يحفز نوبات ربو حادة.
- من يتناولون أدوية معينة: مثل مميعات الدم أو أدوية السرطان (خطر تفاعلات دوائية).
تحذيرات طبية عاجلة
- غير معتمدة من FDA : لم توافق هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام الحقن لتفتيح البشرة لعدم كفاية الأدلة على أمانها.
- توقف الكبد عن الإنتاج: الاعتماد على المصدر الخارجي للجلوتاثيون يُعطل إنتاجه الطبيعي في الكبد.
- المنتجات المغشوشة: بعض الحقن تحتوي على زئبق أو كورتيزون، مما يسبب تسممًا وأضرارًا دائمة.
ما هي البدائل الآمنة لتفتيح البشرة؟
أكد الدكتور طلال، على ضرورة فحص الجلد وعمل التحاليل اللازمة لمعرفة الأسباب حسب طبيعة البشرة وحالتها الصحية تحت إشراف طبي متخصص في المقام الأول؛ ولا مانع من استخدام البدائل الآمنة التالية:

- كريمات النياسيناميد: آمنة للاستخدام الطويل، ترطب البشرة، وتقلل التصبغات بنسبة 20-35% خلال 8 أسابيع.
- الليزر مثل Q-Switch)): يعالج البقع العميقة، وينشط الكولاجين، ونتائجه فورية تدوم 1-2 سنة.
- تقشير حمض الأزيليك: مناسب للبشرة الحساسة، مضاد للبكتيريا، ويوحد لون البشرة في 12 أسبوعًا.
- الإبر الداعمة مثل (البروفايلو): تركز على تجديد الكولاجين من دون تدخل في لون البشرة.
- بدائل طبيعية لزيادة الجلوتاثيون: الأطعمة (ثوم، بصل، بروكلي، أفوكادو، لحم غير معالج)، مكملات "فيتامين C، ن- أسيتيل سيستئين (NAC)"، ونمط الحياة صحي(تمارين رياضية منتظمة ونوم صحي كافي).
على الهامش.. نصائح مهمة لتفادي أضرار حقن الجلوتاثيون
- لا تستخدمي حقن الجلوتاثيون من دون استشارة طبية.
- اختاري منتجات مرخصة مع الطبيب المهار المختص، لأن بعض حقن الجلوتاثيون مغشوشة (تحوي "كورتيزون" أو "زئبق") وتُسبب تلف الأعضاء.
- توقفي فورًا عند ظهور (صعوبة تنفس، تورم الوجه أوالحلق).
- انتبهي، فلون البشرة الأساسي يؤثر على النتائج (تظهر البشرة القمحية النتائج بعد 1-3 أشهر، أما البشرة الداكنة فتحتاج 6 أشهر إلى عام). علمًا أن بروتوكول العلاج: (الجرعة المثلى: 600–1200 مجم/جلسة، 1-2 مرات أسبوعيًا، وعدد الجلسات 10 -30 جلسة للحصول على نتائج دائمة، مع جرعات داعمة شهريًا).

وأخيرًا، تبييض البشرة بحقن الجلوتاثيون مقامرة بصحتكِ؛ لأن الأضرار قد تكون دائمة، والنتائج مؤقتة وتتطلب صيانة مستمرة بجرعات عالية. لذا استشيري طبيب الجلدية قبل أي إجراء، وتذكري أن بشرتك الطبيعية هي الأكثر صحةً وجمالًا.