بعد مشاركتها بمهرجان البحر الأحمر.. بافي ياسين مؤسسة لجنة أفلام كردستان- السليمانية تتحدث لـ"هي" عن التبادل الثقافي ومستقبل السينما الكردية
حلم كبير ظلت تحلم به بافي ياسين المدير التنفيذي ومؤسسة لجنة أفلام كردستان- السليمانية؛ لوطنها على مدار سنوات طويلة، إلى أن نجحت في تحقيق هذا الحلم مؤخرًا، فبالرغم من نشأتها وتلقي تعليمها من بلجيكا وتواجدها هناك أكثر من ربع قرن من حياتها؛ إلا أنها عندما عادت لوطنها الأم كردستان وهي في عمر 26 عامًا؛ اكتشفت جانبًا آخر لإقليم كردستان وقررت أن تحاول أن تؤثر في بلدها بطريقتها الخاصة وأن تغير الفكرة المأخوذة عنها، وتشارك في أن تجعلها واحدة من البلاد التي تساهم بفعالية في صناعة الفن، خاصة لما تمتلكه كردستان من عوامل تساعدها على ذلك.
بافي ياسين على هامش تواجدها بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ تحدثت لـ"هي" في حوار خاص عن طموحاتها وأحلامها في جعل صناعة السينما الكردية واحدة من أهم الصناعات مستقبلًا وكشفت كذلك عن الصعوبات والتحديات التي واجهتها، وإلى نص الحوار.
في البداية.. حدثينا كيف استفدتِ من مشاركتك في سوق ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي هذا العام؟
استفدنا كثيرًت خاصة وأن هذه هي المرة الأولى التي أكون متواجدة فيها بأي سوق خاص بالأفلام في الشرق الاوسط بصورة عامة، وخلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أردنا أن نجعل الجمهور والحضور يتعرفون أكثر على كردستان وصناعة الأفلام هناك، فبشكل غير مباشر أردنا أن تكون افتتاحية لجنة أفلام كردستان بالشرق الأوسط؛ هنا بالبحر الأحمر، وأنا سعيدة جدًا أننا استطعنا أن نجعل الحضور يتعرفوا على كردستان من مجددًا من خلال الفن والثقافة.

بصفتك المؤسسة ورئيس لجنة كردستان للأفلام، ما الخطوات التي تم اتخاذها مؤخرًا من أجل تطوير صناعة السينما في الإقليم وتوصيل صوتها للعالمية؟
مجرد أننا لدينا حاليًا لجنة أفلام كردستان بالإقليم، فهذا في حد ذاته خطوة مهمة كثيرًا، خاصة وأن المعلومات المتعارف عليها والمتصدرة الصورة العامة عن كردستان؛ كانت الأزمات والحروب التي تعاني منها،والقصص التراجيدية التي تتصدر الصورة، لكن في الواقع كردستان بلد في غاية الجمال وغنية جدًا من حيث الثقافة والفن والتأريخ، وبمجرد أن أصبح لدينا لجنة أفلام مستقلة فهذه خطوة تأريخية.

ومن الخطوات الأخرى التي قمنا بها داخل اللجنة هي أننا جعلنا الناس بالعالم والمتخصصين يتعرفون أكثر على كردستان والخدمات التي نقدمها، كما وضعنا قاعدة بيانات خاصة بكل المواقع المميزة التي لدينا في كردستان، كما أننا نملك أيضًا قسمًا هامًا جدًا وهو قسم الدورات التدريبية، فدائمًا ما نتواصل مع مؤسسات وأكاديميات ومحترفين، وندعوهم من أجل إقامة معامل وورش وماستر كلاس في كردستان، لأن التعليم والتثقيف هو جزء كبير جدًا من البرامج التي نتبناها داخل اللجنة.
من ناحية أخرى تواجدنا بكل أسواق الأفلام سواء كان أو برلين وهذا أمر مهم جدًا، وخلال تواجدنا في مهرجان كان هذا العام قدمنا لجنة الفيلم بشكل رسمي بتواجد نائب رئيس الحكومة، والذي أعلن رسميًا عن افتتاح اللجنة وأعلننا كذلك عن صندوق دعم الأفلام بكردستان وهو أول وأهم صندوق بكردستان لدعم الأفلام والقصص الكردية والإنتاجات الكردية التي ستكون متواجدة بقوة بداية من العام المقبل.

ما الأزمات والعقبات التي واجهتك في مشوار محاولتك تأسيس لجنة أفلام كردستان طوال الفترة الماضية؟
الصعوبات كانت شخصية أكثر، فأنا طوال حياتي أدرس وأعيش في بلجيكا وعدت إلى كردستان في عمر 26 عامًا، وعندما عدت وجدت البلد جميلة للغاية، ونحن كأكراد لدينا ثقافة وتاريخ ومواقع بغاية الجمال و4 فصول مختلفة وهذا يعتبر من أهم الأمور التي نروج بها للإقليم، فنحن لدينا ثلوج ومناطق خضرية وغيرها، فالصعوبة الأولى التي واجهتني هو أن أجعل صناع القرار بالسلطة يتفهمون أن لجنة الأفلام ليست فقط لصناعة الأفلام والفن، ولكنها أيضًا مفيدة في التجارة والعلاقات، فالبلد غنية بالنفط ومعروفة بالأزمات، وكانت الصعوبة أن أجعلها موجودة على خريطة العالم من خلال شيء جميل جدا وهو صناعة الأفلام، وأنجح في جعل الصناع يتواصلون معنا لأن تكون أفلامهم مصنوعة ومعروضة في كردستان، ونخرج كردستان من إطار الحروب والدمار.
وقد اتخذت حوالي 10 سنوات متتالية من أجل إقناع صناع القرار بتأسيس لجنة أفلام كردستان، خاصة وأننا كأكراد نحتاج تلك اللجنة لأنها تتميز بتواجد عنصرين مهمين من الناحية الاقتصادية وأيضًا وجود القوى الناعمة التي تساهم في جعل بلدنا متواجدة بقوة على الخريطة ويتم التعرف عليها بشكل مختلف وأوسع، وبالرغم من وجود أفلام كردية وناجحة جدا إلا أنها كلها تجارب شخصية ومنفردة بذاتها، فكانت هناك صعوبة أن أجل بلد غير نشطة بالصناعة تصبح بلدًا جاذبة لصناع السينما، فكان لابد أن يكون هناك برامج تدريبية ونقوم ببناء استوديوهات حتى نقوم بتكوين جميع عناصر الصناعة.

من من النجوم وصناع السينما من حول العالم الذين تتمنين التعاون معهم مستقبلًا من خلال لجنة أفلام كردستان؟
أنا أحلم بأن بقوم مخرج أو منتج بعمل فيلم في كردستان أو عن كردستان يكون قويًا، ويتم التعاون مع صانع أفلام كردي وتقديم قصة كردية، فأتمنى مثلًا أن يكون كريستوفر نولان ومارتن سكورسيزي ودانيال دي لويس وميريل ستريب من بين الصناع الذين يأتون ويقدمون أعمالهم بكردستان

الصور من المركز الإعلامي لبافي ياسين