
عشاق التاريخ والثقافة: هذا ما لا يجب أن تفوتوه في قرطاج
تونس قبلة سياحة الاستجمام الغني والفريد من نوعه في إفريقيا والبحر المتوسط. وهي وجهة سياحية متميزة ومتنوعة وتحظى بمكانة متقدمة في قائمة أهم الدول السياحية ذات الخدمات الأجود والأأمن مع كرم الضيافة وحين الاستقبال. فهي تجمع بين سحر الشواطئ المتوسطية الخلابة، والمعالم التاريخية العريقة، والمدن العتيقة كمدينة قرطاج والقيروان، والصحراء الشاسعة.
تونس الغنية

تتميز تونس بشواطئها الجميلة على طول سواحلها على البحر الأبيض المتوسط.كما تتميز بصحاريها الشاسعة في الجنوب، والواحات الخضراء التي توفر تجربة فريدة لعشاق الطبيعة. كذلك تحتضن العديد من المواقع الأثرية الرومانية، مثل قرطاج والقيروان. بالإضافة إلى أسواقها التقليدية النابضة بالحركة والحياة، وتراثها الثقافي الغني، وشعبها المضياف ومقاهيها الأصيلة ومطاعمها الشهيرة.
تونس الثرية

يمكن للسائح الاستمتاع بالأنشطة المائية على الشواطئ، أو استكشاف الصحراء من خلال رحلات السفاري، أو زيارة المدن التاريخية، أو الاستمتاع بتجربة الأسواق التقليدية. كما تعتبر تونس وجهة سياحية بأسعار معقولة مقارنة بالعديد من الوجهات السياحية الأخرى. كما تقع تونس على مقربة من أوروبا، مما يسهل الوصول إليها عبر الرحلات الجوية أو البحرية.
والسياحة في تونس مثالية في الربيع والخريف، أما في الصيف فهي مناسبة لمحبي الشواطئ والأنشطة المائية. وفي الشتاء مثالية للباحثين عن الهدوء والاستمتاع بالأجواء الثقافية الثرية.
قرطاج درة تونس

لا توجد مدينة أو موقع في تونس أو في أفريقيا عموما يضاهي قرطاج. وهي مدينة تاريخية تقع في شمال شرق تونس على الشاطئ الشمالي لتونس. وتشتهر بتاريخها الروماني العريق والتأثيرات الثقافية القديمة. أسسها السوريون الفينيقيون في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وأصبحت فيما بعد عاصمة إمبراطورية قرطاج الكارثاجية. من أبرز معالمها أوابدها الأثرية، حيث يمكنك زيارة المدينة الأثرية التي تضم آثارًا رومانية مذهلة مثل المدارج والمباني والحمامات والطرقات. كذلك يعد مسرح قرطاج واحدًا من أكبر المسارح الرومانية المحفوظة في العالم ومكانًا رائعًا لاستكشاف العمارة والثقافة الرومانية القديمة.
أيضًا تشتهر قرطاج بمناخها الرائع وموقعها المتاخم للبحر وشواطئها الجميلة، ما يجعلها وجهة مثالية لقضاء إجازة على البحر وقضاء وقت ممتع على الشاطئ والاستمتاع بمناظر الطبيعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك زيارة متحف قرطاج الوطني الذي يضم مجموعة كبيرة من القطع الأثرية والفنون التونسية. كما يمكنك زيارة مهرجان قرطاج السينمائي الذي يقام في الفترة من21 - 28 نوفمبر كل عام والذي يعد أقدم مهرجان سينمائي عربي وأفريقي.
المزيد عن قرطاج

قرطاج هي بلا منازع من أجمل المواقع الجغرافية والتاريخية والسياحية حول البحر المتوسط. خليج فيروزي، ومنازل بيضاء محاطة بأشجار السرو، وفي الأفق جبل بوقرنين يطل من وراء الضباب. كذلك عندما نتجول في أنهج المدينة ونكتشف مقتطفات تاريخية مثل بقايا كنيسة سان سيبريان المطلة على البحر. والمنازل القرطاجية بحي ماجون، والموانئ البونيقية حيث تربض بعض قوارب الصيادين. ثم نتجه نحو قرية سيدي بوسعيد ونتجول في طرقاتها المبلطة بين الشبابيك الزرقاء والبوجانفيليا الوردي. كذلك يمكن تناول العصير وأخذ قسط من الراحة في مقهى الحصائر لطابعها وأجوائها التقليدية. أيضًا بتمعن المشاهد الطبيعية البحرية الرائعة من مقهى سيدي الشبعان يمكن رؤية أجمل المناظر. كذلك هنام العديد من الفنانين والرسامين ممن استقروا في هذه القرية الملهمة.غير بعيد عنها المرسى وواجهتها البحرية، ومنارتها وشواطئها الممتدة، تجذب عشاق الاستجمام والباحثين عن أماكن للإسترخاء.
قرطاج العالمية

