
"هي" في سبتمبر.. عهدة التراث عزنا بأصالتنا
في "هي" وعلى مدى اكثر من ثلاثين عاماً ونحن نستشعر مسؤوليتنا بأن نكون حُماة للإرث الإبداعي والملبسي وصُنّاع امتداده، نعيد صياغته بروح معاصرة ونمنحه حياة متجددة. فالتراث مادة حيّة تتجدد كلما لمسها الخيال، وحين يتحوّل هذا الخيال إلى إبداع بصري، يصبح الفن الأداة الأسمى لصون الذاكرة وتوثيقها، والجسر الذي يربط الماضي بالحاضر ويهيئ الطريق نحو المستقبل.

الفستان: تصميم خاص من "لوديانا" Loodyana
إكسسوار الرأس من تصميم "غيداء مجدلي" Ghaydaa Majdaly

د. محمد الرصيص فرقة الموسيقى الشعبية
انطلاقًا من هذا المعنى، يأتي عدد السعودية من مجلة "هي" ليعيد وصل الحاضر بالماضي عبر تكريم رمز من الرموز الأولى للفن السعودي الدكتور محمد الرصيص، عبر إعادة تقديم عمله البارز "فرقة الموسيقى الشعبية“.

الثياب البيضاء من "لومار" Lomar

بالحديث عن اختيار عمله الفني، يعبّر الدكتور محمد الرصيص عن امتنانه قائلا: "أن يُنشر أحد أعمالي، ويُعرض على الغلاف، ويُكتب عنه داخل المجلة، لا أملك معه إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير للمجلة على هذه اللفتة. أنا سعيد بها، لأنها جاءت في أنسب مناسبة، وهي أسعد مناسبة عندنا، اليوم الوطني السعودي".
عند سؤاله عن هذا العمل، يسترجع بدايات فكرته لافتا الى أن: "عندما بدأت دراستي للماجستير في جامعة أوهايو طُلب مني أن أقدّم عملا لمعرض التخرج، ومن هنا وُلدت لوحة فرقة الموسيقى الشعبية. استلهمتها من الحنين إلى الوطن والحياة التقليدية في السعودية. كانت محاولة لتوثيق الإيقاع البصري للحياة اليومية".
ويضيف رابطا تجربته بالذاكرة السمعية والبصرية: "كنا نسمع المطربين الشعبيين على الأسطوانات الصغيرة، ثم بدأنا نراهم في التلفزيون مع انطلاق البث في المملكة عام 1385هـ. هذه المشاهد رسخت في ذاكرتي وألهمتني صياغة العمل".
يستعيد د. محمد الرصيص ذكرياته الأولى مع الفن حين كان في المرحلة الابتدائية مأخوذًا بلوحات عبد العزيز الجراوي رحمه الله وخطوط إبراهيم السبتي، رغم أنه لم يكن يمارس الرسم بعد. وفي المرحلة المتوسطة وجد دعمًا من مدير المدرسة عبدالرحمن الجويد الذي شجّعه على النشاط الفني، قبل أن يلتحق بمعهد التربية الفنية بالرياض في سن الخامسة عشرة، الذي كان أشبه بكلية فنون مصغّرة تعلم فيه على يد أساتذة بارزين.
وبعد سنوات، انتقل إلى القاهرة ليدرس في كلية التربية الفنية عقب حرب أكتوبر 1973 بأيام قليلة، ليكون أول خريج من معهد الرياض يواصل دراسته هناك، حيث تعمقت خبرته عبر مشاريع عملية في التصوير والنحت والخزف والأعمال الخشبية.
لم يكن لطموحه حدود في استكمال الدراسات العليا خارج المملكة، حيث يوضح: "قبل التخرج في القاهرة سألت أحد أساتذتي كيف حصل على الماجستير والدكتوراه. كان عندي طموح أن أكمل. وبالفعل راسلت جامعة أوهايو، والتحقت بها عام 1981".
