كل ما تريدون معرفته عن وجهة وسط جدة.. درة البحر الأحمر تتألق برؤية عالمية

كل ما تريدون معرفته عن وجهة وسط جدة.. درة البحر الأحمر تتألق برؤية عالمية

محمد حسين

في قلب مدينة جدة، وعلى ضفاف البحر الأحمر، تتألق «وجهة وسط جدة» كأحد أكثر المشاريع طموحًا في المملكة، وأجملها طابعًا سياحيًا وحضاريًا.

فهي ليست مجرد مشروع تطويري ضخم، بل تجربة متكاملة تعيد رسم علاقة المدينة بالبحر وتمنحها بعدًا إنسانيًا وثقافيًا وسياحيًا جديدًا. على مساحة تتجاوز 5.7 ملايين متر مربع وبإطلالة بحرية تمتد على طول 9.5 كيلومتر، تفتح هذه الوجهة آفاقًا جديدة للحياة العصرية، وتغدو بمثابة القلب النابض لجدة الحديثة.

قلب نابض على البحر الأحمر

تتميز وجهة وسط جدة بموقعها الجغرافي الفريد الذي يجمع بين العراقة والانفتاح. فهي تمتد من شمال قصر السلام حتى نهاية محطة التحلية، لتشكّل همزة وصل بين جدة القديمة ونبضها المعاصر. ومن على شواطئها الرملية المفتوحة التي يبلغ طولها أكثر من كيلومترين، يمكن للزائر أن يعيش لحظات استثنائية من التأمل والمتعة البصرية، حيث تلتقي ألوان البحر الأحمر مع أفق المدينة في لوحة لا تنسى. هذه المساحة البحرية الفسيحة لم تُصمم لتكون مجرد إطلالة، بل لتعيد لسكان جدة وزوارها ارتباطهم الطبيعي بالبحر الذي طالما شكّل جزءًا من هويتها وتاريخها.

نبض المدينة يبدأ من هنا.. وجهة وسط جدة
نبض المدينة يبدأ من هنا.. وجهة وسط جدة

رؤية مستقبلية بروح إنسانية

ينبثق هذا المشروع من رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى الارتقاء بجودة الحياة وتعزيز السياحة والاستثمار، وتحويل جدة إلى مدينة عالمية تجمع بين الثقافة والحداثة. ما يميز وجهة وسط جدة هو المزج الفريد بين البيئة الحضرية الحديثة والطابع الإنساني، حيث تم تخصيص 40% من مساحتها للمساحات الخضراء والأماكن المفتوحة، لتكون متنفسًا طبيعيًا وسط العمران. كما يجري العمل على تأسيس مركز بحوث متخصص للحفاظ على الحياة البحرية وضمان استدامتها، ليكون المشروع نموذجًا عالميًا في التوازن بين التنمية والبيئة.

ملامح فنية وهندسية تخطف الأنظار

لا يمكن الحديث عن وجهة وسط جدة دون التوقف عند معالمها المعمارية الأربعة التي تشكل أعمدة الجذب الرئيسة: «الاستاد الرياضي»، و«الأحواض المحيطية»، و«دار الأوبرا»، و«المتحف الصناعي». هذه المعالم لا تُعد مجرد مبانٍ هندسية، بل رموزًا لمدينة تنبض بالإبداع وتحتفي بالفن والحياة. دار الأوبرا ستجعل من جدة منصة للفنون العالمية، بينما ستتيح الأحواض المحيطية تجربة بحرية غامرة تحاكي أعماق البحر الأحمر بكل تنوعه الجمالي. أما الاستاد الرياضي والمتحف الصناعي فسيعكسان روح العزيمة والابتكار التي تتجذر في وجدان المدينة.

دار الأوبرا في وجهة وسط جدة
دار الأوبرا في وجهة وسط جدة

تجربة سياحية بمعايير عالمية

تقدّم وجهة وسط جدة تجربة لا تشبه سواها، تجمع بين المتعة والترف والهدوء. فمنطقة المرسى واليخوت تعكس فخامة الحياة البحرية، حيث تتراءى السفن البيضاء على صفحة الماء تحت شمس جدة الذهبية، فيما تزدان الواجهة البحرية بالمقاهي والمطاعم التي تمنح الزائر نكهة محلية بطابع عالمي. وتحتضن المنطقة المركزية متاجر راقية، وفنادق ومنتجعات من فئة الخمس نجوم، إلى جانب شاطئ عام وخليج مرجاني وحديقة مركزية، تجعل من كل زاوية في المشروع وجهة تستحق الاكتشاف. إنها رحلة من البحر إلى الفن، ومن الترفيه إلى الطبيعة، تتناغم فيها تفاصيل التصميم المعماري مع روح الضيافة السعودية الأصيلة.

