
10 شخصيات أثرت المحتوى الإبداعي الفني من خلال إصدارات متميزة
إن كتابة المحتوى الإبداعي هو فن تحويل الأفكار إلى نصوص ملهمة وجاذبة، وعندما نتحدث عن دعم وتنمية المحتوى العربي في الفنون المتنوعة، فما بين تاريخ الأزياء والفنون البصرية والفنانين المبدعين وكذلك الرموز الثقافية كالإبل والخط العربي، هناك العديد من المحتويات الإبداعية القيمة التي أثرت المحتوى الفني بإبداع وتميز، والتي يقف وراءها نخبة من الشخصيات المُلهمة.. وفي إطار ذلك لنتعرف على 10 شخصيات أثرت المحتوى الإبداعي من خلال إصدارات متميزة.
الأميرة نورة بنت فيصل وكتاب أزياء المملكة العربية السعودية: إرثٌ من الأناقة

جاء كتاب "أزياء المملكة العربية السعودية: إرثٌ من الأناقة، Costumes of Saudi Arabia: A Heritage of Fashion"، الصادر عن دار أسولين، بإشراف الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود والكاتبة سيان تيشار، وبعدسة المصور الشهير لازير حماني، ليجسد رحلة بصرية وثقافية تجمع بين الفخامة والبحث العميق في تاريخ الأزياء السعودية.
ولا يعد هذا الكتاب مجرد توثيق للأزياء، بل يمثل مشروع يهدف لحفظ التراث الثقافي السعودي وإبرازه عالميًا، فلقد جاء نتاج سعي دؤوب لتوثيق قطع تراثية لم يُسبق لها الظهور، وكرحلة تكرست الجهود فيها للبحث والحفاظ وأرشفة التراث الغني للأزياء السعودية، حيث تلتقي روح الأصالة مع نبض الإبداع، ليتجلى أن الموضة ليست مجرد تغيرات سطحية، بل هي حكاية عريقة تحكي تفاصيل حضارة وتاريخ يتجاوزان الزمن، فيوفر هذا الكتاب نافذة فريدة لاستكشاف تنوع وعمق التراث السعودي، ومن خلال توثيق تفاصيل الأزياء التقليدية، مثل الأقمشة والألوان والأطوال، ويمنح الكتاب القراء فرصة لفهم أعمق لمعانيها الثقافية والتاريخية.
المهندسة نوف المنيف وكتاب نور الرياض.. ثقافة بصرية جديدة

أصدر احتفال "نور الرياض" أحد برامج "الرياض آرت" الذي تقوم عليه الهيئة الملكية لمدينة الرياض، كتاب "نور الرياض.. ثقافة بصرية جديدة"، بالتعاون مع دار أسولين العالمية للنشر، وذلك ضمن جهود المهندسة المعمارية الداخلية "نوف المنيف" العضو البارز في فريق الرياض آرت ومديرة التصميم الإبداعي في الهيئة الملكية لمدينة الرياض، والتي تشغل منصب مديرة احتفال مهرجان "نور الرياض" منذ انطلاقته.
ويهدف هذا الكتاب ليوثق احتفال "نور الرياض" الذي يعد أكبر احتفال للفنون الضوئية في العالم، والذي أسهم في تعزيز مكانة العاصمة الرياض حول العالم، وجسّد أحد أهداف برنامج "الرياض آرت" المتمثل في تحوّيل العاصمة إلى معرض فني مفتوح يمزج بين الأصالة والمعاصرة بمشاركة كبار الفنانين من المملكة العربية السعودية ومختلف أنحاء العالم بما ينسجم مع أهداف برامج رؤية السعودية 2030، في تعزيز الفنون والثقافة بين سكان وزوار مدينة الرياض، ويتميز هذا الكتاب بأخذ القارئ في رحلة بصرية تستعرض النسخ السابقة من "احتفال نور الرياض"، من خلال مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تعكس الطاقة الحيوية وقوة الضوء في توحيد وإلهام الناس، وتصوّير معنى التعبير الجمالي لفن الضوء في احتضان أبرز الأعمال الفنية للفنانين التي تألق بها المشهد الثقافي ضمن "احتفال نور الرياض".
ميرنا عياد وكتاب +971: 50 Emirati Creatives Shaping the UAE