يصف ما أنجزه خلال مرحلة الماجستير: "قدمت عددا من الأعمال أثناء الماجستير، كثير منها يعكس الحياة الشعبية في المملكة وكان من ضمنها لوحة "فرقة الموسيقى الشعبية" أنهيت الماجستير نهاية 1983، وكانت مرحلة مهمة توّجت ما قبلها من تجارب".
وعن مرحلة الدكتوراه، يذكر: "اخترت أن تكون رسالتي عن أهمية نشوء وتطور متاحف الفن والصناعات التقليدية في المملكة. كان الموضوع جديدا على الساحة السعودية ومثيرا أكاديميا، فوافقت اللجنة. كانت خطوة تأسيسية لتأصيل فكرة المتاحف وربطها بالهُوية المحلية".
على الرغم من النتاج الفني المميز يرى الدكتور أنه مُقلٌّ في تقديم الأعمال الفنية، ويعترف بوضوح: "أعلم أنني مقلٌّ في الإنتاج والمعارض، لكنني عوضت ذلك بالكتابة. شاركت في كتب مثل الفنون التشكيلية والإنسان مع الدكتور صالح الزاير، وكتاب عن الفنون التشكيلية في الجنادرية السابعة. كما أصدرت كتاب تاريخ الفن التشكيلي في المملكة عام 2010".
وعن التحولات التي مر بها الفن التشكيلي السعودي، يعلق: "قبل تأسيس وزارة الثقافة كنا نتحدث عنها كحلم. كانت الثقافة مجرد قسم ضمن الرئاسة العامة لرعاية الشباب. اليوم لدينا وزارة متخصصة، وكليات للفنون افتُتحت في جامعة الملك سعود وجامعة الأميرة نورة. كانت هذه أحلاما بعيدة وأصبحت واقعا".
يرى الدكتور محمد الرصيص أن متابعة الأجيال الجديدة و"هي" تبني على ما وضعه جيله من أسس، شعور يتجاوز الفخر إلى الطمأنينة على مستقبل الفن السعودي، فيقول: "نسعد بالأجيال المتعاقبة، أولهم طلابنا حين درّسناهم في قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود. الطالب الذي كنت تدرسه يعود اليوم زميلا، وهذه سعادة مميزة. كما يسعدني أن أرى فنانين آخرين يقدّمون معارضهم وندواتهم. في السبعينيات كانت مثل هذه اللقاءات نادرة، أما اليوم، فهناك حركة ثقافية نشطة وحضور أوضح للفنانين السعوديين".
ويختتم محذرا من السطحية: "أريد للجيل الجديد من الفنانين أن يستوعب أن الفن ليس سلّما للشهرة. بعض الأسماء تلمع ثم تختفي، لأنها لم تَبنِ حضورها على أساس ثقافي. الجيل الجديد مطالب بالبحث والقراءة، لا أن يكتفي بالمشاهدة".
بعد أن خرج عمل "فرقة الموسيقى الشعبية" من رحم الحنين إلى الوطن، يستقر أخيرًا ضمن مقتنيات الدكتور معجب الزهراني، أستاذ الأدب الحديث وعلم الجمال في جامعة الملك سعود، ليواصل حضوره كجسر بين الفكر والجمال.
تغريد البقشي دوائر النور وأبعاد الحرية
في هذا العدد يخرج إبداع الفنانة السعودية تغريد البقشي من حدود اللوحة، ليزهو على الغلاف كمساحة حيّة تنبض بالجمال. في هذا العدد تم تجسيد عملين فنيين: "دوائر النور" و"أبعاد الحرية" في تجربة حسية تفاعلية تستحضر عمق التراث، وتضيء ملامح الحاضر.

الفستان: تصميم خاص من "رزان العزّوني" Razan Alazzouni
إكسسوار الرأس من تصميم "غيداء مجدلي" Ghaydaa Majdaly

ترى البقشي أن خروج العمل من اللوحة إلى شكل تجسيدي يفتح له حياة جديدة. تقول: "عندما نُحوّل عملا فنيا من اللوحة إلى شكل تجسيدي أو عرض تفاعلي عام، فإن ذلك يعطيه بُعدا آخر: يصبح ملموسا، يُحسّ، ويُرى من زوايا مختلفة، يدخل في حياة الناس اليومية. الشعور مزيج من الفخر والرهبة: الفخر لأن رؤيتي أصبحت جزءا من الواقع، والرهبة من أن الذائقة الجماعية ستُحكم عليه".
