المخرجة زينة أشرف عبد الباقي لـ "هي": نساء مسلسل "ولد بنت شايب" مؤثرات ولا نستبعد تقديم موسما ثانيا
زينة أشرف عبد الباقي نجمة مصرية استثنائية صاعدة في مجال صناعة الأفلام، استطاعت أن تخطف الأضواء خلال فترة وجيزة؛ مع تصدر أعمالها الأولى فيلم "مين يصدق" (2024) ومسلسل "ولد بنت شايب" (2025)، اهتمامات الجمهور على السوشيال ميديا أو رواد المهرجانات السينمائية العربية.
مخرجة تحمل شغف الفن وسيناريست تضئ زاوية الحلم بين الأجيال المختلفة في أعمالها، تسير بخطوات ثابتة وسط عالم مزدحم بطموحات جيلها، تجمع بين الوعي الفني والرغبة في التطور الجاد، وتتبنى رؤية واقعية خاصة تجاه ما تقدمه بين شاشتي السينما والدراما.
“هي" تلتقي في حوار خاص مع المخرجة الشابة زينة أشرف عبد الباقي؛ وسط أصداء نجاح أحدث أعمالها الدرامية "ولد بنت شايب"، تكشف به عن كواليس التصوير وأسرار لا يعرفها الجمهور حول نهاية المسلسل التي أثارت الجدل، فضلاً عن اختياراتها ومشروعها الفني ما بين عالمي الإخراج والتأليف.
بداية، مبروك نجاح "ولد بنت شايب" على مستوى الوطن العربي، وتصدر أغنية التتر التريند، كيف ترين ردود الأفعال؟
أولاً، شكرًا جزيلاً على إشادتك، فريق عمل المسلسل سواء أمام أو خلف الكاميرا بذلوا مجهودًا كبيرًا، والاعتراف بهذا الجهد يجعلنا نشعر بثمرة الجهد والمثابرة؛ أكثر ما نتمناه هو الوصول للجمهور، والحمد لله على هذه النتيجة.

وقت تحضيرك وقراءتك لسيناريو "ولد بنت شايب"، ومع عرض الفكرة لأول مرة عليكِ، ما حمسك لها "كزينة السيناريست" و"كزينة المخرجة"؟
سؤال جيد جدًا. بصراحة أول ما حمسني في "ولد بنت شايب" هو أن الأستاذ أشرف عبد الباقي كان تعاقد عليه بالفعل، وهذا يعد بمثابة حلم لي إنني أعمل معه في مشروع درامي مختلف مثله؛ ثانيًا القصة القوية بالطبع والـ crew كله والإنتاج، لكن كمخرجين؛ نحن نجتمع دومًا مع الكُتاب ونتأكد أننا نقدر نوصل الحكاية بأفضل طريقة ونظهر أحسن ما بها بالتعاون كلنا مع بعض.

بطلات أعمالك "ندى/ليلى أحمد زاهر" (ولد بنت شايب) و"نادين/جيدا منصور" (مين يصدق)، نساء أقوياء وقادرات على اتخاذ قرار بالنهاية رغم مرورهم بصراع شخصي وسط الأحداث، هل مقصود أم مصادفة؟
يعجبني هذا السؤال كثيرًا أيضًا. والإجابة السريعة هي: نعم. أرى أن القصص والشخصيات تكون تحت إشرافنا نحن كمخرجين وهي مسؤوليتنا. للأسف كثير من الوقت الشخصيات النسائية تكون غير الفعالة؛ لا تدفع الأحداث الدرامية للأمام، أو تكون موظفة في إطار "البكاء" لـزملائها الرجالة (الممثلين) حينما تتعثر الدنيا؛ ما زالت مصممة جدًا ومستلهمة من السيدات؛ أن أتأكد إنهن شخصيات درامية فعالة؛ كهؤلاء الائي نراهم في حياتنا كل يوم؛ وبالمناسبة أوجّه تحية لـ ليلى أحمد زاهر كما كان لها دور كبير في "ولد بنت شايب"؛ أي إنها تساعدنا لننجح في تجسيد شخصيتها قوية وفعالة إلى هذه الدرجة الكبيرة.
المخرج عادةً يحب يكتشف الموهبة الجديدة، لكن عندك الملحوظ إنك تقدمين الموهبة من اختيار غير المتوقع؛ "مروان المسلماني" وتحوّله من صانع محتوى لممثل حقيقي، كذلك جيدا منصور بطلة "مين يصدق".. هل اختياراتك نابعة من رغبتك في كسر الصورة النمطية/الكليشيه عن الممثل وقدراته؟
لي الشرف أنني أُعتبر شخصًا يكتشف مواهب جديدة. الطريقة التي أتبعها في اختيار الممثلين "الكاستنج" بسيطة؛ وهي إنني أوجد أفضل شخصية لهذا الدور في عيني؛ بغض النظر عما قدمه هذا الشخص قبل ذلك؛ لو مؤمنة إنه أفضل شخصًا للدور؛ أُسند قراري وإيماني كليًا به.