تمتلك "ميرنا عياد" خبيرة الاستراتيجيات الثقافية ومستشارة الفنون المستقلّة اللبنانية والمحررة الثقافية، خبرة كبيرة في أبرز المحافل الفنية العربية والعالمية، ولقد ألفت كتاب +971: 50 Emirati Creatives Shaping the UAE، والذي ألقى الضوء على 50 مبدعًا إماراتيًا يُساهمون في تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجاء هذا الكتاب الذي حظي بمقدمة من قِبل الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة دبي للثقافة والفنون، انعكاسا لمكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كعاصمة ثقافية رائدة في العالم العربي، بقيادة ثلاث إمارات أبرزت المكانة الفنية للدولة، حيث تحتضن دبي صالات العرض ودور المزادات والمعارض الفنية، بينما تحتضن أبوظبي والشارقة متاحف عالمية المستوى ومنظمات غير ربحية ومؤسسات، ويستكشف هذا الكتاب مواهب نخبة من الإماراتيين الذين يجسدون النبض الإبداعي للبلاد، مستكشفًا تطلعاتهم وتحدياتهم ونتاجهم من الفنون البصرية والتصميم والهندسة المعمارية إلى السينما والفنون الأدائية والموسيقى والكتابة والأدب وفنون الطهي.
الأستاذة الدكتورة ليلى البسام وكتاب الأزياء التقليدية السعودية

تعد الأستاذة الدكتورة "ليلى البسام" الخبيرة في مجال التراث وأستاذة الأزياء والمنسوجات التقليدية، والتي تشغل عضوية مجلس إدارة هيئة التراث السعودية، من أوائل السعوديات اللواتي وثقن تاريخ الأزياء في السعودية، ومن أبرز مؤلفاتها كتاب "الأزياء التقليدية السعودية" الذي يوثق الثراء الثقافي والتراثي للمنطقة الوسطى، وذلك ضمن مشروع شامل بتوثيق الأزياء الوطنية التقليدية، وإبراز معالمها وتاريخها وفنونها، ويعد هذا الإصدار الأول في سلسلة ستشمل جميع مناطق المملكة العربية السعودية.
ويتضمن هذا الإصدار المميز من نوعه، توثيقاً شاملاً للأزياء التقليدية في المنطقة الوسطى بالمملكة العربية السعودية، ويقدم رؤية شاملة للثراء الثقافي والتراثي لهذه المنطقة، ويمثل خلاصة الخبرة العلمية والأكاديمية التي تحظى بها مؤلفته الأستاذة الدكتورة "ليلى بنت صالح البسام" في مجال الأزياء التقليدية السعودية، ويحتوي الكتاب على معلومات عن ملابس الرجال وزخارفها، وملابس النساء وزخارفها، ومقارنة الأساليب والزخارف في ملابس الرجال والنساء، وفنون التطريز والكلف المضافة والخامات المستخدمة في ذلك، وأسماء الغرز اليدوية التقليدية وأشكالها، فهو ليس بمجرد كتاب أو مجموعة من الصور، بل هو نافذة تاريخية تنفتح لنلقي من خلالها نظرةً عميقةً على التراث الثقافي السعودي الغني، بعدسة المصور المبدع عبدالله المشرف، كمبادرة رائدة ومتميزة للحفاظ على هذا التراث وتوثيقه بشكل متجدد وحديث وأنيق.
غادة المهنا أباالخيل وكتاب Camels from Saudi Arabia