في "دوائر النور"، تحضر الموسيقى كلغة بصرية، حيث يتحوّل الضوء إلى نوتات والفراغ إلى صمت إيقاعي. توضح: "أحب الربـــــط بين الفــــنون، والموسيقـــــــى دومـــا تلهمني: هي تموج، انسيــاب، ارتداد، صمــت، رنين. في "دوائـــــر النور" تخيلتُ أن الدوائر هي نغمات، كل دائرة ضوء ذبذبة تنطلق وتنعكس. التكرار، التدرج، التباين بين النور والظل، كلها طرق لإيصال إحــــساس نبـــــضي كـــــما في الموسيــــقــــــى: هــــناك فترات ارتفاع وانخفاض، وأوقات هدوء وأوقات شدة، وهذا الإيقاع البصري هو ما يجعل المشاهد لا ينظر فقط، بل يشعر".
أما في "أبــــعاد الحـــريـــــة"، فتـــــوضح أن الفكرة هي أن الإنسان يتغذى على حرية متخيلة، يتنفس وجوده بأفكار نبتت على كتف يحمل الكثير من الصور كتعبير مجازي لرحلة سعي من التحرر من الصيغة النمطية، لينتقل من حياة هي من وضع الآخرين، فتكون الحرية أمنية لتتحول إلى مسار.
نعــــود إلى نقـــطــــة الإلــــــهام الأولى، في أعـــــمالهــــــا تستمد تغريد حساسيـــــتها البــــصريــــــة الأولى من طفـــــولتها في الأحساء، حيث الطبيعة والرموز التراثية. وتوضح: "الأحساء الواحة جنة تسكن الأرض. النخيل الشامخات، الطبيعة الباسقة، الضوء المتسلل بين السعف، الحكايات الشعبية، الأقمشة والحلي، كلها رسخت في ذاكرتي منذ الطفولة. هذه البيئة الخصبة منحتني خيالا فنيا غنيا بالرموز التي ما زلت أستلهمها، وأحوّلها إلى أشكال بصرية".
تحمل تغريد درجة الماجستير في مناهج وطرق تدريس التربية الفنية، منحتها أداة عميقة للرؤية. تقول: "الدراسة الأكاديمية منحتني أدوات للفهم والتحليل، وعمّقت رؤيتي النظرية. كوني أُدرّس التربية الفنية جعلني ألاحظ تفاصيل قد تفوت الفنان في عزلته الإبداعية. لا أرى في التوازن بين العمل والفن والعائلة صراعا، بل محركا يمدني بالتوازن".
لا تكتفي أعمال تغريد البقشي بجماليات اللون والتكوين، بل تفتح بابا للتساؤل. فهي تُثير التساؤل في أذهان النقاد والجمهور. وتوضح ذلك بقولها: "من أكثر الأسئلة التي تتكرر من النقاد والجمهور الأجنبي أمام لوحاتي: لماذا تظهر المرأة بهذا الامتداد والاستطالة في التكوين؟ وما المعاني الرمزية وراء الملامح الطويلة والأنوف الممدودة. أحب هذه التساؤلات لأنها تكشف أن العمل تجاوز حدود الجمال البصري إلى مساحة أعمق تُثير الأسئلة".
ترى تغريد أن حضور المرأة في أعمالها ليس مجرد رمز جمالي، بل هو أرشيف بصري لمرحلة اجتماعية كاملة. توضح: "أرى لوحاتي جزءا من أرشيف بصري يوثق الزمن وتحولات المجتمع. مثلا موضوع قيادة المرأة للسيارة رسمته قبل وبعد صدور القرار، لأنه حدث يشكّل ذاكرة مجتمع، وسيكون مهما أن يُقرأ الفن مستقبلا كمصدر بصري يحمل هذه اللحظات".