موقع قرطاج مسجل بقائمة التراث العالمي لليونسكو ويستحق بالفعل زيارة مطولة. فتراكم الاثار في مساحة كبيرة يسمح بتصور المدينة التاريخية من خزانات مياه بسعة 60 مليون لتر، إلى حمامات رومانية ضخمة، ونمط عيش راق. أيضًا في المتحف الأثري، سنكتشف الفن والشعائر الدينية لقرطاج البونية. اليوم، قرطاج وما جاورها هي مراكز الثقافة حيث العديد من دور العرض الفنية. كذلك الحفلات والعروض الموسيقية التي تتم في الكاتدرائية القديمة(الأكروبليوم). وفي قصر العبدلية بالمرسى أو في قصر البارون (دي ارلانجي) في سيدي بوسعيد. أيضا المنطقة مكرسة للترفيه حيث توجد فنادق شاطئية، ورياضات مائية، ومراكز علاج بمياه البحر وملعبان للجولف ومارينا سيدي بوسعيد. أما الأنشطة الليلية فهي ثرية بالمطاعم والمقاهي والنوادي الليلية والمهرجانات الموسيقية مثل مهرجان "الجاز في قرطاج"، والموسيقى الكلاسيكية "أكتوبر الموسيقى" في الأكروبليوم. كذلك في الصيف يستضيف المسرح الأثري عروضا دولية في مهرجان قرطاج الدولي.
مصيف الصفوة

معروف في تونس أن قرطاج هي منطقة اصطياف البايات "الحكام" سابقًا.وضفاف قرطاج كانت ولا زالت واحدة من أكثر المناطق شهرة في فنون الطبخ. أيضًا الطهي الأصيل للعاصمة لا يزال متداولا فيها. كما يمكن تذوق (الكابكابو) وهو طبق من السمك مع الزيتون والليمون المملح. كمفتحات تذوق الطاجين التونسي،المكون من عجة سميكة بالخضار والجبن، قريبة من التورتيا الاسبانية، والسلطة المشوية وهي من الطماطم والفلفل المشويان. أيضَا في سيدي بوسعيد وقرطاج والمرسى توجد اختيارات عديدة من المطاعم المحلية الفاخرة. حيث يمكن الاستمتاع بالاطباق التونسية التقليدية في ديكور قصر عثماني. مع المطبخ المتوسطي المبتكر والوجبات الخفيفة مع الكوكتيلات في مشرب عصري، أو أطباق إيطالية في أجواء استرخاء لا تقاوم.وإذا زرت سيدي بوسعيد، فاستمتع بـ"البانبالوني" وهي فطائر على شكل حلقة تؤكل ساخنة، ثم بكأس من الشاي مع النعناع وحبوب الصنوبر في مقهى الحصائرالشهير.
شواطئ قمرت

شواطئ قمرت تحفها الفنادق الشاطئية من كل الأصناف والأنواع والدرجات. من النادي البسيط إلى المنتجع الملوكي. ثمة الكثير من الخيارات الأخرى للسكن متاحة. إذا استهوتك قرية سيدي بوسعيد، يمكن أن تقيم في فندق أو دار للضيافة. أما إذا كنت تبحث عن راحة أكثر فخامة وحداثة ورقي، فاختر إقامة فاخرة في غابة قمرت، أو فندقًا في قرطاج أو في كورنيش المرسى حيث الخدمة الخمسة نجوم.
بوسعيد المزركشة

في سيدي بوسعيد لا متعة تضاهي متعة مزج الألوان وسك البيوت البضاء الناصعة البياض. أما الأوان فهي ألوان الأبواب والشبابيك. إنها بحق بورتريه فريد من نوعه يجلو العين وينعش القلب. الأبواب هنا زرقاء فاقهة أو صفراء مشرقة، مقوسة أو مستطيلة، مؤطرة بالحجر المنقوش أو بالخزف، أوبالرخام الأبيض والأسود. ولكل منها نمطه الخاصوأجملها المزركشة بمسامير سوداء كبيرة رتبت بخبرة في شكل نجوم، أو وردة أو سمكة. كذلك أثناء تنزهك، لا تتردد في ترك الطريق الرئيسي لاستكشاف الحارات الضيقة والزواريب المتعرجة. ففي كل خطوة باب جديد يفاجئك.
هذه المدينة العريقة كانت سابقا المنتجع المفضل لقضاء العطلة لدى العائلات التونسية المترفة. وعلى شاطئ البحر، أعادوا تشكيل طريقة عيشهم المرهفة حول ضريح العالم والولي الصالح سيدي بوسعيد. وخلف الجدران البسيطة المكسوة بالجير الكلسي الأبيض تختفي في بعض الأحيان قصور حقيقية. وأحد هذه القصوربناه شخص أوروبي متيم بالمدينة سنة 1912، هو البارون رودولف دي ارلانجر.وقد تم تحويله اليوم إلى متحف، ويستضيف الحفلات الموسيقية. كذكلك هناك منازل أخرى عديدة أضحت معارض للفنون أو دورا للضيافة.
زيارة قرطاج.. متعة بكل المقاييس.. حلم يتمنى الجميع تحقيقه.. وهي بحق تستحق كل ما قلناه عنها وأكثر لأن الوصف ليس كالشوف.