
فرصة نادرة لقراءة التاريخ من منظور جديد.. معرض "روايات مسكوكة" من هيئة المتاحف في الرياض
ضمن المعارض الفنية والثقافية التي تُجسّد إرث المملكة التاريخي وتروي قصصها الغنية بالثقافة والفنون، وفي إطار رسالة هيئة المتاحف في صون التراث الوطني وتقديمه برؤية معاصرة تعزز من حضور المملكة على الخريطة الثقافية العالمية، أطلقت الهيئة معرض "روايات مسكوكة: إرث السعودية في العملات" في المتحف الوطني السعودي في الرياض، كمعرض استثنائي فريد، لرواية الحكايات من خلال الذهب والفضة والبرونز، والذي يمثل فرصة نادرة لقراءة التاريخ من منظور جديد.
هيئة المتاحف تفتتح معرض "روايات مسكوكة" في المتحف الوطني بالرياض

افتتحت هيئة المتاحف معرض "روايات مسكوكة: إرث السعودية في العملات" في المتحف الوطني السعودي بحي المربع بالرياض، وذلك بحضور نخبة من الشخصيات البارزة والمهتمين بالتاريخ والثقافة والاقتصاد، كمعرض استثنائي فريد من نوعه، يمثل توثيقاً بصرياً وزمنياً لمسيرة المملكة والعالم الإسلامي عبر النقد والسكّ.

وشهد حفل الافتتاح جولة تعريفية للحضور داخل أجنحة المعرض، تعرّفوا خلالها على مسيرة تمتد لأكثر من 1300 عام من التحولات التاريخية والفنية والاقتصادية التي وثّقتها العملات، منذ العصور السابقة للإسلام وحتى الريال السعودي الحديث، فقد قدّمت المسكوكات عبر العصور سجلاً حيّاً يعكس تطوّر المجتمعات ونشوء الدول وتغيّر الأنظمة الاقتصادية والسياسية، لتصبح شاهداً مادياً على الهوية الوطنية وذاكرة جماعية للأمة.

وحضرت الافتتاح السيدة منى عابد خزندار، مستشارة وزارة الثقافة في هيئة المتاحف، التي عبّرت عن قيمة المعرض قائلة: "يمثل معرض روايات مسكوكة توثيقاً بصرياً وزمنياً لمسيرة المملكة والعالم الإسلامي عبر النقد والسكّ. فالعملات تحمل في طياتها رسائل تاريخية ودينية وثقافية، واجتماعية، وهي شاهد على ازدهار الحضارات ووحدة الأمم، ثم على مسيرة الدولة السعودية في التأسيس والتوحيد والتنمية. هذا المعرض يتيح للجمهور فرصة نادرة لقراءة تاريخنا من منظور جديد: منظور النقد كوثيقة حضارية لا تقل أهمية عن المخطوطات أو الآثار".
أبرز مقتنيات وتجارب معرض روايات مسكوكة

ويضم المعرض الذي يستمر حتى 16 ديسمبر المقبل، مجموعة استثنائية من العملات والمسكوكات النادرة من مقتنيات الدكتور آلان بارون، أحد أبرز جامعي العملات التاريخية، إلى جانب مختارات فريدة من مجموعة وزارة الثقافة.

كما يقدّم أعمالاً فنية معاصرة بمشاركة الفنان زيمون الذي استلهم من رمزية النقود ودلالاتها البصرية، وذلك ضمن تصميم سينوغرافي مبتكر أبدعه غيث أبو غانم وجاد مالكي وفرح فياض، وبمشاركة الدكتور نايف الشرعان المتخصص في تاريخ العملات الإسلامية، حيث تم دمج المشاهد الفنية والمعمارية لتجسيد أزمنة مختلفة في قاعة واحدة.
سبعة أقسام رئيسية في معرض روايات مسكوكة

ويتوزع المعرض على سبعة أقسام رئيسية، وهي:
- "العملات ما قبل الإسلام" بما حملته من رموز ودلالات عن طرق التجارة والسلطة.
- "نشأة العملات الإسلامية وتطورها" التي جسّدت وحدة الحضارة الإسلامية وتنوّعها عبر العصور.

- محور "النساء في العملات" الذي يبرز حضور المرأة في الذاكرة النقدية.
- قسم "العملات الحِرَفية: سكّ الفن والثقافة" الذي يوضح تداخل البعد الجمالي مع الوظيفة الاقتصادية للنقود.
- قسم عن "كنوز وعملات المملكة العربية السعودية" التي تروي قصة التوحيد وبناء الدولة الحديثة.
- "العملات والفن المعاصر" حيث تتحول النقود إلى مصدر للإبداع.

- ويُختتم المعرض بمحور "العملة التي لم تُسك" الذي يثير تساؤلات حول الرمزية والمفهوم قبل أن يكون للنقد حضور مادي.
برنامج ثقافي ثري في المعرض
ويواكب المعرض برنامجًا ثقافيًا ثريًا يتضمن ندوات وورش عمل وحوارات متخصصة، إضافة إلى أنشطة تفاعلية للأطفال والعائلات، وبرامج موجهة للأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، والمعهد الملكي للفنون التقليدية ورث، بما يجعل المعرض تجربة شاملة تجمع بين المعرفة الثقافية والمتعة البصرية.

هذا ولقد أكدت هيئة المتاحف في ختام الافتتاح أن تنظيم معرض "روايات مسكوكة" يأتي ضمن رسالتها في صون التراث الوطني وتقديمه برؤية معاصرة تعزز من حضور المملكة على الخريطة الثقافية العالمية، وتواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030 في بناء مجتمع معرفي متجذّر في تاريخه، ومنفتح على الحوار الثقافي والإنساني، والمسكوكات شواهد حيّة على الهوية والسيادة والتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي صنعت ملامح المملكة والعالم الإسلامي عبر القرون الماضية.

الصور تم استلامها.