شاركت تغريد البقشي في عدد من المحافل الفنية الدولية البارزة، حيث مثّلت المملكة في الأسبوع الثقافي السعودي بكوريا 2007، والنمسا 2008، كما عرضت أعمالها في بينالي بنجلاديش للفنون 2009، وامتد حضورها إلى معرض عودة المحمديات في لندن 2010 ومتحف نورد آرت بألمانيا 2012.
مشاركاتها في المحافل الدولية فتحت آفاقا جديدة لفنها، ومنحت العالم زاوية مختلفة لرؤيته. توضح: "شعرت بأن العالم بدأ يرى فني بشكل مختلف في بينالي المرأة والفنون بالشارقة عام 2010، لأنه جمع الفن بالظهور الاجتماعي للمرأة. وجدت تفاعلا قويا جعلني أدرك أن موضوعاتي المحلية يمكن أن تكون جزءا من حوار عالمي حول المرأة".
تغريد تتطلع أن يُقرأ فنها بعد عقود كجزء من تاريخ الفن السعودي وصوت شخصي متفرد في آن واحد. تختم قائلة: "أحب أن تُقرأ أعمالي كجزء من تاريخ الفن السعودي، وكصوت شخصي خاص بي. أتمنى أن يُدرس أسلوبي وكيف ابتكرت لغة فنية مميزة، وأن يكون لي أثر لدى الأجيال القادمة. إن استطاع الباحثون الجمع بين الأمرين، فذلك سيكون شرفا كبيرا“.
فاطمة النمر ربابة سلمى
تحول غلاف عدد السعودية إلى لوحة فنية نابضة بالجمال، في تجسيده لعمل الفنانة النمر "ربابة سلمى"، لم تعد اللوحة حبيسة القاعة أو اللوحة، بل جسدت على الغلاف قصيدة بصرية تحتفي بالمرأة السعودية حارسة للذاكرة، وناقلة للصوت الجمعي، فيما تحولت الربابة في هذا العمل إلى رمز للذاكرة الشفهية، ردّدت عبرها النساء الحكايات والأهازيج، فجمعت حولها أبناء القبيلة رجالا ونساء.

الفستان: تصميم خاص من "قفطان ستوديو" Qoftan Studio

العمل الفني "ربابة سلمى" كان ثمرة سنوات من التوثيق لذاكرة النساء وأصواتهن، حيث توضح فاطمة النمر ذلك بقولها: "اخترت شخصية سلمى، لأنها تمثل المرأة الراوية للحكاية، التي لم تكتفِ بالاستماع، بل كانت حافظة للإرث الشفهي، وناقلة له عبر الأجيال. الربابة في هذا العمل ليست مجرد آلة موسيقية، بل هي رمز للصوت الحيّ، وأداة تحوّل الحكاية الفردية إلى صدى ممتد. سلمى هنا تجسيد لكل امرأة حملت إرثها الثقافي، وحوّلت صوتها إلى امتداد لغيرها".
يرى المتابع لعمل النمر أن الربابة قد تبدو عنصر دخيل، لكنها بقراءتها البصرية تحولت إلى لغة إنسانية يمكن أن يفهمها أي مجتمع. تقول:"ما يجعل هذا العمل قادرا على تجاوز محليته هو صدقه في الانطلاق من الجذور. الربابة قد تبدو أداة محلية مرتبطة ببيئة معينة، لكن رمزيتها أوسع بكثير: إنها تتحول هنا إلى صوت امرأة تحمل الحكاية. هذه الفكرة ليست محصورة في ثقافة واحدة، بل هي إنسانية بالدرجة الأولى".
لكن نـعود بالزمن قليلا إلى عام الانطلاقة 1999، عندما استطاعت فاطمة أن ترسخ حضورها كوجه بارز للفن السعودي المعاصر من خلال تطوير لغة تشكيلية مبتكرة تمزج بين أصالة الجذر التقليدي كالنسيج بخيوط ليف النخيل، والجلود، والحرير، والطين، وبين الرؤية المفاهيمية للفن المعاصر.
