أبرز اللحظات الفنية في المشهد السعودي لعام 2025
حمل عام 2025 ملامح مرحلة متقدمة في تطور المشهد الفني السعودي، حيث تلاقت المبادرات المؤسسية مع الحراك الإبداعي في صورة أكثر وضوحًا وتنظيمًا. برزت خلال العام أحداث أعادت تعريف دور الفن في المجال العام، ورسّخت حضور المملكة في التعليم الفني، المتاحف، والفعاليات الدولية، إلى جانب إعادة قراءة إرث فني شكّل الذاكرة البصرية الوطنية وأسهم في بناء وعي ثقافي ممتد.
تختار "هي" محطات فنية بارزة أسهمت في تطور المشهد السعودي
الإعلان عن تأسيس جامعة الرياض للفنون

خلال النسخة الأولى من مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025 في الرياض، كشف وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود عن تأسيس جامعة الرياض للفنون لتكون منارة للتعليم الإبداعي بشراكات عالمية وتخصصات متنوعة، ستشمل 13 كلية مستقبلاً وتطلق برامجها بشكل تدريجي تبدأ بثلاث كليات: المسرح، الموسيقى، الأفلام مع الكشف عن تفاصيلها الكاملة في الربع الأول من عام 2026، وذلك لدعم رؤية المملكة 2030 في بناء قطاع ثقافي واقتصادي قوي.
أول مزاد لدار سوذبيز في المملكة العربية السعودية

في أوائل عام 2025، استضافت الدرعية أول مزاد لدار Sotheby’s في السعودية، بتاريخ 8 فبراير تحت اسم "أصول" (Origins)، وحقق نجاحاً كبيراً بمبيعات تجاوزت 17 مليون دولار، تم بيع أعمال فنية سعودية وعالمية، ساعات فاخرة، ومنسوجات راقية، بما في ذلك أعمال لفنانين مثل فنانين سعوديين وعرب مثل محمد السليم ولؤي كيالي وعبد الحليم رضوي، بالإضافة إلى بيكاسو وبانكسي محطمة أرقاماً قياسية.
الذكرى السنوية الأولى لرحيل صفية بن زقر
شكلت الذكرى الأولى لرحيل الفنانة السعودية الرائدة صفية بن زقر لحظة تأمل في إرثها الفني ودورها التأسيسي في توثيق الحياة الاجتماعية والتراث البصري للمملكة. أعادنا في "هي" قراءة تجربتها بوصفها مرجعًا بصريًا حاضرًا في الوعي الثقافي المحلي، من خلال استحضار شهادات سبع فنانات سعوديات معاصرات تأثرت تجاربهن بإرثها، من لولوة الحمود إلى نجلاء محمد السليم، مرورًا بتغريد البقشي وسارة العبدلي وفاطمة النمر ورغد الأحمد ونوف السماري.
كما برزت مساهمة الدكتورة إيمان الجبرين، التي أعادت "هي" نشر مقال مؤرشف لها يوثق لحظة الانطلاقة الأولى والمعرض النسائي التاريخي الذي فتح آفاقًا جديدة للمرأة السعودية في الفن والتعليم.
إطلاق أول نسخة من أسبوع الرياض للفن

رسخ أسبوع الرياض للفن حضوره كتظاهرة فنية مؤسسية متكاملة، جامعًا أكثر من 240 فنانًا من أكثر من 25 دولة قدّموا ما يزيد على 500 عمل فني ضمن نسخة الافتتاح. توزعت الفعاليات على عدة مواقع رئيسية في العاصمة، تصدّرها حي جاكس بوصفه المركز المحوري للمعارض والبرامج الحوارية، إلى جانب مجمع الموسى للفنون ومساحات ثقافية ومعارض خاصة أخرى في الرياض، ما قدّم تجربة فنية ممتدة داخل النسيج الحضري للمدينة وأكد قدرتها على استضافة أحداث فنية كبرى ذات حضور دولي.
بينالي الفنون الإسلامية جدة 2025

جاء بينالي الفنون الإسلامية 2025 في جدة بوصفه النسخة الثانية من هذا الحدث العالمي الذي أطلقته مؤسسة بينالي الدرعية، بعد النسخة الافتتاحية عام 2023 تحت عنوان "أول بيت". انعقدت نسخة 2025 تحت عنوان "وما بينهما"، وقدّمت قراءة موسّعة للفنون الإسلامية من خلال عرض نحو 500 قطعة تاريخية وأعمال معاصرة من قرابة 21 دولة، مؤكدة مكانة المملكة كمركز للفنون الإسلامية وحاضنة للحرمين الشريفين، ومساحة حوار ثقافي عابر للزمن والجغرافيا.
تحويل مجلة "هي" أعمالًا فنية سعودية إلى أغلفة حية