كانت الباحثة والمستشارة الثقافية السعودية "غادة المهنا أباالخيل" المُلقبة بـ "ابنة الجزيرة العربية" قد أصدرت كتاب Camels from Saudi Arabia ضمن إصدارات دار "أسولين" للنشر، لتشارك العالم الاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثلها الإبل في حياة أبناء شبه الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ وإلى وقتنا الحاضر، خاصة وأن إصدار هذا الكتاب قد تزامن مع تسمية وزارة الثقافة لعام 2024 بـ "عام الإبل".
وجاء الكتاب الذي يتضمن 180 صفحة ليعكس بعمق القيمة الثقافية والتاريخية الهائلة لهذا المخلوق في حياة أبناء شبه الجزيرة العربية وكون الإبل جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي في المملكة العربية السعودية، حيث يصطحب قرائه في رحلة استثنائية تتضمن إلقاء الضوء على مدى ارتباط الإبل بصحاري المملكة والكثبان الرملية والتكوينات الصخرية النحتية، فهو رمزا للمناظر الطبيعية العربية، خاصة وأن تاريخ المملكة العربية السعودية يزخر بتمثيل الإبل في كافة المدلولات الثقافية مثل الشعر والفن والأساطير، فيما تميز الكتاب بالتصوير الفوتوغرافي الرائع بكاميرا المصور "أوليفر بيلشر" Oliver Pilcher .
فرح بهبهاني وكتاب منطق الطير

تتميز الفنانة والمصممة الكويتية "فرح بهبهاني" بتركيز فنها على الحروف العربية والخط، الذي يحمل في طياته المعاني والأشكال الغامضة والمجازية، ولقد نُشر لها كتاب مؤلف بعنوان "منطق الطير" (منشورات تايمز وهدسون، لندن، 2009)، وهو كتاب مستوحى من قصيدة صوفية مجازية نظمها فريد الدين العطار في القرن الثاني عشر.
وكان شغفها بالحروف العربية والخط قد بدأ في عام 2006، أثناء حصولها على درجة الماجستير في كلية سنترال سانت مارتينز للفنون والتصميم، وقررت التخصص في تصميم الكتب لتمنحها فرصة التواصل مع تراثها عبر ممارسة التصميم، وانجذبت بشكل خاص إلى "منطق الطير" لفريد الدين عطار، وهي قصيدة استعارية صوفية من القرن الثاني عشر، وتميز الكتاب بلوحاته المرسومة بخط الجلي الديواني العربي، كما تم تصميم الكتاب بحيث يحتوي على نظام يمكّن القراء من مختلف الثقافات والخلفيات من فهم معنى نص القصيدة وخطابها وتدفقها، ومن فهم معنى وطلاقة لوحاته المرسومة بالخط العربي، مع تزويدهم بتبصرّات أعمق بشأن تعقيدات الكتابة العربية، وكان هذا النظام هو الأول من نوعه، الذي يهدف إلى إعطاء القراء غير العرب نظرة أكبر على تعقيدات الكتابة العربية.
نور جرار وكتاب The State of Mind Palestine

اشتهرت رائدة الأعمال الثقافية "نور جرار" الكاتبة والمؤلفة الفلسطينية-الأردنية التي تقيم في دبي، بإصدارها كتابًا بصريًا بعنوان The State of Mind Palestine، الذي يُعد عملًا فنيًا وثقافيًا أسهم في توثيق الذاكرة الفلسطينية من خلال صور أرشيفية نادرة.
يضم كتاب The State of Mind Palestine مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تعود إلى ما قبل عام 1948، مقدمة من أكثر من مئة عائلة فلسطينية، ويتضمن أيضًا خرائط، قصائد، واقتباسات تُبرز الحياة اليومية والثقافة الفلسطينية في تلك الحقبة، في إطار سعيها لتوثيق الذاكرة الجماعية الفلسطينية ومشاركتها مع العالم، حيث أثبت هذا العمل بأن الفن يمكن أن يكون أداة فعّالة في الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية.
جواد سليم catalogue raisonne of painting and scluptures