تصف النمر علاقتها الأولى بالفن بأنها لم تكن مصادفة، بل كانت قدرا يرافقها منذ الطفولة. "بدأت رحلتي مع الفن منذ أن كنت في السادسة من عمري شكّلت الخامة وسيلة حوار صادقة، وحين لمستها بيدي للمرة الأولى أدركت أن هذا الطريق ليس عابرا، بل هو قدر يرافقني لأعبّر من خلاله عن ذاتي وعن ذاكرة المكان الذي أنتمي إليه. أول مشاركة لي كانت عام 1999، ومنذ ذلك الحين انطلقت تجربتي بين الرياض وجدة والقطيف، ثم إلى الكويت والسويد والهند، وصولا إلى فضاءات عالمية في اليابان وألمانيا وباريس. على امتداد 24 عاما ما زلت أكتشف نفسي مع كل عمل فني".
بالنسبة لفاطمة، لم تكن المرأة موضوعا خارجيا في أعمالها، بل كان حضورها داخليا ومرآة لتجربتها الشخصية. توضح: "المرأة في أعمالي هي مرآتي الداخلية. لكوني امرأة سعودية عشت تحولات كبيرة، حملتني على أن أترجم قلقها، وصمودها، وفرحها في صياغات بصرية. المرأة عندي هي صوت يتجاوز الفردي إلى الجماعي، فهي رمز لذاكرة لا تنكسر، ومرآة لتحولات مجتمع بأكمله".
امتدت أعمال فاطمة إلى محافل دولية مرموقة، من متحف "الأمير ويلز" في بومباي 2010 ومهرجان الفنون الإسلامية بالشارقة 2014، إلى معرض طريق الحرير في قصر الإليزيه في باريس 2017، ومعرض Hall State – تركيا 2018. كما شاركت في معهد العالم العربي بباريس، وتواصل حضورها في لندن 2019، وأرتكايو 2020، وصولا إلى آرت بازل ميامي 2023.
تعتبر فاطمة هذه الجوائز محطة مفصلية منحتها ثقة ومسؤولية جديدة تقول: "الجوائز كانت بمنزلة إشارات طريق. حين حصلت على الجائزة الأولى للفن السعودي المعاصر 2010، شعرت بأن صوتي كفنانة وصل إلى صدى أبعد من محلي. لم تكن الجوائز غاية، بل كانت مسؤولية أكبر تدفعني لتوسيع تجربتي وتحدي نفسي أكثر".
حظيت أعمال النمر باقتناء متاحف ومؤسسات فنية مرموقة داخل المملكة وخارجها، ومنها: متحف لوڤر أبوظبي، ومتحف "فيكتوريا وألبرت" البريطاني، والمتحف الوطني الأردني، إضافة إلى الدار الفرنسية وعدد من السفارات العالمية، بمشاركة في معارض عالمية مثل بينالي البندقية، وبينالي القاهرة، وبينالي الشارقة، والدوحة.
حين وجدت أعمالها طريقها إلى المتاحف والمزادات العالمية، شعرت بأن الفن تحوّل من تجربة شخصية إلى هُوية مشتركة، تقول: "منذ لحظة اقتناء العمل لم يعد مجرد تجربة شخصية، بل صار جزءا من هُوية بصرية مشتركة، يضيف إلى السرد الجمعي، ويضع مسؤوليتي كفنانة سعودية في سياق بصري عالمي. وهذا يُلزمني بوعي أكبر تجاه كل قطعة أنتجها لاحقا، لأنها لم تعد ملكي وحدي، بل أصبحت جزءا من التاريخ البصري العالمي".
وأخيراً لا ترى النمر الذاكرة كماضٍ مغلق، بل كمصدر حي للحوار وإعادة الصياغة مع الحاضر. توضح: "أنا أؤمن بأن الذاكرة ليست صندوقا مغلقا، بل مادة قابلة لإعادة التدوير. لذلك أسعى اليوم إلى إعادة صياغة هذه الذاكرة، لا كأرشيف، بل كحوار مع الحاضر والماضي. أبحث عن مساحات جديدة تجعل الموروث حيا في لغة الفن المعاصر“.