بريق الفن في العُلا.. عالمي!

خاص "هي": بريق الفن في العُلا.. عالمي!

سينتيا قطار
14 فبراير 2024

زيارتي الأولى إلى المملكة العربية السعودية صادفت أن تكون في العُلا منذ نحو الخمس سنوات. أذكر تماماً الحماس الذي شعرت به كون مجلة "هي" كانت المجلة العربية الأولى التي تصوّر في هذه البقعة المميزة، قبل أن يتمّ اكتشافها محلياً وعالمياً، وقبل أن تنتشر فيها الفنادق الفاخرة والفعاليات المتنوّعة، جاذبة الآلاف من السياح وعشّاق الفن من مختلف أنحاء العالم. وها هي قدماي تطأ هذه الأرض العظيمة من جديد ضمن فعاليات مهرجان العلا للفنون لهذا العام، والذي يمتدّ من 9 فبراير إلى 22 مارس.  

العلا X الصحراء

صحراء X العلا

طاقة استثنائية يشعر بها المرء خلال تواجده في هذه الأرض ذات الوقار المُبهر. طاقة مُنبعثة من السماء الصافية المتناغمة مع أرض تزخر بإرث يعود إلى 200 ألف عام، وجمال آسر، نحتته الطبيعة، وحفظه وصانه المرء، فكيف لو جاءت متناغمة مع أعمال فنية مستدامة صنعها الإنسان. يضمّ "صحراء X  العلا" 15 عملاً إبداعياً  يدور حول الأشياء العظيمة المخفية التي لا يمكن للعين رؤيتها، وذلك تحت عنوان في حضرة الغياب". ويتضمن المعرض لهذا العام ١٥ عملاً تكليفياً جديداً، برؤية فنية لكل من "مايا الخليل"، "مارسيلو دانتاس" وإدارة فنية من "رنيم فارسي" و"نيفيل ويكفيلد".

الفنان عبيد الصافي
الفنان عبيد الصافي

جائزة إثراء للفنون

خلال مشاركتي في فعاليات مهرجان العلا للفنون، كان لي فرصة التعرّف إلى العديد من الفنانين المشاركين في المهرجان، أبرزهم الفنان السعودي عبيد الصافي، الفائز بأكبر جائزة فنية على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،عن عمله الفائز بعنوان "النخيل في عناق أبدي". الصافي، وفي حديث خاص بـ "هي"، كشف أنّ عمله الفني يتكوّن من 33 قطعة نخيل مصابة، تمّ إعادة تشكيلها بشكل ثابت على الأرض. وأضاف الصافي أنّ هذا العمل الفني يهدف إلى رفع الوعي حول أزمة إنقراض النخيل في العالم، والذي يُعد رمزاً للطبيعة والتراث في شبه الجزيرة العربية. هذا وسيقى العمل لمدة ستة أسابيع في موقعه وسط 2.3 مليون نخلة في واحة العلا.

يُذكر أنّ هذه النسخة من الجائزة، هي الأولى التي تشهد تعاوناً بين مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) وفنون العلا، ذلك في إطار شراكة أوسع بين الجهتين لدمج جهودهما بهدف دعم الإبداع في المملكة العربية السعودية والمنطقة بشكل عام.

الفنانة منال الضويان
الفنانة منال الضويان

وادي الفنّ

أبهرني التنقّل بين تشكيلات صخور وادي الفن الرملية، وكأنني في فيلم تاريخي أتنقّل فيه من مشهد إلى آخر. من التضاريس المُذهلة، وصولاً إلى المتاحف الحيّة المُبعثرة في الهواء الطلق، عجائب طبيعية نادرة لا تشبع منها العين ولا يمل منها النظر. وادي الفن الاستثنائي سيحتضن في العام 2026 أعمالاً فنية لفنانين من مختلف أنحاء العالم، أبرزهم الفنانة السعودية منال الضويان، التي كان لي فرصة اللقاء بها. الضويان رحّبت بنا بحرارة في وادي الفن، وكشفت لنا بكل شغف عن عملها المرتقب بعنوان "واحة القصص"، وهو عبارة عن تركيب فني في شكل متاهة عملاقة مستوحى من المدينة القديمة في العلا، الذي سيتم تثبيته بشكل دائم ضمن المناظر الطبيعية الصحراوية الشاسعة في العلا ابتداءً من عام 2026.

 

العمل الفني النخيل في عناق أبدي

إقامة العُلا الفنية

لعشاق الطبيعة والفنّ، إنّ إقامة العُلا الفنية هي وجهة أساسية  لا بُدّ من زيارتها كونها  مثالًا على التزام العلا بأن تصبح مركزاً عالمياً للعقول الإبداعية، وهي تقدّم هذا العام برامج متعددة في الفنون البصرية والتصميم والتنسيق النباتي والتراث والابتكار.

تستحقّ العلا هذا الاهتمام العالمي المُسلّط عليها. ومع زيادة بريقها العالمي، نتوق لاكتشاف المزيد.