المنتجة السعودية منى خاشقجي تحيي إرث محمد عبدالوهاب

المنتجة السعودية العالمية منى خاشقجي وعائلة محمد عبدالوهاب تكرّمان إرث "موسيقار الأجيال" بلندن في رحلة سيمفونية مبهرة

يورغو البيطار
9 أكتوبر 2025

في واحدة من أروع الأمسيات الموسيقية المنتظرة لهذا العام، تحتضن دار مسرح "ثياتر رويال دروري لاين" في قلب لندن، مساء الأحد 23 نوفمبر 2025، حفلاً استثنائيًا يُكرّم "أب الموسيقى العربية الحديثة" محمد عبدالوهاب، ويعيد تقديم إرثه الخالد في صيغة سيمفونية مدهشة تجمع بين الشرق والغرب.

يأتي هذا الحدث بعنوان «Abdelwahab – A Symphonic Journey» بتنظيم مشترك بين المنتجة والكاتبة السعودية منى خاشقجي المعروفة بشغفها في إحياء القصص الثقافية العربية وتقديمها إلى الجمهور العالمي برؤية فنية معاصرة، وبين عائلة الموسيقار محمد عبدالوهاب التي اعادت توزيع مجموعة من أبرز أغنياته واختارتها لهذا الحفل. 

المنتجة السعودية منى خاشقجي تحيي إرث محمد عبدالوهاب

منى خاشقجي... تبني جسور الثقافة

عرف الجمهور العالمي اسم منى خاشقجي بعد نجاحها في إنتاج المسرحية الغنائية «"م كلثوم والعصر الذهبي" على مسرح "لندن بالاديوم" عام 2020، والتي واصلت جولتها حتى عامها الخامس، لتصبح علامة فارقة في تعريف الغرب على الموسيقى العربية الكلاسيكية. واليوم، تواصل مسيرتها الإبداعية عبر تعاون جديد مع عائلة محمد عبدالوهاب وThe Abdelwahab Estate، لتقديم حفل يجمع بين صوت السوبرانو العالمية فاطمة سعيد، والمايسترو نادر عباسي، والأوركسترا الملكية الفيلهارمونية البريطانية.

تقول منى خاشقجي عن هذا المشروع: "لطالما كان شغفي هو إحياء القصص الفنية والثقافية من الشرق الأوسط وتقديمها إلى العالم. وبعد نجاح تجربة أم كلثوم، يسعدني اليوم أن أشارك في إنتاج هذا الحفل الفريد الذي يحتفي بعبقرية محمد عبدالوهاب ويعرّف الجمهور الغربي على روعة موسيقاه بأسلوب سيمفوني عالمي".

المنتجة السعودية منى خاشقجي تحيي إرث محمد عبدالوهاب

بين الشرق والغرب... موسيقى تتخطى الزمن

يُعدّ محمد عبدالوهاب أحمد أعمدة الموسيقى العربية، ورائدًا حقيقيًا في تطويرها وتجديدها. فقد جمع بين روح التراث المصري والألحان الغربية الكلاسيكية، مستلهِمًا أعمال عمالقة مثل بيتهوفن، فيردي، تشايكوفسكي وشوبار.

ومن خلال هذا الحفل، تسعى خاشقجي وعائلة الموسيقار إلى إعادة قراءة هذا التراث بلغة أوركسترالية حديثة، تعكس عبق الماضي وتُبرز في الوقت نفسه طابعًا عالميًا راقيًا يليق بعبقرية "موسيقار الأجيال".

فاطمة سعيد... الصوت الذي يعيد الحياة إلى الألحان

تتألق السوبرانو المصرية فاطمة سعيد في أداء باقة من أجمل أعمال عبدالوهاب، من بينها روائع مثل "كان أجمل يوم" و"أبكي اللي أنا مش لِيه"، مقدّمةً بصوتها الساحر حوارًا بين الكلاسيك العربي والسيمفوني الأوروبي.

وتقول فاطمة سعيد عن هذا التعاون: "محمد عبدالوهاب شكّل جزءًا كبيرًا من طفولتي، وكان له أثر عميق في مسيرتي الفنية. أشعر بسعادة غامرة لأنني سأقدّم موسيقاه في ضوء جديد يجمع بين الأوبرا والموسيقى العربية".

نادر عباسي... المايسترو الذي يجمع العالمين

أما المايسترو نادر عباسي، الذي يقود الحفل بمصاحبة الأوركسترا الملكية الفيلهارمونية، فقد قدّم في السنوات الأخيرة مشاريع موسيقية لافتة تربط بين الكلاسيك العربي والغربي. ويصف هذا التعاون بأنه "تكريمٌ حيٌّ لعبدالوهاب، الذي كان أول من مزج بين النغمة الشرقية والهارمونية الغربية في عصره".

المنتجة السعودية منى خاشقجي تحيي إرث محمد عبدالوهاب

من خلال هذه المبادرة الجديدة، تؤكّد منى خاشقجي رؤيتها المستمرة في إيصال صوت الفن العربي إلى المسارح العالمية، مستثمرةً في الحوار الثقافي بين الشرق والغرب. لا تقدّم مجرد حفل موسيقي، بل تجربة فنية متكاملة تعيد تعريف الإرث العربي من منظور عالمي راقٍ، حيث تتلاقى الأصالة بالتجديد، والذاكرة بالإبداع.