كيف تهزمين مُنتحل الشخصيات وتكسرين فخ الابتزاز بذكاء نفسي؟

أقنعة رقمية: كيف تهزمين مُنتحل الشخصيات وتكسرين فخ الابتزاز بذكاء نفسي؟

عبد الرحمن الحاج
25 ديسمبر 2025

في الفضاء الرقمي الشاسع، لم تعد الخصوصية مجرد خيار، بل أصبحت معركة وعي يومية، مع تطور أساليب الخداع الإلكتروني وظهور ما يُعرف بمنتحلي الشخصيات المتعددة، باتت المرأة بحاجة إلى ما هو أكثر من مجرد برامج حماية، إنها بحاجة إلى "مناعة نفسية" تمنع المتلاعبين من اختراق حصونها العاطفية والاجتماعية.

سيكولوجية الانتحال: لماذا يلجأ المحتال لتعدد الأقنعة؟

كيف تهزمين مُنتحل الشخصيات وتكسرين فخ الابتزاز بذكاء نفسي؟

تشير الدراسات النفسية في مجال الجرائم الإلكترونية إلى أن المنتحل الذي يتقمص أدواراً عدة مثل دور الصديقة، الأم، أو الشريك، يتبع استراتيجية الإحاطة النفسية، الهدف هو خلق واقع بديل يجعلكِ تشعرين بأنكِ تحت المجهر من كل جانب، مما يضعف قدرتكِ على المحاكمة العقلية.

هؤلاء المحتالون غالباً ما يختارون ضحاياهم بناءً على معايير التعاطف العالي، أو الروابط الأسرية، حيث يستغلون القيم النبيلة كالثقة والقرابة كأدوات للضغط، الاعتراف الذي ينتزعه المحتال تحت الضغط، ثم يحاول التراجع عنه ببعث شخصيات ميتة من جديد، هو تكتيك يسمى "الإيهام بالواقع"، يهدف إلى جعل الضحية تشك في ذاكرتها وفي الحقائق التي كشفتها.

الخطوط الدفاعية: كيف تفرقين بين الشخصية الحقيقية والوهمية؟

كيف تهزمين مُنتحل الشخصيات وتكسرين فخ الابتزاز بذكاء نفسي؟

بناءً على معايير الأمان الرقمي التي نسعى إليها دائماً، يمكن حصر علامات الحسابات المنتحلة في نقاط دقيقة:

  1. فقر المحتوى الرقمي: الحسابات التي تدعي الانتماء لعائلات معروفة ولكنها تفتقر لتاريخ من التفاعل والصور الشخصية القديمة هي "حسابات طوارئ" يتم تفعيلها لغرض الخداع فقط.
  2. السيطرة التقنية المشبوهة: امتلاك شخص واحد لكلمات المرور والبريد الإلكتروني الخاص بحسابات عدة يدعي أنها لأشخاص مختلفين هو الدليل القاطع على مركزية الانتحال.
  3. التناقض في "البصمة اللغوية": لكل إنسان بصمة في الكتابة، طريقة استخدام علامات الترقيم، الأخطاء الإملائية المتكررة، المنتحل مهما حاول التنكر، غالباً ما يقع في فخ استخدام نفس المصطلحات في حساباته المزيفة.

استراتيجية المواجهة: قوة الصمت وتفنيد التهديد

كيف تهزمين مُنتحل الشخصيات وتكسرين فخ الابتزاز بذكاء نفسي؟

الابتزاز الإلكتروني يعيش على وقود الخوف، بمجرد سحب هذا الوقود، ينهار المبتز. إليكِ القواعد الذهبية للتعامل:

  1. قاعدة "اللا-رد": الصمت الاستراتيجي ليس ضعفاً، بل هو ثقب أسود يبتلع خطط المبتز، عندما لا يجد المحتال رد فعل، يضطر لكشف أوراقه بشكل أسرع، مما يوقعه في أخطاء تقنية وقانونية.
  2. تفكيك قيمة الابتزاز: في تطوير الذات، نؤمن أن السمعة الحقيقية تبنى على المواقف لا على محادثات مبتورة تمت في سياق خداع، إذا كنتِ قادرة على تفنيد الادعاءات بالدليل، فإن التهديد يفقد مفعوله فوراً.
  3. توازن الرعب: المحتال لديه ما يخسره أكثر منكِ، خاصة إذا كان طالباً أو موظفًا أو شخصاً يهمه مركزه الاجتماعي، التلميح بامتلاك اعترافات موثقة أو اللجوء للقانون يقلب الطاولة ويجعل المبتز هو من يبحث عن مخرج للأزمة.

الحماية القانونية والتقنية: خطوات لا تقبل التأجيل

كيف تهزمين مُنتحل الشخصيات وتكسرين فخ الابتزاز بذكاء نفسي؟

لضمان الحماية قدر الإمكان، يجب اتباع الخطوات التالية عند التعرض لأي محاولة انتحال:

  1. التوثيق الرقمي: تصوير المحادثات (Screenshots) قبل أي إجراء، خاصة تلك التي تحتوي على اعترافات أو تهديدات صريحة.
  2. عدم التفاعل مع الوسطاء: غالباً ما يستخدم المبتز شخصية ثالثة لكسر الحظر، تذكري أن أي تواصل مع هؤلاء هو تواصل مع المبتز نفسه.
  3. تفعيل المصادقة الثنائية: لحماية حساباتكِ من أي محاولة اختراق قد يقوم بها المنتحل لاستعادة السيطرة على المعلومات.

الاستثمار في الوعي النفسي

كيف تهزمين مُنتحل الشخصيات وتكسرين فخ الابتزاز بذكاء نفسي؟

إن مواجهة المنتحلين ليست معركة تقنية فحسب، بل هي رحلة في تطوير الذات لتعلم كيفية وضع حدود حازمة، إن شجاعتكِ في قول "هذا لا يهددني" هي التي تنهي اللعبة وتجبر المنتحل على العودة إلى حجمه الطبيعي، وتذكري دائماً أن الحقيقة أقوى من أي زيف رقمي، وأن وعيكِ هو الدرع الأول والأخير.