في عدد السعودية، أعادت مجلة "هي" تعريف الغلاف بوصفه مساحة فنية حيّة، حيث تحولت أعمال سعودية إلى تجارب بصرية مجسّدة. من "فرقة الموسيقى الشعبية" للدكتور محمد الرصيص، إلى أعمال تغريد البقشي، وصولًا إلى "ربابة سلمى" لفاطمة النمر، لم تكن الأغلفة مجرد صور، بل إعادة ربط للفن بالحياة اليومية والذاكرة الحسية.
افتتاح متحف البحر الأحمر رسميًا في جدة

في إطار مشروع إحياء جدة التاريخية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، افتتح متحف البحر الأحمر في مبنى باب البنط التاريخي بوصفه منصة ثقافية عالمية تُعيد قراءة البحر الأحمر كأرشيف حي يتقاطع فيه الفن مع التاريخ والجغرافيا. ويختص المتحف بتوثيق الإرث المادي وغير المادي والطبيعي للبحر الأحمر، مستهلًا مسيرته بالمعرض المؤقت الأول "بوابة البوابات" للفنان السعودي معاذ العوفي.
مشاركة السعودية في بينالي البندقية للعمارة 2025

قدّم الجناح السعودي في بينالي البندقية للعمارة خطابًا معاصرًا يضع العمارة في سياقها الاجتماعي والثقافي، من خلال معرضه المعماري "مدرسة أم سليم: نحو مفهوم معماري مترابط"، الذي استمر على مدى (6) أشهر، حيث مثّل المملكة في هذه الدورة مكتب "سين معماريون" بإدارة المعماريتين سارة العيسى ونجود السديري، تحت إشراف القيّمة الفنية بياتريس ليانزا، وبالتعاون مع القيّمة المساعدة سارة المطلق مؤكدًا نضج الرؤية المعمارية السعودية وقدرتها على مخاطبة جمهور عالمي بلغة تتجاوز الشكل إلى المعنى.
توسع أسبوع مسك للفنون 2025

شهد أسبوع مسك للفنون تحوّلًا من منصة عرض إلى مساحة إنتاج فني، عبر ورش عمل وإقامات وبرامج مهنية تربط الفنانين الشباب بسوق الفن. أُقيمت فعالياته على مدى ستة أيام، من 5 إلى 10 ديسمبر 2025، في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون بالرياض، وتنوّعت بين معارض وأسواق فنية وورش عمل وأداءات حيّة، ضمن برنامج متكامل عزّز دوره كأحد المحركات الأساسية لتطوير المشهد الفني المحلي.
ترسيخ "نور الرياض" كمرجع إقليمي لفن الضوء

أكدت النسخة الخامسة من "نور الرياض" 2025 مكانته كأحد أكبر برامج الفن العام في المنطقة، متجاوزًا مفهوم الفرجة البصرية إلى تجارب مفاهيمية أعادت تعريف علاقة الضوء بالمدينة والجمهور. وضمّت هذه النسخة أكثر من 60 عملًا فنيًا ضوئيًا قدّمها نحو 59 فنانًا وفنانة من 24 دولة، تنوّعت بين التركيبات الضوئية الضخمة، والأعمال التفاعلية، والإسقاطات المعمارية، والتجارب السمعية-البصرية، ووزّعت على عدة مواقع في أنحاء العاصمة.
فيلم عبدالحليم رضوي: أول فيلم عن فنان تشكيلي سعودي

في خطوة تُعد الأولى من نوعها في المملكة، أعلنت د. مها عبدالرحيم رضوي خبر العمل على مشروع سينمائي يوثّق سيرة ومسيرة والدها، الرائد التشكيلي السعودي عبدالحليم رضوي، أحد أبرز أعمدة الفن التشكيلي الحديث في المنطقة.
يُعد الفيلم بمثابة وثيقة بصرية نادرة، تسلّط الضوء على محطات مفصلية في حياة فنان ساهم في تشكيل ملامح الحركة التشكيلية السعودية منذ ستينيات القرن الماضي، وفتح آفاقًا جديدة للحوار بين الفنون المحلية والتجارب العالمية.