بوابة استثمارية على البحر

لم تُصمم وجهة وسط جدة لتكون وجهة سياحية فحسب، بل لتكون أيضًا محورًا اقتصاديًا واستثماريًا يفتح الباب أمام رؤوس الأموال المحلية والعالمية. البنية التحتية للمشروع صُممت وفق أحدث معايير الاستدامة والتقنيات الذكية، لتحتضن فنادق راقية، ووحدات سكنية عصرية، ومكاتب تجارية من فئة +A، ومرافق متعددة الاستخدامات. كما تُعد الوجهة بيئة مثالية للشركات والمستثمرين الباحثين عن موقع استراتيجي في قلب مدينة جدة، يربط بين التاريخ والترفيه والعمل والعيش. وقد بلغت قيمة العقود الإنشائية للمرحلة الأولى وحدها أكثر من 12 مليار ريال سعودي، ما يعكس حجم الثقة والرؤية الاقتصادية وراء هذا المشروع العملاق.

استاد وسط جدة واحد من أبرز الوجهات في مشروع وسط جدة
استاد وسط جدة واحد من أبرز الوجهات في مشروع وسط جدة 

جدة الجديدة.. بين الأصالة والحداثة

تحافظ وجهة وسط جدة على روح المدينة التي لطالما عُرفت بعراقتها وانفتاحها على العالم، لكنها تقدمها اليوم في إطار جديد يليق بمكانتها كـ«عروس البحر الأحمر». فبين ناطحات السحاب العصرية، والممرات البحرية، والمناطق الترفيهية، تظل جدة مدينة القلوب المفتوحة والضيافة التي لا تنطفئ. كما أن التصميم المعماري للمشروع يستلهم ملامح جدة التاريخية، وبيوتها القديمة، وأزقتها التي تفوح منها رائحة البحر، ليعيد تقديم التراث بأسلوب حديث يُشعر الزائر بأنه يعيش تجربة متكاملة تجمع بين الأصالة والابتكار.

استدامة الحياة وجودة التجربة

يولي المشروع أهمية كبرى للاستدامة، إذ أُنشئت منظومات متكاملة لإدارة الموارد والحفاظ على البيئة البحرية. كما أُجري أكثر من 8600 فحص جودة ضمن أعمال التطوير، بنسبة قبول تجاوزت 99%، إلى جانب دراسة متقدمة للأمواج والظروف البحرية عبر نموذج محاكاة واقعي صُمم في المملكة المتحدة. هذه الدقة الهندسية والعناية بالتفاصيل تجعل من وجهة وسط جدة نموذجًا يحتذى به في مجال التطوير الحضري المستدام.

المتحف الصناعي أحد المعالم الرئيسية في وجهة وسط جدة
المتحف الصناعي أحد المعالم الرئيسية في وجهة وسط جدة

مدينة تنبض بالحياة

عندما يكتمل المشروع، ستتحول وجهة وسط جدة إلى مدينة داخل مدينة، نابضة بالحياة على مدار العام. هنا تتجاور المسارح مع الأسواق، وتلتقي المراسي مع الحدائق، ويجد كل زائر تجربته الخاصة التي تعكس تنوع جدة وثراءها الثقافي. إنها ليست مجرد وجهة سياحية، بل مساحة للحياة بكل معانيها: للسكن والعمل والترفيه والإبداع. وسيكون كل ركن فيها شاهدًا على التحول الذي تعيشه المملكة نحو مدن ذكية متكاملة تُعانق البحر وتفتح أبوابها للعالم.

مشروع عالمي بطابع سعودي ساحر

تُعيد «وجهة وسط جدة» صياغة العلاقة الأبدية بين المدينة والبحر. فهي تعيد البحر إلى الناس، وتمنحهم شواطئ مفتوحة، وهواءً نقيًا، ومساحات خضراء تعانق الأفق. إنها جدة الجديدة التي تنظر إلى المستقبل بثقة، وتستحضر تاريخها بكل فخر. مشروع لا يغيّر ملامح المكان فحسب، بل يخلق نمط حياة جديدًا يجمع بين الحداثة والهوية، وبين الرفاهية والاستدامة.

إنها أكثر من وجهة.. إنها قصة مدينةٍ تُولد من جديد على ضفاف البحر الأحمر.

وجهة وسط جدة.. تجربة سياحية عالمية في قلب عروس البحر الأحمر
وجهة وسط جدة.. تجربة سياحية عالمية في قلب عروس البحر الأحمر