ماذا عن صعوبات التصوير في الشارع بمشاهد سير السيارات والدراجة البخارية والمطاردة وحريق العمارة في "ولد بنت شايب"؟
أحب التصوير في الشارع بصورة عامة؛ أعشق شوارع العاصمة المصرية القاهرة، وأرى أنها سينمائية للغاية؛ هذا يعد تحديًا لوجستيًا، لكن وقتما يتوفر معك فريق إنتاج وتصوير وصوت وديكور وإخراج رائع، كل شئ يصبح ممكنًا.
واستكمالاً لتصوير اللقطات الحية من الشارع، مدرسة "الواقعية" التي تنتمين إليها فنيًا –من إرث المخرجين محمد خان وعاطف الطيب وحبك لهما– تظهر في "ولد بنت شايب" عَبر تفاصيل التتر أيضًا بصوت الحاجة نبيلة. في رأيك، هل أصبح توظيف "الواقعية" بالسينما أو الدراما اليوم تحديًا أصعب للمخرج أكثر مما كانت عليه لجيل مضى؟
لا أصدق المقارنة بهؤلاء العمالقة في صناعتنا السينمائية؛ الأساتذة محمد خان وعاطف الطيب نماذج القدوة الشخصيين لي، وغيرهم أيقونات كبيرة أيضًا. لا أرى أن "الواقعية" كانت سهلة في أي وقت، ولا في زمنهم ولا بزمننا؛ فهي تأتي بتفاصيل فنية؛ يجب أن يدمجها المخرج في عمله بشكل مقصود وواعِ لكي تظهر طبيعية وحقيقية.

لقطة "عزت" وهو يبوح لـ "ياسر/ حازم سمير" بسر الأرض في الحلقة الأخيرة (وقتما يقول له استلاف والدك للفلوس حق العشرة والصحبة ولعبنا الدومنيو) ترك أثرًا عميقًا عند المشاهدين، مع أداء قوي للفنان أشرف عبد الباقي. كيف تعاملتِ كمخرجة مع مَشهد بهذه الحساسية والحميمية والتعبير بالملامح أكثر من الحوار؟ وما التفاصيل التي تحرصين عليها لكي يصل بهذا الصدق للجمهور؟
هذا المشهد يعد من المشاهد المفضلة بالنسبة لي شخصيًا؛ هذا العمل المتقارب للغاية مع أستاذي أشرف عبد الباقي كان شرفًا كبيرًا؛ معرفتي به طوال عمري ساعدتني أقدر أوجهه بالضبط للمكان الذي تحتاجه شخصية "عزت" أن تكون فيه؛ بكل رقي وإحساس. وقتما يمتلك الممثل كل هذه الموهبة والحكمة؛ دوري هو وضعه في بيئة صحية يحس بها بالأمان لكي يستطيع تقديم أقصى مشاعره؛ و"حازم سمير" كان هدية أيضًا؛ ممثل قدير ولديه عمق كبير.
مع تطور الأحداث نكتشف أنه "عزت" كان الشايب الذكي والنصوح والمٌحب.. لو "عزت" (وليس أشرف عبد الباقي) سينصح زينة عبد الباقي.. ماذا يقول؟
"عزت" هو شخص يبحث في إنه يصلح أخطاء الماضي، وأعتقد هذه أكبر رسالة يمكن أن تأخذها الناس منه؛ بغض النظر عن سنك أو ما مررت به؛ فأنت عمرك ما ستكون كبيرًا للغاية أنك تشتغل على نفسك وتطلب المغفرة.

سقوط صورة "عزت/أشرف عبد الباقي" و"الأستاذة/إسعاد يونس" بلقطة غامضة قبل اللحظات الأخيرة ورفع تتر نهاية الحلقة الأخيرة، تحير الجمهور وتطرح تساؤلات حول وجود جزء ثانِ لمسلسل "ولد بنت شايب".. هل الفكرة واردة بالنسبة لكِ؟ ومع ولا ضد تقديم دراما الأجزاء؟
مؤمنة أن لو القصة فيها مساحة أن تقدم وهناك من يؤمن بهذا من الفريق؛ يكون شرفًا لنا إننا نستكمل عملاً بدأناه. قصدنا من الصورة الأخيرة هو أننا نفتح أسئلة ونحفز الناس تشك في الشخصية التي شعروا أنهم يعرفونها بدرجة كبيرة.
بين السينما أو الدراما.. زينة أشرف عبد الباقي مع ولا ضد استخدام الذكاء الاصطناعي في الإخراج أو الكتابة؟
أرى أن الذكاء الاصطناعي يمكن بالفعل أن يساعد الناس توسع أفقها وأفكارها؛ لكن مؤمنة بأن حينما تكتب قصة تدور حول التجربة الإنسانية، يجب أن يكون خلفها بشر يرعونها، ويؤمنون بها، ويبذلون مجهودًا في كل خطوة.

مَن الفنانين الأجانب الذين تتمنين تقديم فيلم أو مسلسل من بطولتهم؟
معظم المخرجين يحلمون بالتأكيد بالعمل مع ممثلين عالميين. لكن لا يزال هناك ممثلون مصريون وعرب كثيرون للغاية أحلم بالعمل معهم أنا أيضًا وما زالت أنتظر هذا الشرف.
أخيرًا.. ما تفاصيل أعمالك الفنية المقبلة؟
أعمل حاليًا على كتابة مشروع جديد وأتحمس كثيرًا له؛ استغرقت فترة زمنية طويلة من العمل عليه وأحب المراحل الأولى من أي مشروع حقًا؛ لا أستطيع الانتظار لوقت عرضه وأتطلع لمعرفة ردود أفعال المشاهدين على كل مجهود العمل الذي نبذله منذ مدة طويلة.