يعد هذا الكتاب أول كتالوج فني شامل مخصص لأعمال الفنان العراقي الرائد جواد سليم، ولقد صدر هذا الكتاب تحت إشراف عائلة الفنان (السيدة زينب جواد سليم) بالتعاون مع نعمة الشكرجي، مسؤول فنون الشرق الأوسط في دار ومزاد بونهامسنيما ساغارجي وعن طريق دار النشر العالمي سكيرا في ميلانو-إيطاليا، والذي يعد إضافة كبيرة للمكتبة الفنية العربية والشرق أوسطية.
ولقد جاء هذا الكتاب تكريماً لمؤسس الحداثة الفنية العراقية ومبدع أحد أكثر المعالم العامة شهرة في بغداد، حيث لم يكن جواد سليم مجرد فنان، بل كان حركة فنية وثقافية كاملة ساهمت في تشكيل المشهد الفني العراقي الحديث، وربطت الإرث الفني القديم بأساليب معاصرة، مما جعله رمزاً خالداً في تاريخ الفن العراقي، وكذلك العالمي، وكان بارعاً في الرسم والنحت معاً، وترك بصمة واضحة في المشهد الفني العراقي عبر أعماله التي تميزت بالأسلوب التجريدي المستوحى من الرموز السومرية، والبابلية، والآشورية، ويتألف هذا الكتاب من 376 صفحة ضمت 111 لوحة، وأكثر من 60 منحوتة، وجداريات نادرة، ومواد أرشيفية ثمينة، ويعتبر بحق إنجازاً كبيراً في تاريخ الفن العربي.
بشرى بن فاطمة وكتاب التجريد: منافذ الابتكار والتجريب

كتاب "التجريد: منافذ الابتكار والتجريب" للكاتبة والناقدة التونسية "بشرى بن فاطمة" هو عمل نقدي وفكري يتناول تطور الفن التجريدي من منظور فلسفي وجمالي، مع التركيز على التجارب العربية المعاصرة، حيث تقدم الكاتبة من خلاله رؤية فنية عميقة، تتضمن أن التجريد ليس فقط أسلوبًا فنيًا، بل هو وسيلة للتعبير عن التداخلات الوجودية والفكرية، وطرق شرح الواقع من خلال رموز لونية وعناصر بصرية مستحدثة ومبتكرة.
ويُعد هذا الكتاب مرجعًا مهمًا للمهتمين بالفن التجريدي، حيث يقدم تحليلاً شاملاً لتطور هذا الفن، ويبرز كيف يمكن للتجريد أن يكون وسيلة للابتكار والتجريب في التعبير الفني، حيث يسلط هذا الكتاب الضوء على "مفهوم التجريد" تحليل كيف يتجاوز التجريد الشكل والصورة ليصبح أداة للتأويل الفلسفي والبصري، و"التجربة الفنية" استكشاف كيفية تفاعل الفنانين مع الفراغ، الضوء، واللون لخلق أعمال تعبيرية تحمل رموزًا بصرية جديدة، و"المدرسة التجريدية" دراسة تطور المدرسة التجريدية وكيف أصبحت محمّلة بالمصطلحات والتفاصيل التجريبية والابتكارات التنفيذية عبر الفترات الزمنية المختلفة.
سامية قدري وكتاب الفن من الفلسفة إلى علم الاجتماع

تعد سامية قدري من أبرز الكاتبات والباحثات المصريات في مجالات علم الاجتماع الثقافي ودراسات المرأة، ومن أبرز مؤلفاتها كتاب "الفن من الفلسفة إلى علم الاجتماع"، كأحد إصدارات المجلس الأعلى للثقافة في مصر، حيث يُعد هذا العمل دراسة شاملة تتبع تطور الفن من جذوره الفلسفية إلى تحليله السوسيولوجي، مما يجعله مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بمجالات الفنون والعلوم الاجتماعية.
ولقد خصصت الباحثة قدري أربعة فصول من الكتاب لدراسة أربعة مجالات من الفنون، تعكس رحلة الفن عبر تاريخه، وهي: الموسيقى، والمسرح والسينما، والأدب، وأخيرًا الموضة، ففي كُل من هذه الفصول ناقشت الباحثة علاقة الفن بالمُجتمع، وأهم المُساهمين في التنظير له إلى أن أصبح فرعًا مُستقلًّا من فروع علم الاجتماع، واختتم الكتاب بفصل حول الفن في القرن الحادي والعشرين يعرض التطورات المُذهلة التي لحقت بهذه المجالات الأربعة، هذا، ولقد صُدِّرَ الكتاب بقاموس مُصطلحات الفن وأعلامه، لكي يُتيح للقارئ غير المُتخصص الوقوف على المفاهيم والمُصطلحات الواردة بالكتاب.