
دار الفنون السعودية.. أول مساحة للفن الحديث وإرث يؤرخ مسيرة الإبداع المحلي
تشكل دار الفنون السعودية التي تأسست على يد الفنان الراحل محمد السليم عام 1979، وتديرها ابنته الفنانة نجلاء السليم، أول مساحة مخصصة للفن الحديث في السعودية، ولا يقتصر دور دار الفنون السعودية في العمل على نشر الفنون في المملكة فحسب، بل يعد إرثها الذي يضم مواد أرشيفية نادرة وأعمال وقطع فنية فريدة، مرآة لتاريخ الفن السعودي الحديث ومسيرة التطور التي انطلقت من قلب العاصمة نحو آفاق جديدة من الحداثة والإبداع.
دار الفنون السعودية أول مساحة للفن الحديث وإرث يؤرخ مسيرة الإبداع المحلي

تعمل دار الفنون السعودية، المؤسسة الفنية الرائدة التي أنشئت لدعم الفن التشكيلي السعودي في 1979 على يد الفنان محمد السليم، كشخصية رائدة في الفن السعودي المعاصر، وتديرها الفنانة نجلاء السليم، على نشر الفنون في المملكة العربية السعودية من خلال إقامة المعارض الفنية وتشجيع الفنانين وتعزيز التعاون الدولي، وهي الأولى من نوعها في تاريخ المملكة العربية السعودية.

ويضم إرث دار الفنون السعودية مواد أرشيفية نادرة وأعمال وقطع فنية فريدة ومجموعة حصرية لمطبوعات نادرة من كتب وبطاقات بريدية من تصميم الفنان محمد السليم وزملاءه الفنانين، وتحمل هذه القطع الفنية الفريدة قيمة تاريخية وفنية، متاحة للاقتناء في الدار بجودة متحفية، لتمثل رحلة فنية ثرية تتعمق في تاريخ الفن الحديث في المملكة العربية السعودية.
إرث دار الفنون السعودية رحلة ثرية لتاريخ الفن السعودي الحديث

ومن أبرز ما يتضمنه إرث الدار في الفن والفعاليات المختلفة، صور ومواد أرشيفية عن المعرض الجماعي الأول والثاني أيضا، اللذين أقيما في الرياض عام 1980 بمشاركة مجموعة من الفنانين، وكذلك المعرض الثلاثي الذي شارك به الفنان محمد السليم إلى جانب الفنانتين العالميتين كاترين سينجلتون وبرجيت مارجينو عام 1981 في الرياض، هذا بالإضافة إلى المعرض الفني للدكتور حسن طافش في ذات العام.
وكذلك المعرض الجماعي الخاص بالمشاريع الحكومية والبنوك السعودية عام 1988، وغيرها من المعارض الفردية والجماعية، مرورا بالمشاركة في معرض نور الرياض 2021، ووصولا إلى نصب سبع منحوتات تعود للفنان محمد السليم في ميادين الرياض في عام 2025، بجهود من الجهات المعنية في مدينة الرياض.
نجلاء السليم تقود مسيرة دار الفنون برؤية مبتكرة نحو المستقبل

تتميز مسيرة دار الفنون بعقود من الإبداع والتأثير الثقافي، من المعارض الرائدة في الثمانينيات إلى الرؤية الفنية المتجددة التي تشكل مستقبلها، كرواد لنشر ثقافة الفن والتعريف بتاريخ الفن السعودي، وكان نشاط الدار قد توقف في عام 1995 (1415 هـ)، وبعد اثنين وعشرين عامًا، تقرر إحياء هذه المؤسسة لمواصلة المشاريع الرائدة التي بدأها محمد السليم، والتي أرست أساسًا متينًا لمشهد الفنون التشكيلية في المملكة العربية السعودية، واليوم، تدير المؤسسة مالكتها ورئيسة مجلس الإدارة الفنانة نجلاء السليم، الابنة الكبرى للفنان، بالتعاون مع عدد من الكيانات المتخصصة في هذا المجال.

وتقود الدار اليوم نجلاء السليم، ابنة المؤسس والفنانة والأكاديمية، التي تتولى منصب رئيسة مجلس الإدارة لدار الفنون، لتكمل مسيرة والدها الفنان محمد السليم -رحمه الله- العريقة برؤية مبتكرة نحو المستقبل، والتي تمتلك مسيرة فنية متميزة وعُرفت باستلهام أعمالها من أفق والدها محمد السليم، لكنها ترسم مسارها الخاص، بوصفه امتدادا لإرث رائد، وصوتا معاصرا يسعى لكتابة فصله الخاص، والتي بنت مسيرتها على التجربة والمعرفة والممارسة المستمرة.. لتتابع الدار تحت قيادتها مسيرتها المتميزة للاحتفاء بالفن السعودي، ومجهوداتها الرائدة لتعزيز التواصل الثقافي بين الفنانين التشكيليين والمجتمع السعودي، من خلال تعريف الجمهور المحلي والدولي بتاريخ الفن السعودي، وتشجيع المواهب الفنية الناشئة على الظهور، وكذلك تنظيم المعارض المتنوعة للقطاعين العام والخاص.
محمد السليم والافآقيّة

يُذكر بأن الآفاقية أكثر من مجرد أسلوب.. إنها فلسفة بصرية ابتكرها محمد السليم وأعادت ابتكارها ابنته الفنانة نجلاء السليم، حيث شكلت هذه الحركة الفن السعودي الحديث، ولقد عُرف الفنان محمد السليم بأسلوب "الافآقية" وهو مستوحى من منظر المباني في مدينة الرياض.
وكان محمد السليم قد أقام أول معرض فني في عام 1967، وكان له دور محوري في تصميم العديد من المجسمات الجمالية في المدينة، كما أن شغفه وإيمانه بأهمية دعم الجيل الصاعد وتوفير الدعم اللازم له، دفعه لتأسيس دار الفنون السعودية كأول مؤسسة مستقلة في المملكة العربية السعودية.. واليوم يبقى إرثه الفني محفوظا في الأرشيف الدائم لدار الفنون.